سيطر مقاتلو جبهة النصرة وفصائل متحالفة معها على بلدة خان طومان شمال مدينة حلب السورية، التي بدأت فيها منذ أمس، هدنة توصل إليها الروس والأميركان. فيما أكد معارضون أسر عدد من عناصر ميليشيا «حزب الله» ومن ميليشيا أفغانية، خلال معارك السيطرة على خان طومان، وقتل العشرات في جهاز الحسبة التابع لتنظيم داعش، بينهم مسؤول الجهاز في وقت قوبل قصف مخيم للنازحين الخميس، بتنديد دولي واسع، في حين أكدت روسيا أن أي طائرات لم تحلق في المخيم. ندد المجتمع الدولي بالضربات الجوية، التي استهدفت مخيماً للنازحين في شمال غرب سوريا قرب الحدود التركية، في وقت لا تزال هدنة حلب، التي تنتهي بعد منتصف ليل الجمعة- السبت سارية المفعول. وأدان مجلس التعاون لدول الخليج العربية المجزرة التي قام بها النظام السوري بقصف مخيم، ما أدى إلى استشهاد 50 مدنياً وجرح مئات من النازحين الأبرياء. ووصف الأمين العام لمجلس التعاون د.عبداللطيف الزياني قصف مخيمات اللاجئين المدنيين العزل بالجريمة البشعة التي تجرّمها القوانين الدولية والمبادئ الإنسانية والأخلاقية وتعدها من جرائم الحرب. وأوضح أن دول مجلس التعاون تدعو الأممالمتحدة إلى سرعة التحقيق في هذه الجريمة النكراء حتى لا يفلت مرتكبوها من العقاب، كما تدعو مجلس الأمن إلى العمل على تنفيذ قراراته بشأن الحرب الدائرة في سوريا، وإجبار النظام السوري على الالتزام بتنفيذ قرارات الأممالمتحدة واحترام القوانين الدولية. وأكد الزياني أن دول مجلس التعاون تعتبر أن الجرائم التي يرتكبها النظام السوري بحق الشعب السوري والمدنيين الأبرياء قد تجاوزت الحدود، ويجب أن تتوقف فوراً، وتهيب بالمجتمع الدولي إدانة تلك الجرائم المستمرة ضد أبناء الشعب السوري. خان طومان وقتل 28 مدنياً الخميس، بينهم نساء وأطفال جراء قصف استهدف مخيم الكمونة القريب من بلدة سرمدا في محافظة إدلب (شمال غرب) يأوي عائلات نازحة من محافظة حلب (شمال) المجاورة. ولم يشر المرصد إلى الجهة المسؤولة عن الغارات. وأكدت روسيا عدم تحليق أي طائرة فوق المخيم الذي تعرض للقصف، كما نفت القيادة العامة للجيش السوري «استهداف سلاح الجو السوري مخيماً للنازحين في ريف إدلب». تحقيق فوري وطالب منسق الشؤون الإنسانية في الأممالمتحدة ستيفن اوبراين بإجراء تحقيق فوري، ونددت فرنسا بالغارة ووصفتها بأنها «مقززة وغير مقبولة» متهمة الطيران السوري بتنفيذها، ودعت في الوقت نفسه إلى إجراء تحقيق محايد. وحمل وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند مسؤولية هذه الضربات للنظام، فيما شدد الاتحاد الأوروبي، من دون تحديد المسؤول عن القصف، على أن «الهجمات على مخيمات للاجئين غير مقبولة، وتشكل خرقاً فاضحاً للقانون الإنساني الدولي». هدنة حلب وتنتهي المهلة المحددة للتهدئة، بعد منتصف ليل الجمعة السبت. وأفادت تقارير من الأحياء الشرقية من حلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة، بعودة حركة السكان إلى الشوارع تزامناً مع فتح المحلات والمؤسسات، كما أقيمت صلاة الجمعة في المساجد بشكل طبيعي. وعلى بعد نحو عشرة كيلو مترات جنوب غرب حلب، تمكنت جبهة النصرة والفصائل المتحالفة معها بعد اشتباكات عنيفة، من السيطرة فجر أمس على بلدة خان طومان وعدد من القرى المحيطة بها. وأحصى المرصد مقتل 43 عنصراً على الأقل من جبهة النصرة وحلفائها بينهم قيادي محلي و30 عنصراً من قوات النظام. وذكرت مصادر أن فصائل المعارضة المسلحة أسرت 5 عناصر من حزب الله اللبناني و2 من عناصر الميليشيات الأفغانية في معارك تحرير خان طومان بريف حلب. وفيما شن الطيران السوري قصفاً بالبراميل المتفجرة على مناطق في حلب، أعلنت غرفة عمليات فتح حلب عن مقتل عدد من جنود النظام والميليشيات المساندة له وتدمير مدرعتين ودبابة. وذكر المرصد أن 13 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم أحدهم دون سن ال17، جراء قصف جوي استهدف قرية أم الكراميل بريف حلب الجنوبي. وأوقع انفجار ضخم مجهول المصدر عشرات القتلى في جهاز الحسبة التابع لتنظيم داعش في مدينة منبج بريف حلب شمالي سوريا. وأكدت مصادر أن بين القتلى، أمير الحسبة، خالد علي عز الدين الملقب أبو الوليد، وهو من القيادات الهامة في التنظيم، وتم تقليده مناصب عدة، منها أمير مطار منغ العسكري وأمير تل رفعت. دفن «رامبو الروسي» بعد مقتله بسوريا دفن ضابط من القوات الخاصة لقي حتفه في سوريا وتلقبه وسائل الإعلام برامبو الروسي أمس، مع سماح الكرملين بتغطية تلفزيونية استثنائية لألكسندر بروخورينكو. وقال قادة اللفتنانت بروخورينكو (25 عاما) إنه استدعى في مارس الطائرات الروسية لقصف موقع كان يتواجد به قرب تدمر بعد أن حاصره مقاتلو تنظيم داعش. وسيطلق اسم بروخورينكو على مدرسة وشارع تكريماً له، فيما منحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد وفاته جائزة بطل روسيا وهي أرفع ميدالية عسكرية في البلاد. موسكو – رويترز.