نظيف تكيف مع جو السجن ويقضي أوقاته مع العادلي .. وعزمي يعاني من الاكتئاب لم تكن الرحلة من ميدان التحرير الي منطقة طره الواقعة جنوبالقاهرة عادية، حيث يوجد اكثر السجون المصرية شهرة حاليا، وهو سجن طره او مزرعة طره او "بورتو طره" كما اطلق عليه مؤخرا لانه يضم غالبية رموز نظام مبارك من الفاسدين ، المسافة التي قطعها مترو الانفاق حتي محطة طره لاتزيد علي 35 دقيقة بعدها يتوقف القطار في المحطة التي لا ينزل فيها تقريبا سوي اهالي المساجين واقاربهم خصوصا بعد الشهرة التي اكتسبها السجن مؤخرا بسبب الشخصيات المسجونة بداخله وابرزهم نجلا الرئيس المخلوع علاء وجمال، بينما لم يلحق بهما والدهما حتي الآن لاسباب مرضية ، سكان المنطقة يؤكدون ان ثورة 25 يناير كان لها الاثر الايجابي علي اصحاب "التكاتيك" وسيارات الميكروباص التي تنقل اهالي المسجاين وزوار السجن من عند محطة المترو حتي بوابة السجن الرئيسية ، فقبل ثورة 25 يناير كانت تعريفة الركوب للشخص الواحد جنيهين ام الآن فقد وصلت الي 5 جنيهات واكثر الكثير من الحكايات التي تسمعها عن كبار نزلاء السجن منها ما هو حقيقي ومنها ما هو من خيال صاحبها ، ويضم سجن مزرعة طره مستشفي صغيرا يطل علي حديقة تعرف ب«العنبر» الذي يحتجز فيه كبار رجال الأعمال والوزراء السابقون المتهمون والمحكوم عليهم في قضايا فساد. كما يوجد به ملعب كبير لكرة القدم وآخر يستخدم كملعب للتنس أو للكرة الطائرة وغيرها من الالعاب. يتوجه الزائر مباشرة لمقر السجن ويبدي رغبته لمندوب السجن في زيارة نزيل، لكن لابد ان يكون علي دراية بشروط الزيارة ومواعيدها فالمحكوم عليهم بالسجن المؤبد او المشدد مسموح لهم بالزيارة مرة كل شهر ، اما المساجين العاديون فزيارتهم مرة كل 3 اسابيع ، اما المحبوسون احتياطيا امثال جمال وعلاء مبارك وحبيب العادلي واحمد عز وصفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وباقي الشلة مسموح لهم بالزيارة مرة كل اسبوع في اي يوم ماعدا العطلات الرسمية، حتي الآن لم يستقبل جمال وعلاء مبارك أي زيارات خاصة في سجن المزرعة، اما زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق فتلقي عدة زيارات من شقيقه اللواء يحيي عزمي ونجله الضابط بجهاز مباحث أمن الدولة السابق ، بينما الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق الذي زارته زوجته زينب الاسبوع الماضي ويزوره باستمرار نجلاه شريف وخالد ، فقد تحسنت حالته النفسية بشكل ملحوظ خلال الفترة الاخيرة واصبح اكثر اندماجا مع باقي المساجين خصوصا احمد عز وحبيب العادلي عن الايام الاولي لدخوله السجن التي كان يميل فيها للانعزال عن الباقين الأكثر زيارة حتي الآن عائلة جرانة التي يحرص أفرادها علي زيارة "زهير" وفي مقدمتهم زوجته جيلان شوكت ونجلاه وشقيقه أمير، اما الدكتور فتحي سرور فلا يزوره الا نجله طارق سرور كل اسبوع تقريبا ، الدكتور محمد إبراهيم سليمان أستقبل زيارة ضمت أبناءه وزوجته ، واستقبل أحمد المغربي زيارة من زوجته وشقيقه شريف المغربي ، كما علمت «الاهالي» ان أحمد عز لم يتلق أي زيارة حتي الآن من زوجته شاهيناز النجار في حين قامت زوجته الأولي وام ابنه الذي ظهر معه مؤخرا في جنازة والده بزيارته أكثر من مرة. بينما يزور صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري المنحل باستمرار العديد من أقاربه ومساعديه ومحاميه ومعهم العديد من الاوراق التي ربما تتعلق بالتهم والقضايا المتورط فيها ، اما زوجة حبيب العادلي فقد اعتادت ان تزوره يوم الخميس من كل اسبوع وتصطحب معها احيانا شقيقها ، احدي الروايات التي سمعناها عن العادلي انه اكثر المحبوسين تكيفا مع جو السجن ، وانه صرخ في احد الحراس ذات مرة بسبب انقطاع المياه عن السجن لمدة ساعة. ويعد كل من الدكتور فتحي سرور وصفوت الشريف اكثر المساجين قربا لبعضهم، الاول كان رئيسا لمجلس الشعب في عهد الرئيس المخلوع والثاني كان رئيسا لمجلس الشوري ، فمعظم اوقاتهم داخل السجن يقضونها معا في اوقات الرحات واثناء تناول الغداء. من ناحية اخري اعتاد جمال مبارك نجل الرئيس السابق وأمين السياسيات بالحزب الوطني المنحل علي الاستيقاظ مبكرا وتصفح جميع الصحف بلا استثناء، وفي المقابل بدأ شقيقه الاكبر علاء مبارك في الاندماج مع الباقين بعدما كان يقضي معظم وقته داخل المسجد، واستغرب نزلاء السجن عندما شاهدوه مؤخرا بصحبة احمد عز يتناول معه الغداء، وذلك بعدما شهدت الايام الاولي بينهما حالة من الاحتقان والتلاسن بدأت باتهام علاء لعز بالتسبب فيما آلت اليه عائلة مبارك. ومازال زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية السابق والمحبوس علي ذمة تحقيقات الكسب غير المشروع لا يظهر إلا نادراً ويعيش حالة من الاكتئاب والانطواء ولا يخرج من زنزانته الا للضرورة.