الكلية الفنية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    «التنظيم والإدارة»: تطبيق هيكل جديد بنظام الشباك الواحد أول أكتوبر    تعاون بين قطاع الأعمال والأكاديمية العربية للعلوم الإدارية لتدريب الكوادر البشرية    «البحوث الزراعية» ينظم برنامج تدريبي على إدارة الأزمات البيئية بالجيزة ودمياط    «صحة غزة»: 58 شهيداً و185 مصابًا جراء غارات الاحتلال خلال 24 ساعة    الهلال الأحمر يدفع 2300 طن مساعدات غذائية وطبية في قافلة إلى غزة    لافروف: وقعنا مع الأردن اتفاقية لإلغاء التأشيرات لتعزيز الروابط التجارية    مدبولي لقادة الدول: حان الوقت لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة لردع العدوان الإسرائيلي والاعتراف بالدولة الفلسطينية    حماة الوطن: التعنت الإسرائيلي يعرقل جهود التهدئة والمقترح المصري القطري نافذة أمل جديدة للفلسطينيين    تفاصيل جديدة في إصابة إمام عاشور.. الكسر لم يلتئم    استراحة السوبر السعودي - القادسية (1)-(4) أهلي جدة.. نهاية الشوط الأول    كرة نسائية – سحب قرعة الدوري.. تعرف على مباريات الجولة الأولى    بدون شكاوى.. انتظام امتحانات الدور الثاني للثانوية العامة بشمال سيناء    ضبط المتهم بالتعدي على «قطة» في الإسكندرية    تموين الأقصر تضبط ربع طن أجزاء دواجن وكبده بقرى مجهولة المصدر بسيارة ثلاجة    كنوز| 101 شمعة لفيلسوف الأدب الأشهر فى شارع صاحبة الجلالة    «التضامن»: التدخل السريع يتعامل مع حالات مسنين بلا مأوى في عدة محافظات    حملة موسعة على منشآت الرعاية الأولية في المنوفية    محافظ الإسماعيلية يتفقد عددًا من القطاعات الخدمية في جولة مفاجئة | صور    الأوقاف:681 ندوة علمية للتأكيد على ضرورة صون الجوارح عما يغضب الله    «دوري مو».. محمد صلاح يدفع جماهير ليفربول لطلب عاجل بشأن البريميرليج    إزالة 19 حالة تعد على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة في المنيا    بعد وفاة الطفل حمزة.. هل النودلز تؤدي إلى الوفاة؟ (خبيرة تغذية تجيب)    علي جمعة يكشف عن 3 محاور لمسؤولية الفرد الشرعية في المجتمع    ما حكم إخبار بما في الخاطب من عيوب؟    تجديد الثقة في المهندس خالد محمد مديرًا لتموين أسيوط    رئيس جامعة القاهرة: تطوير وصيانة المدن الجامعية أولوية قصوى للطلاب    أحمد العجوز: لن نصمت عن الأخطاء التحكيمية التي أضرت بالنادي الإسماعيلي    تحرك عاجل من "سلامة الغذاء" بشأن شكوى مواطن من مطعم بالبحيرة    الليلة.. إيهاب توفيق يلتقي جمهوره في حفل غنائي بمهرجان القلعة    انطلاق مهرجان يعقوب الشاروني لمسرح الطفل    عمر طاهر على شاشة التليفزيون المصري قريبا    "كلنا بندعيلك من قلوبنا".. ريهام عبدالحكيم توجه رسالة دعم لأنغام    بعد نجاح «قرار شخصي».. حمزة نمرة يستعد لطرح ألبوم ثاني في 2025    وزير الإسكان يستعرض جهود التنمية السياحية في ترشيد الإنفاق    كاتب فلسطينى: مقترح مصر ضرورى لوقف الحرب على غزة وإنقاذ شعبنا    حالة الطقس في الإمارات.. تقلبات جوية وسحب ركامية وأمطار رعدية    كيف يكون بر الوالدين بعد وفاتهما؟.. الإفتاء تجيب    القبض على طرفي مشاجرة بسبب خلافات الجيرة بالسلام    مقتل شاب في مشاجرة بدار السلام بسبب خلافات الجيرة    تغيير اسم مطار برج العرب إلى مطار الإسكندرية الدولي    العقارب تلدغ طفلين في أعمار حرجة بالفرافرة وسط موجة حر قاسية    جامعة الإسكندرية شريك استراتيجي في إنجاح منظومة التأمين الصحي الشامل    الزمالك: منفحتون على التفاوض وحل أزمة أرض النادي في 6 أكتوبر    توقيع مذكرة تفاهم للتعاون بين اقتصادية قناة السويس وحكومة طوكيو في مجال الهيدروجين الأخضر    ضبط 111 ألف مخالفة مرورية متنوعة خلال 24 ساعة    وزير الدفاع يلتقي مقاتلي المنطقة الشمالية.. ويطالب بالاستعداد القتالي الدائم والتدريب الجاد    اليوم.. افتتاح معرض السويس الثالث للكتاب    محافظ القاهرة يقرر النزول بالحد الأدنى لتنسيق القبول بالثانوي العام    20 أغسطس 2025.. أسعار الذهب تتراجع بقيمة 20 جنيها وعيار 21 يسجل 4520 جنيها    رئيس الوزراء: أدعو الطلاب اليابانيين للدراسة في مصر    قافلة "زاد العزة" ال19 تعبر ميناء رفح لإيصال المساعدات إلى غزة    الاحتلال الإسرائيلي يقتل نجم كرة السلة الفلسطينى محمد شعلان أثناء محاولته الحصول على المساعدات    الموعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والقادسية في كأس السوبر السعودي    رعاية القلوب    حبس سائق أتوبيس بتهمة تعاطي المخدرات والقيادة تحت تأثيرها بالمطرية    تنسيق الدبلومات الفنية 2025 .. كليات ومعاهد دبلوم تجارة 3 سنوات وتوقعات الحد الأدنى للقبول    وسام أبو علي يكشف رقم قميصه مع كولومبوس كرو الأمريكي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«طرة».. الحرية لمواطنيها والسجن للوزراء!
نشر في روزاليوسف اليومية يوم 24 - 04 - 2011

وجود أكبر وأشهر السجون بها أعطاها خصوصية تامة عن باقي مناطق القاهرة فيها سجن طرة الذي يقيم به الآن كريمة المجتمع وساكنو القصور والفيللات منذ شهور قليلة.. أهالي طرة الذين تنكروا طويلا لمكان اقامتهم وكانوا يرفضون الافصاح عنه أمام أي أحد أصبحوا الآن يفخرون باقامتهم في المنطقة المسجون بها الفاسدون من رجال حكم الرئيس المخلوع مبارك من الوزراء وكبار المسئولين السابقين في الدولة.. الأحوال المعيشية في المنطقة بسيطة وبدأت حركة الأهالي في التحرر من قيودها الفترة الأخيرة وبالتحديد بعد ثورة 25 يناير وأصبح هذا ملحوظا للجميع.
«روزاليوسف» رصدت أحوال أهل طرة والخدمات المتوافرة بها اضافة إلي أحوال السجن وكشفت أسرارا لم تنشر عن السجون التي تقع في منطقة حيوية وتحت حراسة أمنية مشددة.
«طرة» منطقة غير عادية تقع جنوب القاهرة علي مساحة 15 كيلو مترا مربعا هي المسافة الواقعة بين كورنيش النيل وطريق الاوتوستوراد وبها 6 شياخات هي طرة البلد ومنشية المصري وطرة الحجارة وطرة كوتسيكا وطرة الأسمنت والمدبح ويصل عدد سكانها إلي نصف مليون نسمة ويتركز الكثير منهم في منطقة اسكان شرق السكة الحديد المعروفة بطرة الحديثة وهي عبارة عن تقسيمات لجمعيات اسكان منها «غرب القاهرة» والسكة الحديد» و«أرض جرير» و«تقسيم 99» وغيرها وهي منطقة حديثة بها الخدمات الاساسية من انارة ومياه وصرف صحي إلا أن أعمال الرصف للطرق لم تبدأ بعد.
أما منطقة طرة القديمة فيعيش فيها الأهالي من المستويات المتوسطة من موظفين وعمال وشق الثعبان والمحاجر وكانت تقوم طرة القديمة علي صناعة الاحجار وتتميز بأنها نالت قدرا كبيرا من الخدمات بعد إنشاء محافظة حلوان وتم رصفها بالكامل.
وعن المستويات الاجتماعية للسكان فتصل نسبة ميسوري الحال أو الاغنياء إلي 10% والطبقة المتوسطة 50% أما بالنسبة الباقية وهي 40% فهم من الطبقة المعدومة ويتركز الكثير منهم في عزبة النصر التي تضم عددا كبيرا من العشش العشوائية التي أقامها الاهالي علي أملاك الدولة منذ أكثر من 20 سنة.
أسواق ومحلات
الأسواق والمحال في طرة تتنوع ما بين البقالة والخدمات الاساسية وعدد من الاسواق من العشوائية التي تباع فيها الخضروات والفواكه منها سوق طرة الحجارة الموجودة بجوار مدرسة «نارمر» الخاصة للغات وسوق ثانية في أرض نوار وثالث به عند عزبة النصر.
وفي طرة 3 مراكز للشباب هي مراكز شباب طروات البلد والأسمنت والحجارة وبها 23 مدرسة ما بين ابتدائي واعدادي وثانوي ودبلومات فنية ورغم كل ذلك لا توجد مستشفيات عامة في طرة ولا تتعدي الخدمات الطبية وجود مستشفيات للاسعافات الاولية تابعة ل4 جمعيات أهلية هي جمعيات عليوة والراشدين والمرشدي وطرة البلد ولا تجري فيها عمليات جراحية اضافة إلي مركز طبي تابع للدولة في طرة كوتسيكا.
أما المواصلات فهي متوافرة من مترو أنفاق وميكروباصات وأتوبيسات تابعة لهيئة النقل العام علي كورنيش النيل.. أما التوك توك فهو ظاهرة خطيرة يتضرر منها الأهالي لأن الاطفال هم المتحكمون فيها وبشكل عشوائي ويعمل دون تراخيص وتتضاعف حوادثه واصطداماته بالاطفال والأهالي يوما تلو الآخر خاصة في المناطق التي يكثر فيها الباعة الجائلون وتزداد فيها الكثافة السكانية.
3 سجون
وتنبع خصوصية المنطقة من وجود 3 سجون بها تتبع قطاع الادارة العامة لسجون المنطقة المركزية منطقة سجون طرة وهي موجودة منذ أكثر من 80 سنة وعرفت بضمها لمساجين من مختلف الجرائم ومنها الجنائي وأهمها السياسي.
السجن الاول يقع قرب كورنيش النيل ويعرف بسجن العقرب ويحمل رقم «أ» بينما يقع سجنا المزرعة شديدا الحراسات علي الاوتوستراد وذلك في مسافة تزيد علي 2 كيلو مترا يوجد فيها عدد من المنشآت الحيوية العسكرية والخاصة بالأمن المركزي وأمن الدولة والدفاع المدني ومعهد امناء الشرطة ويربط بين الجميع شارع رئيسي كان يعرف بشارع المعهد وتغير اسمه قبل ثورة 25 يناير بأسابيع قليلة الي شارع «الشهيد العميد أسامة عواد» ويقع في الجهة الجنوبية من السجون ويتقاطع مع طريق مصر حلوان الزراعي.. وجنوب الشارع تقع مساكن أهالي «طرة الحجارة» بينما يقطن أهالي «طرة البلد» جهة الشمال من السجون التي تتوسط المساكن وفي الشرق يقع طريق الاوتوستراد والغرب كورنيش النيل.
حراسة مشددة
«روزاليوسف» رصدت تفاصيل كثيرة في منطقة طرة بدءا من معيشة الأهالي ومرورا بالحراسات المشددة والحياة داخل هذه السجون وعدد من المواقف والاحداث الحالية علي لسان الأهالي وأفراد حراسات الشرطة وعدد ممن عملوا داخل هذه السجون قبل سنوات ومن قضوا بها الخدمة العسكرية في قطاع الأمن المركزي وكانت ورديات حراستهم داخل السجون أو في مقر فرع أمن الدولة بطرة.. ونظرا لخطورة هذه المعلومات طلب من رافقنا من الشباب في الجولة عدم ذكر اسمائهم لعدم إلحاق الضرر بهم من الجهات الأمنية بشكل أو بآخر إلا أننا نعرض الحقيقة كاملة كما سمعناها ممن عملوا داخل سجون طرة وصدقنا علي روايتها من أكثر من فرد حراسة من الموجودين في وعلي السجون والذين أسهبوا في عرض المعلومات أمامنا عندما سألناهم عن الوزراء وكبار المسئولين ونجلي الرئيس المخلوع المحبوسين داخل سجن المزرعة وأنهم لم يتوقعوا أو يخطر ببالهم في يوم من الايام أن يكونوا نزلاء طرة.
الأبراج
غرب السجون يقع شارع الشهيد أسامة عواد ويتصدره عدد من الابراج المرتفعة التي يصل ارتفاعها إلي 15 طابقا ولا يفصلها عن سور السجن سوي 15 مترا هي عرض الشارع، وتوجد مدرعة تابعة للقوات المسلحة بجوار سجن العقرب جهة كورنيش النيل وبجوارها عدد من أفراد القوات المسلحة والشرطة الموجودين لتأمين السجن وحراسة أخري في نقطتي التأمين الموجودتين فوق سور السجن الذي يرتفع عن الأرض ب5 أمتار ويفصل بينهما 50 مترا فقط.. اضافة الي عدد آخر من أفراد الحراسة المتنقلة الذين يمر كل منهم فوق السور من ناحية شارع أسامة عواد كل بضع دقائق لاستكشاف وتأكيد تأمين المنطقة.
وسيلة المواصلات الوحيدة لهذه النقطة هي ميكروباصات التحرير أو أحمد حلمي حلوان حيث يستقل الأهالي التوك توك الذي يقوده أطفال بعد ذلك للوصول إلي بيوتهم داخل طرة أو الترجل علي أقدامهم علي الرصيف الملاصق لسور السجن في حرية وأمان تام طالما افتقدوه قبل ثورة 25 يناير التي غيرت من نظرة الناس إليهم.
محل وحيد
تعرف العمارات الواقعة في بداية الشارع باسم عمارات الضباط، وبعدها مباشرة توجد مساكن عشوائية وبسيطة في طرة الحجارة، بينما يقل فيها توفير المتطلبات الاساسية للأهالي من بقالة وخضروات ومأكولات أو غيرها خاصة في المنطقة القريبة من السجن حتي إن طول المسافة أمام سجن العقرب «250 مترا» لا يوجد بها سوي محل بقالة متواضع وآخر للادوات الكهربائية وينتهي السور عند طريق مصر حلوان الزراعي.
أم سيد
وجدنا أمرأة مسنة جالسة علي الرصيف المواجه لسجن العقرب بطرة وتدعي الحاجة أم سيد 70 سنة وتعيش في المنطقة منذ 50 سنة وفرقت بين معاملة المواطنين من المناطق الأخري لها قبل وبعد وصول الوزراء والمسئولين الي سجن المزرعة بطرة قائلة: كان الناس عندما يسألوننا من أين أنتم؟ لم يكن ردهم مناسبا بعد أن تخبرهم أننا من طرة يبادروننا بقولهم: «ربنا يكفينا شركم» ورغم أن الرد من قبل المزاح إلا أن ذلك كان يرسخ في قلوب السكان استياء شديدا ولذلك كانوا يردون «نجاور السجن وليس لنا علاقة به وكل منا في حاله».
سجن المشاهير
الحاجة فتحية «أم عربي» 75 سنة من سكان طرة الحجارة كانت سعيدة للغاية بسبب حبس كبار المشاهير والوزراء والفاسدين حسب قولها الذين نهبوا البلد وامتصوا دماء الغلابة في سجن طرة ووصفت فرحة الأهالي بالعظيمة.
أشارت إلي أن يوم 25 يناير وهو تاريخ بدء الثورة المصرية شهد أحداثا وصفتها بالمرعبة للأهالي حيث كانت هناك عمليات مكثفة لاطلاق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع من قبل أفراد الشرطة تجاه السجن وهو ما يفسر وجود اثار اطلاق النار علي حوائطه وعنابره حتي الآن بمجرد المعاينة الظاهرية لها، الأمر الذي أجبر السكان خاصة الذين لا يفصل بينهم وبين السجن سوي أمتار قليلة علي حبس أنفسهم داخل بيوتهم وعدم الخروج منها لعدم إصابة أحدهم بطلق ناري يقضي علي حياته أو يتسبب له في إعاقة تمنعه من العمل علي اقل الاضرار خاصة أنهم من البسطاء ومعدومي الدخل.
الدعاء علي المخلوع
صاحبة محل بقالة بطرة لم تتردد في الدعاء إلي الله علي الرئيس المخلوع وأولاده وحاشيته بعد أن سألناها عن سعادتها ومضاعفة حبها لطرة بعد حبسهم في سجنها قائلة: ربنا ينتقم منهم.. ظلموا الناس.. ونهبوا البلد.. ولذلك أوقعهم الله في شر أعمالهم.
محمد رجب 34 سنة من طرة الحجارة وصف الحال قبل 25 يناير في الشوارع القريبة من سجن طرة قائلا: كانت سيارة البلدية تمر كل يوم وتمنع أي بائع متجول يقف بالمنطقة وكانت سببا في قطع أرزاق الشباب والسيدات اللائي كن يبعن الخضار وغيره للسكان حيث كان عمال البلدية يستولون علي عربات الخضار والدواجن والفواكه بأكملها ويأخذون لأنفسهم ما يكفيهم ثم يتنازلون عن الباقي لأيتام جمعية أولادي لرعاية الايتام بالمعادي.
أما الآن فالناس سعيدة بعد عودة الحركة للمنطقة وعدم وجود مضايقات في أكل العيش وأصبحت السلع متوافرة قرب المساكن بدلا من أن يتكبد المواطن مشقة الذهاب للسوق الواقعة علي بعد 1 كيلو متر ورغم ذلك أبدي رجب استياءه من وجود فرن بلدي واحد علي بعد 200 متر من الكورنيش في طرة الحجارة الذي يخدم أهالي المنطقة ويزداد عليه تكدس المواطنين بسبب لجوء زوار المساجين لشراء العيش لذويهم بالسجن منه أيام الزيارات طوال الاسبوع حيث تبدأ من الثامنة صباحا حتي الثانية بعد الظهر ما عدا الجمعة.
محمد رجب معاق ولديه شهادات تثبت أن لديه عجزا يزيد علي 75% وكان يتردد علي حي المعادي لاستخراج ترخيص كشك منظفات قرب السجن إلا أن الحي رفض ذلك ولكن بعد 25 يناير وافق محافظ حلوان السابق قدري أبوحسين علي الترخيص.
وتقع دار مناسبات طرة الحجارة التابعة لجمعية تنمية المجتمع المحلي بطرة الحجارة قرب بوابة سجن العقرب أو سجن طرة «أ» ب20 مترا وتقام فيها واجبات العزاء واحتفالات الايتام أو المناسبات واجتماعات النواب بالمنطقة وغيرها.
جمال وعلاء
سجون طرة تضم منطقة سجون طرة سجن «أ» والمعروف بسجن العقرب هو الذي يستقبل المحبوسين علي ذمة القضايا ويوزعهم علي السجون الاخري بعد الحكم عليهم، بينما يوزع السياسيون داخل سجن المزرعة رقم «2» أما البهوات والوزراء وابنا الرئيس المخلوع علاء وجمال مبارك والشخصيات الاخطر فهي في سجن ثالث لا يعرف عنه أحد شيئا ويطلق عليه سجن شديد الحراسة داخل محيط السجن الواقع قرب الاوتوستراد وهو معتقل موجود تحت الارض طبقا لمعلومات من شباب قضوا خدمتهم العسكرية فيه بعد توزيع خدماتهم من خلال قطاع اللواء رفعت عاشور للامن المركزي القريب وآخرين ساهموا في عمليات تشطيبات هذا السجن من أعمال المحارة والدهان والنجارة والحدادة وخلافه.
ويوجد السجن شديد الحراسة في موقع حيوي ومؤمن علي أعلي مستوي ويحده من جهة الجنوب معهد أمناء الشرطة والشمال قطاع الشهيد اللواء رفعت عاشور للامن المركزي، ومن داخل سور السجن من جهة الشرق حيث الاوتوستراد يحده سجن مزرعة طرة وفرع جهاز أمن الدولة سابقا من جهة الغرب.
وحيث إن شارع اسامة عواد هو الشارع الحيوي بالمنطقة الذي تقع عليه كل تلك المنشآت العسكرية والامنية الحيوية اضافة إلي نادي دجلة سبورتنج التابع لضباط الشرطة وغيره فإنه يبدو من الظاهر أمام المارة من هذا الشارع أن هذه المنشآت تقع علي صف واحد لكن الواقع كما يؤكده عاملون داخل هذه القطاعات أن بواباتها فقط هي التي تقع علي الطريق ويوجد خلف كل منها طريق طويل محدد بسورين متجهين نحو كل منشأة بالداخل بحيث يقع السجن شديد الحراسة وسط تلك المنشآت وفي بؤرتها.
تحت الأرض
الكثير من شباب طرة من الحرفيين والنقاشين ساهموا في أعمال تشطيبات هذا السجن ويقال إنه مكون من عدة طوابق تحت الارض والنزول له يكون بالمصاعد.
أهالي طرة مستاءون من هذا السجن حيث يلحق بهم ضرر بالغ لأن 15 مترا منه تطل علي مقابر وجبانات طرة البلد واستياؤهم بسبب وجود كردون أمني شديد جدا عند مدخل الجبانات ويمنع الدخول الي المقابر لزيارة الموتي حتي إنه في حالة وجود حالة وفاة واتجاه مشيعيها نحو المقابر فإنهم يضطرون للوقوف عند هذا الكرودون الامني لمدة تصل إلي الساعة حتي يأذن مسئولو السجن للضابط الموجود بالكردون بالسماح للمشيعين بعملية الدفن ولا يكون ذلك إلا بعد حضور بعض القيادات في عدد من العربات المصفحة من داخل السجن ومعهم الكلاب البوليسية التي تكشف المتفجرات والمخدرات ثم يقومون بكشف النعش للتأكد من وجود جثمان حقيقي وعدم اعداد فخ للشرطة أو الحراسة خاصة أن هذا السجن شديد الحراسة يضم شخصيات مهمة جدا في الوقت الحالي وأخري خطيرة كما كان يطلق عليها الامن سابقا ويتم كل ذلك تحت حجة «لدواع أمنية».
كاميرات المراقبة
سور السجن مليء بكاميرات المراقبة الحديثة التي تنقل دبة النملة داخل وخارج السجن والجبانات والمنطقة القريبة لعشرات الامتار وإنشاء السور تم بفنية عالية فهو ليس له حافة في أعلاه حيث أعدت بشكل أملس ومطلي بمادة كانت مستوردة في براميل من الخارج وتمنع التسلق علي السور أو الحفر فيه نظرا لقوتها وبدأت عملية انشائه منذ بدايات عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وبدأ العمل به منذ 20 عاما.
ويؤكد أحد شباب طرة الذي قضي خدمته العسكرية داخل قطاع اللواء رفعت عاشور وكانت خدماته في فرع أمن الدولة القريب أن أمن الدولة بطرة كان هو المسئول عن دخول أو خروج أي أحد لمنطقة السجون وأنه عندما كان يلقي القبض علي أي أحد كان يزج به داخل السجن دون تحقيقات أو تهم تستدعي ذلك ولذلك فإن السجن شديد الحراسة كان معتقلا لا يعرف عنه أحد شيئا في عصر مبارك.
ويؤكد أيضا أن عنبر السياسيين كان في سجن المزرعة وكان يتم ايداعهم في آخر عنبر بجوار السجن شديد الحراسة وأنه كان يسمع أصواتهم وصراخهم بعد تلقيهم جميع أساليب التعذيب والاهانة وانتهاك الادمية حتي إنه كان يبكي مع زملائه نتيجة تعذيب أشقائهم من المصريين داخل السجون، الأمر الذي دفعه للحديث مع روزاليوسف بعد أن استعاد تلك الذكريات داخل سجن طرة.
شارع أسامة عواد في المنطقة الواقعة بعد مترو الانفاق وحتي طريق الاوتوستراد يتسم بالهدوء الحذر نتيجة كثافة الامن والحراسة وهو عبارة عن حارتين إحداهما مغلقة تماما بحواجز أمنية وعربات مصفحة علي طول الطريق بمسافة تزيد علي كيلو متر أمام المنشآت الامنية وحتي بوابة سجن طرة الواقعة علي الاوتوستوراد وأمامها كان أهالي عساكر وجنود القسم قد حضروا لزيارة أولادهم، وتكدسوا أمام بوابة الزيارات يوم الجمعة الماضي في الفترة بين الساعة 1و3 بعد الظهر ولفت انتباهنا أن المواصلة الوحيدة التي تخترق تلك الحواجز هي التوك توك الذي يوجد بكثافة وعشوائية أمام السجن وفي الطرق المؤدية إليه لنقل زوار المساجين وغيرهم من وإلي بوابات السجن.
أحد أفراد الحراسة علي السور الذي يضم سجن المزرعة والسجن شديد الحراسة تحدث معنا عن بعض المعلومات قائلا: داخل قطاع سجون طرة يوجد الوزراء والمسئولون كل اثنين مع بعضهما البعض ويوجد تشديد كبير علي عدم التواصل مع بعضهم البعض أو حيازتهم الهواتف المحمولة أو عدم دخول أحد نهائيا الي المنطقة التي يعتبرها الجميع خطرة التي تضم المسئولين السابقين بالدولة.. مؤكدا أن أسرهم يحضرون تصاريح رسمية مستخرجة من وزارة الداخلية في حالة زيارتهم لهم مثل المسجونين العاديين.
ولفت الي أن كثرة مرور قيادات الداخلية علي السجن تسببت في يقظة تامة لأفراد الحراسة وعدم قبول أي رشاوي لدخول أي غريب أو توصيل أي متعلقات للمساجين كما كان يحدث من قبل. وتطرق الي موقف واجهه أحد الضباط في السجن عندما حضر اليه جمال مبارك نجل الرئيس السابق وطلب من جمال خلع ملابسه وارتداء الزي المحدد للمحبوسين قيد التحقيقات حيث رفض جمال مبارك وتشاجر مع الضابط ونهره وسبه بألفاظ نابية لانه ابن رئيس جمهورية فرد عليه الضابط قائلا: انت ابن رئيس سابق، وبعد مناقشات امتثل جمال للتعليمات وارتدي ملابس السجن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.