سلفي يهدد: سنحرق كل كنائس إمبابة.. و إمام مسجد بالإسكندرية: علي النصاري دفع الجزية.. أو الرحيل من المتوقع أن يصدر خلال الساعات القادمة قرار من المستشار د. عبد المجيد محمود النائب العام بإحالة المتهمين في جريمة كنيسة مارمينا بامبابة إلي محكمة أمن الدولة العليا (طوارئ) بموجب حالة الطوارئ المعلنة في البلاد. يأتي ذلك بعد مناقشات مستفيضة شاركت فيها أطراف مسئولة من المجلس العسكري ومن الحكومة ومن النيابة العسكرية والنيابة العامة، حسمت هذه المناقشات الأمر بالإحالة للقضاء المدني وليس للقضاء العسكري.
والمعروف أن محكمة الطوارئ أحكامها نهائية واجبة النفاذ ولا يجوز الطعن عليها بينما يمكن التقدم بتظلم من الأحكام للحاكم العسكري. كشفت إجراءات جمع الأدلة عن مسئولية عدد من فلول الحزب الوطني المنحل وفريق من السلفيين عن الأحداث الدامية. تبين أن المتهم ياسين ثابت (مقبوض عليه حاليا) لجأ إلي بعض السلفيين في الجيزة لمساعدته في استرداد السيدة عبير التي زعم أنها زوجته لأنها محبوسة في منزل مجاور للكنيسة. وقام أحد السلفيين وثيق الصلة بأجهزة الأمن بالاتصال بمباحث الجيزة وأخبر رئيس المباحث أن عددا من السلفيين يعتزمون التوجه إلي الكنيسة للإفراج عن الزوجة عبير حسب كلامه. وتوجهت قوة من المباحث إلي الكنيسة مع ياسين ونحو 30 من السلفيين ثم أزداد عددهم إلي 350 تقريبا، وبدأوا في التزايد دون أن تردعهم قوة المباحث. وسمحت لهم الكنيسة - دون مسوغ قانوني- بدخول الكنيسة للتأكد من عدم وجود عبير ثم تطورت الأحداث بهتافات السلفيين ضد الأقباط إلي أن اطلق واحد من معتادي الفتنة الرصاص من سلاحه وتبين أنه عضو بالحزب الوطني المنحل، وبينما تحالف سلفيون مع فلول الوطني، رفض سلفيون آخرون هذا المنهج ووجهوا نداءات بوقف العنف ومنهم الشيخ محمد علي إمام أحد مساجد امبابة. وكان أحد السلفيين قد وقف أمام الكنيسة محرضا جماهير المسلمين، وقال يخاطبهم: «الكنايس عبارة عن عصابات ومافيا هذا هو حال كنيسة... شنودة (ووجه لقداسته شتائم بذيئة).. النصاري كلهم معاهم أسلحة والكنايس مليانة اسلحة، واحنا معانا طوب.. وما نبقاش رجاله لو «مولعناش» كنايس امبابة كلها ويمكن الإطلاع علي خطابه التحريضي كاملا من خلال الفيديو علي النت، يأتي ذلك رغم تأكيد اللواء منصور العيسوي علي عدم وجود أي أسلحة داخل الكنيسة. يذكر أن السلفيين كانوا قد احتشدوا بشكل لم يسبق له مثيل في مؤتمر الإخوان المسلمين بالعمرانية ومؤتمرهم في مدينة نصر الأسبوع الماضي وهتفوا معا: «الإخوان والسلفيين ايد واحدة». وبينما أدان تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان تقاعس الأمن وتخاذل الشرطة لعلمهما بما يمكن أن يحدث منذ البداية، أشار مراقبون إلي أن الحكومة لا تريد أن تحسم الأمر وتعلن عن موقف واضح في تعاملها مع السلفيين في ظل أطيافهم المتعددة وفرقهم المختلفة. في حين يؤكد البعض أن الجماعات السلفية مختلفة فيما بينها ولا يمكن وضعها جميعا في سلة واحدة، يري آخرون أن ما تفعله الفرق السلفية هو نوعاً من توزيع الأدوار خاصة في ظل علاقاتهم الوثيقة دائما بأجهزة الأمن بشكل عام وأمن الدولة المنحل بشكل خاص مذكرين أنهم كانوا ينادون- في ظل احتدام أحداث ثورة 25 يناير - بعدم جواز الخروج علي الحاكم. من جانب آخر، علمت «الأهالي» أن اتجاها قويا داخل الحكومة والمجلس العسكري يدعو لسرعة اتخاذ التدابير اللازمة لإنقاذ الموقف في الإسكندرية التي أصبحت تحت حكم السلفيين بشكل شبه كامل وفي ظل غيبة الدولة وسقوط هيبتها عن المدينة.. ووصل الأمر إلي أن أحد خطباء السلفية أعلن في خطبة الجمعة الماضية أن «مصر فيها الهلال فقط.. وعلي النصاري من أهل الصليب دفع الجزية أو الرحيل» واستمر في خطبته يهدد قائلا : «إن المسلمين سيزحفون عليهم في كل مكان لتحرير كاميليا»!! يذكر أن الخطاب نفسه قاله الشيخ محمد حسين يعقوب في حديثه عن غزوة الصناديق حين أعلن : «اللي مش عاجبه يروح كندا أو أمريكا».