شيع آلاف السوريين، جنازة اثنين من المحتجين قتلتهما قوات الأمن السورية بمدينة درعا، وردد الآلاف شعارات تطالب بالحرية، وهم يسيرون وراء جثماني المتظاهرين، منها «الله.. سوريا.. حرية»، وقالوا إن كل من يقتل أبناء شعبه خائن، وجاءت التظاهرات السورية كتلبية لدعوة نشرت علي موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" وقد شارك في هذه الصفحة من السوريين ما يفوق ال50 ألف سوري. علي الصفحة المسماة بربيع الثورة السورية وجه الناشطون عدداً من النصائح للتعامل مع الأمن وطالبت المشاركين في التظاهرات بارتداء زي معين لتجنب الغاز المسيل للدموع ، ومع التعامل الأمني العنيف لتفريق المتظاهرين السوريون وجهت دعوة أخري للسوريين لتنظيم "جمعة الكرامة" والتي تفاعل معها سوريون في مناطق كسحة واللاذقية وبانياس ودير الزور وحمس وخرج المتظاهرون في دمشق من الجامع الأموي ومسجد أمية الكبير ، وقد وقعت مجموعة من الاشتباكات بين المتظاهرين والأمن وكان أعنفها تلك التي وقع علي أثرها خمسة أشخاص في مدينة درعا تأثراً بالغاز المسيل للدموع والرصاص الحي.. وفي تقارير حقوقية أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن السورية إعتقلت عشرات السوريين علي خلفية مشاركتهم في التظاهرات بينما قال المسئول الإعلامي لصفحة " ربيع الثورة" أن قوات الأمن إعتقلت من "درعا" وحدها مايزيد علي 1500 متظاهر من أمام الجامع العمري أثناء تشييع جنازة الشهداء ، وطالبت هيومن رايتس وتش السلطات السورية بالإفراج الفوري عن المعتقلين علي خلفية التظاهرات. وفي محاولة لتفادي توغل الثورة في المناطق السورية أطلقت "سانا" وكالة الأنباء الرسمية السورية قناة جديدة خاصةً لدعم النظام السوري الحالي وحذرت السوريين من أعمال التخريب التي تتبناها بعض العناصر المغرضة علي حد قولها بينما إكتفي الرئيس السوري بشار الأسد بعمل لجنة تحقيقات لمحاسبة المتسببين في مقتل المتظاهرين ، كما أصدر مرسوما يقر بتخفيض مدة الخدمة العسكرية الإجبارية إلي 18 شهرا بدلاً من 21 شهرا في خطوة نظر إليها المحتجون علي أنها محاولة لمعالجة الاستياء.. وفي ردود الأفعال العالمية حول الوضع في سوريا نددت الولاياتالمتحدة بأعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا بعد قتل 4 أشخاص في تظاهرات مطالبة بإصلاحات سياسية، واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أن استخدام «العنف» ضد المتظاهرين في دمشق أمر «غير مقبول». وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، تومي فييتور، إن «الولاياتالمتحدة تنتقد أعمال العنف في سوريا وتدعو الحكومة السورية إلي السماح بالتظاهرات السلمية»، مضيفا أن المسئولين عن أعمال العنف ستتم محاسبتهم. وذكر المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، مارتن نسيركي، أن «بان كي مون يحض السلطات السورية علي تجنب العنف والتصرف بما يتناسب والتزاماتها الدولية فيما يتعلق بحقوق الإنسان التي تكفل حرية الرأي والتعبير، بما في ذلك حرية الصحافة والحق في التجمع السلمي». وأضاف أن «الأمين العام يعتقد أنه من مسئولية الحكومة السورية أن تتفهم التطلعات المشروعة للشعب وتأخذها في الاعتبار، عبر حوار سياسي تعددي وإصلاحات حقيقية وليس من خلال القمع». بينما ركزت هآرتس في تقرير " تسيفي بارئيل" علي عودة العلاقات المصرية السورية بعد لقاء السفير السوري بالقاهرة و طنطاوي واصفة هذه الخطوة بمحاولة لإنعاش الوضع الدبلوماسي لسوريا ، وقالت هآرتس أن النظام السوري في الفترة الأخيرة حاول تقديم بلاده علي أنها جزيرة الإستقرار في العالم العربي الهائج برغم أن الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية في سوريا أدعي للإحتجاج مقارنة بالوضع في مصر وتونس وليبيا . وأكدت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها أن البطالة في سوريا تصل إلي 20 - 25%، (10% طبقا للمعطيات الرسمية في سوريا)، و أن الإقتصاد يعتمد علي إحتكار المقربين من السلطة، وسوريا تحتل أسفل سلم الفساد العالمي، وطبقا لمعطيات البنك الدولي، فإنها تحتل المرتبة 143 من بين 183 دولة في مؤشر تشجيع الإستثمار. كما أن الثروة التي تكدست بواسطة العائلة الحاكمة ليست سرا، فهناك مواقع سورية تنشر تفاصيل مثيرة حول الثروات الشخصية الهائلة للأسد وأبناء عائلته، وعن قمع حريات التعبير في سوريا. وأشارت إلي أن الدخل المتوسط في سوريا يصل إلي 300 دولار، وهو راتب مرتفع نسبيا بالمقارنة بدول أخري فقيرة في الشرق الأوسط، ولكن 14% من إجمالي 20 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر. وقد سارعت سوريا في نهاية فبراير إلي توزيع المال علي قرابة 420 عائلة فقيرة جدا، قرابة 70 دولارا شهريا للفرد، ولكن هناك شك في أن هذه الإعانة يمكنها أن تشكل (أفقا اقتصاديا) يمكنه أن يهدئ السكان الغاضبين.