اثارت بعض الاخبار التي تسربت خلال الايام الماضية حول العفو عن مبارك واي احد من افراد اسرته مقابل التنازل عن اموالهم جدلا واسعا، بين أوساط السياسيين والشارع المصري وجموع المواطنين ، بعد تردد معلومات غير مؤكدة حول خروج الرئيس المخلوع علي الشعب المصري في خطاب جديد للاعتذار واعلانه التنازل عن ممتلكاته علي طريقة زوجته سوزان ثابت، بعد اخلاء سبيلها في قضايا التربح والكسب غير المشروع فيما يخص البلاغات المقدمة ضدها ، واعتبر البعض هذة المعلومات التي انتشرت في العديد من وسائل الاعلام ماهي الا عملية "جس نبض" أو " بالون اختبار" لقياس رد فعل الشعب المصري واتجاهات الرأي العام. رصدت الاهالي العديد من ردود الافعال بين أوساط شباب الثورة في ساحات الحوار المختلفة وعلي صفحات الانترنت والتي جاء معظمها غاضبا ويحمل الكثير من الوعيد بالعودة الي الميادين والدخول في اعتصام جديد حتي تتم محاكمة جميع رموز النظام السابق وقتلة الشهداء وعلي رأسهم الرئيس المخلوع حسني مبارك و افراد اسرته. وفور تداول هذة الانباء في مختلف وسائل الاعلام أصدر ائتلاف شباب الثورة بيانا شديد اللهجة يحمل الكثير من مشاعر الغضب والوعيد في حال صحة هذة الانباء ، وجاء في نص البيان ان كل هذا يشعرنا ان ثورتنا العظيمة التي أريقت فداء لها دماء خيرة شباب هذا الوطن تعود للوراء وتتم سرقتها ، وان محاولات الثورة المضادة لتفريغ ثورتنا من مضمونها والاتيان علي مكتسباتها تؤتي ثمارا وتحقق نجاحا. وأضاف البيان ان هذا التراجع يهدد بانفجار الغضب الجماهيري الذي يزداد احتقانه بشدة جراء هذه الاجراءات ، التي يري شباب الثورة في حال استمرارها وعدم التراجع عنها سيصبح الشارع وميدان التحرير هما سلاحهم الوحيد للدفاع عن ثورتهم ومنجزاتها ووفاء لدماء شهدائها ، واضاف شباب الائتلاف ان كل مصري ثوري شريف لن يقبل الا بمحاكمة عادلة لمن افسدوا الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في مصر وجوعوا هذا الشعب وأفقروه واستبدوا به علي مدار الثلاثة عقود الماضية. وأكد الائتلاف ان عودة ممتلكات الرئيس المخلوع وزوجته ورموز نظامه البائد ليست منحة او جباية منهم ، ولكنها امر طبيعي واجراء ثوري بديهي ، لا يمكن ربطه بأن ينال كل منهم العقاب الذي يستحقه. وتعليقا علي ذلك يقول لنا الروائي الشاب حسين البدري أحد شباب ثورة يناير ان من يملك العفو عن مبارك هم الشهداء الذين سالت دماءهم فداءا للثورة والوطن ، وأن العفو عن مبارك بمثابة التفريط في هذة الدماء الغالية التي حررت الوطن من النظام المستبد الذي انتهك كل حقوق المواطنين البسطاء طوال العقود الثلاثة الماضية. وأضاف البدري واصفا نشر هذة المعلومات في الوقت الحالي بعملية "جس نبض" المواطنين وقياس رد فعلهم ، ويري أن رد الفعل جاء كافيا ويعبر عن غضب عارم اجتاح جميع الاوساط السياسية والشارع المصري ، وعبر عنه الكثير من المواطنين بالخروج في مظاهرات حاشدة في جميع محافظات مصر، للتعبير عن رفضهم القاطع للعفو عما قتل وسرق وافقر المصريين. وقال خالد السيد عضو ائتلاف شباب الثورة "لا صوت يعلوا فوق صوت القانون" في مصرالجديدة، وعلينا اثبات سيادة دولة القانون واعادة صياغة علاقة الحاكم بالمحكوم، كما وصف ما اثير حول العفو عن مبارك بأنه تحايل علي القانون، وأضاف ان جرائم الرئيس السابق ليست جرائم فساد مالي فقط، بل تتعلق بإفساد الحياة السياسية في مصر، الي جانب تورطه في العديد من القضايا منها قتل المتظاهرين. وأضاف خالد السيد ان مثل هذة الاخبار التي تنشر حول العفو عن الرئيس السابق ماهي الا واحدة من مسلسل القرارات المضادة والتباطؤ المتعمد من المجلس العسكري، والتي اسهمت بشكل كبير في سحب الارضية من تحته وتزايد المطالبة بمجلس رئاسي مدني لادارة الفترة الانتقالية بشكل مختلف ، وعدم انفراد المجلس العسكري وحده بصنع القرار.