هددت قبائل سورية، تمثل مدينة تقع جنوب البلاد بالقرب من الحدود مع الأردن، السبت الحكومة بأنها سوف تلجأ إلى العنف اذا لم يتم سحب قوات الأمن من درعا. وأفاد شهود عيان في سورية بمقتل أكثر من خمسة أشخاص واصابة العشرات في مواجهات بين متظاهرين وقوات الأمن في مدينة درعا الجمعة. ويذكر أن درعا تقع بالقرب من الحدود السورية مع الأردن.
وطالبت القبائل في بيان نشر في صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك "بانسحاب النظام من المدينة وسحب الدبابات ووقف الطلعات الجوية (المروحيات)".
وقال البيان، الذي نشر في الوقت الذي قام فيه المئات من الاشخاص بتشييع جثامين الذين قتلوا في الاحتجاجات التي اندلعت الجمعة "نطالب بالافراج عن كل الطلبة المقبوض عليهم. اذا لم يلب النظام هذا الطلب، فانه سوف يتم اضرام النار في كل مراكز الشرطة ومكاتب الاستخبارات".
وهتف المشيعون قائلين "نريد الحرية".
وجرى تحديث صفحة (الفيس بوك) بسرعة بنشر بيانات تدعو إلى القيام باحتجاجات في وقت لاحق السبت في مدينة حمص ثالث كبريات المدن السورية بعد حلب ودمشق.
وكان شهود العيان قد ذكروا الجمعة "أن مظاهرات حصلت في معظم المدن السورية وأن أكثر من خمسة قتلى سقطوا في مواجهات بين المتظاهرين والقوات الأمنية التي فتح بعض عناصرها النار على المتظاهرين في مدينة درعا جنوبيدمشق".
وأشاروا إلى احتمال ارتفاع عدد القتلى جراء اصابة عدد من المتظاهرين بجروح خطيرة. كما أسفرت الاشتباكات عن اصابة العشرات في مظاهرات المدن السورية في كل من حمص ومصياف وحلب ودير الزور.
وأكد شهود العيان أن بعض التظاهرات خرج فيها بضعة آلاف من السوريين مطالبين بالحرية ومحاربة الفساد ورفع قانون الطوارئ المعمول به من قبل البعث الحاكم في البلاد منذ نحو نصف قرن.
وقامت الأجهزة الأمنية بتطويق الجامع الأموي، في قلب العاصمة دمشق، لبعض الوقت بعد صلاة الجمعة حيث بدأ مئات من المصلين يهتفون ضد الفساد.
ورفع المتظاهرون في كافة المسيرات بمختلف المدن السورية شعارات "الحرية الحرية، لا للفساد، سلمية سلمية" من بين شعارات أخرى.
الآلاف يتظاهرون وخرج الآلاف من سكان مدينة درعا في جنوب سورية في مظاهرات حاشدة تزامنت مع وصول الوفد الحكومي لتقديم العزاء في القتلى الأربعة الذين سقطوا برصاص قوات الأمن في مظاهرات يوم الجمعة الماضي.
وسعت الحكومة السورية إلى تهدئة حالة السخط الشعبي بالإعلان صباح الأحد عزمها على الإفراج بصورة فورية عن خمسة عشر طفلا كانت السلطات اعتقلتهم في درعا بعد أن كتبوا على الجدران شعارات تطالب بالحرية.
واعتبرت هذه التظاهرات أجرأ تحد للنظام السوري الحاكم بزعامة الرئيس بشار الأسد منذ اندلاع الثورات في ارجاء من العالم العربي.
وأصدرت الحكومة السورية الأحد بيانا أكدت فيه أنه سيتم الإفراج عن الأطفال المعتقلين بصورة فورية.
واندلعت احتجاجات عارمة على خلفية اعتقال الأطفال حيث خرج سكان درعا يوم الجمعة الماضي في مظاهرات للمطالبة بالإفراج عنهم، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة رشق فيها المتظاهرون قوات الشرطة بالحجارة ، وأسفرت الاحتجاجات عن مقتل أربعة من المتظاهرين.
وتجددت الاشتباكات أثناء تشييع جنازة القتلى حيث أطلقت قوات الامن السورية الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
تحقيق فوري وأصدرت منظمات حقوقية سورية بيانا مشتركا اليوم طالبت فيه السلطات السورية بفتح تحقيق فوري وشفاف في الأحداث التي وقعت في درعا وأسفرت عن سقوط القتلى الأربعة وتقديم المتورطين في تلك الاحداث إلى القضاء المختص.
واستنكرت تلك المنظمات ما وصفته بالسلوك العنيف وغير المبرر الذي اتبعته السلطات السورية اثناء تصديها للتجمع الاحتجاجي السلمي في درعا ظهر الجمعة 15 مارس.
وقال بيان المنظمات الحقوقية إن قوات الأمن السورية استخدمت القوة المفرطة ضد المحتجين، الأمر الذي أدى لسقوط أربعة قتلى وعشرات الجرحى، وهو ما تزامن مع منع وتفريق عديد من التجمعات السلمية في مختلف المناطق السورية.
ورأت المنظمات أن مسلك السلطات يتعارض مع "حق التجمع المدني السلمي المكفول بالمادة 39 من الدستور السوري النافذ، كما يتنافي مع تعهدات سابقة من الحكومة السورية بالحفاظ على حقوق الإنسان.
وطالب البيان الحكومة السورية "باتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل للمواطنين حقهم المشروع في التجمع السلمي والتعبير عن الرأي وعدم تقييد هذه الحقوق حتى في ظل حالة الطوارئ المعلنة".
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان ان حوالى 10 الاف شخص شاركوا في التشييع وهتفوا "الثورة، الثورة، انهضي يا حوران"، في اشارة الى سهل حوران الذي تعد مدينة درعا عاصمته الادارية.
وكان المتظاهرون يشيعون جثمان وسام عياش ومحمود الجوابره اللذين قتلا في مظاهرات الجمعة في درعا، ومن بين هتفاتهم: "الله، سوريا، حريه. خائن من يقتل شعبه".
ويحكم حزب البعث سوريا منذ عام 1963. ويتولى بشار الأسد الرئاسة منذ عام 2000 وقد ورث المنصب من والده حافظ الأسد.