عادل عطيهلاشك أن هناك تأثيرا مباشرا للمدير الفني في استراتيجيته الفنية، وأساليبه التكتيكية داخل المستطيل الأخضر حسب المدارس التدريبية وطرق أدائهم المتعددة ورؤيتهم في توظيف اللاعبين تبعا لكفاءاتهم الفنية والبدنية، بالإضافة إلي التوازن الانفعالي للاعب دون الآخر بشأن تحمل الضغوط وعبء منافسات المواجهات الحساسة في مشوار البطولة.. كما أن هناك عوامل أخري تتدخل ولها نفس الأثر من قبل المدير الفني لأي فريق ثقافته وخبرته وحنكته في كيفية التعامل مع جميع العناصر المقيدة بقائمة الفريق في الموسم سواء في التشكيلة الرئيسية أو المستبعدين للاصابة أو آخرين بشأن عودتهم للياقة الفنية والبدنية والنفسية للملاعب وانصهارهم مع باقي العناصر.. هذه العوامل مجمعة توضح مدي نجاح أو فشل المدير الفني مع فريقه خلال المشوار التنافسي علي البطولات المحلية والقارية وتحقيق الألقاب .. والأمثلة والبراهين عديدة لأشهر وأكبر المديرين الفنيين الذين تولوا المسئولية لأكبر الفرق الأوروبية والعالمية. تستهل خواطرنا التدريبية بالقيادة الفنية لفريق العصر الحالي بلا منازع برشلونة الاسباني الذي يتربع الآن علي عرش الكرة الأوروبية والعالمية يقوده مدرب شاب طموح بيب جوارديولا حقق معه ما لم يحققه كثير من المديرين الفنيين أصحاب الصين والسمعة العالمية الكبري.. الدوري الاسباني «الليجا» المثير والقوي للمرة الثالثة علي التوالي بالاضافة لبطولة دوري ابطال أوروبا مرتين خلال 3 سنوات 2009 و2011 مما يبرهن نجاحه في القيادة الفنية والبدنية والمعنوية لهذا الفريق العملاق الذي بهر العالم بالأداء المهاري المميز من خلال التنوع في الأساليب التكتيكية والقراءة الصائبة للمنافسين يصاحبه مرونة ووعي خططي عالي المستوي حسب متطلبات المواجهات المحلية أو القارية إجادة قامة في كيفية التعامل مع نجوم الفريق وهم كثيرون وخلق انسجام وحب فيما بينهم فرأينا البارسا كوحدة ومنظومة واحدة الكل يؤدي الجميع يبدع، فالبطولات والالقاب التصقت بالبطل الاسباني وبات في صفاته وسماته المتعة والانتصارات فهي معادلة صعبة الوجود في عالم الساحرة المستديرة لكن مع مدير فني يعلم ويعي بكل متطلبات منصبه لم تستعص عليه كثير من المطبات، فبالإخلاص وبالجهد وبالاصرار يعلو شأن ادائه الفكري.. وأبلغ برهان ما تلقاه مؤخرا من عرض خيال من النادي الأهلي القطري قيمته 36 مليون يورو في الموسم، فالنجاح دائما حليف المجتهدين. وننتقل لطعم أخري من القيادات الفنية أصحاب القامات المرتفعة فنجد أمامنا المدرب الاسكتلندي الفذ السير اليكس فيرجسون الذي تخطي حاجز ال 25 عاما أي ما يعادل ربع قرن من التألق والابداع في قيادة فريق مانشستر يونايتد الانجليزي المتربع علي قمة الكرة الانجليزية التي تتسم بالقوة والاثارة والسرعة متفوقة علي جميع الدوريات الأوروبية، مشوار طويل من الفكر المتطور المتطلع للنجاحات المستمرة قاد خلالها، العديد من المواجهات المهمة والحساسة والمؤثرة في مشوار فريقه ونجح في تجاوزها وحقق البطولات المحلية والقارية علي مدار تاريخه الطويل مع بطل انجلترا. رغم توافد كثير من كبار نجوم العالم وانضمامهم لصفوف المان يونايتد فالسير أليكس دائما لديه قدرة فائقة علي التعامل معهم بمهنية عالية في توظيفهم وتحفيزهم وخلق روح البطولة بداخلهم من خلال استراتيجيته الفنية الذي تعامل بها طوال مشواره التدريبي فضلا عن رؤيته الصائبة في اختيار اللاعبين لصفوف الفريق وابرازهم ليسيروا نجوم العالم فيما بعد . فالبرتغالي كريستيانو رونالدو والمكسيكي هيرنانديز وغيرهما كثيرون.. كما أن قوة شخصيته وخبرته الطويلة مكنته من اعتلائه رأس قائمة أفضل مدربي العالم وأبلغ دليل حصوله مؤخرا علي جائزة أفضل مدرب في انجلترا لهذا الموسم من جمعية المدربين الانجليز التي يرأسها المدير الفني الايطالي «فابيو كابيللو» مدرب منتخب انجلترا.. ولم تكون الأولي بل تكررت مرات عديدة، فهو بلا منازع عميد مدربي القارة العجوز. كما يعد الايطالي كارل انشيللوتي رغم سوء حظه هذا الموسم مع فريقه تشيلسي منذ قدومه انجلترا حقق لقب الثنائية مع البلوز دوري وكأس انجلترا «لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن» من خلال هبوط لمستوي بعض نجوم الفريق دروجبا، لامبارد واسيان بالإضافة لعامل الاصابة الذي أعاق تطلعات انشيللوتي لمواصلة انجازاته في البريمرليج ودوري ابطال أوروبا. ويبقي مدرب الميلان السابق من فئة المديرين الفنيين الناجمين أصحاب الفكر المتميز والبصمات الكبيرة علي الفرق التي قادها فنيا. كما لابد من وضع مدربين آخرين ظهروا هذا الموسم علي الساحة التدريبية الأوروبية في نصاب أصحاب القامات العالية من خلال نتائجهم المتميزة ففي ايطاليا ودوري الكاليتشوينغ المدرب الشاب ماسيمليانو أليجري الذي تولي مهمة ثقيلة بقيادة الفريق العملاق الميلان لكنه أثبت نجاحا كبيرا بتتويج فريقه بلقب الدوري الايطالي بعد غياب طويل. في حين نري فشل الاسباني رافائيل بينثز مع فريق الانتر ميلان وتمت اقالته ونفس المنوال مع رانييري الذي اخفق في قيادة السيدة العجوز اليوفينتوس واقيل مجددا من تدريب روما قبل نهاية الموسم.. علي عكس نجاح آخرين لنفس المسابقة مدرب أودينيزي جويدولين ووالتر ماتزاري مدرب نابولي.. إذن فالقيادة الفنية لديها تأثير واضح وتشكل المعيار الأساسي في تقدم الفرق الكروية وتحقيقها للانتصارات والإنجازات وبلوغ منصات التتويج المحلية والقارية.