أكدت مصادر سياسية عليا - تعقيبا علي الزيارة التي تقوم بها وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون - أن هناك غموضا شديدا وقلقا فيما يتعلق بموقف الإدارة الأمريكية من التطورات الأخيرة في مصر، وقالت المصادر إن هناك فارقا كبيرا بين الموقف الأمريكي عقب تنحي الرئيس مبارك وتولي المجلس الأعلي للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد وحتي عندما تم تعيين الفريق أحمد شفيق رئاسة الحكومة وقالت المصادر إن الإدارة الأمريكية، كانت دائما تعرض جميع المساعدات علي مصر حينذاك لتجاوز تلك المرحلة بما في ذلك الدعم المادي.. ووصل الأمر إلي حد إرسال مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون الشرق الأوسط وليام بيرنيز إلي القاهرة، وقالت رغم إنه مسئول رفيع المستوي لكن لا يرقي إلي مسئولية وزيرة الخارجية، إلا أن ذلك كان يعني اطمئنان الإدارة المركزية لعملية التحول الديمقراطي وقيادة البلاد خلال تلك الفترة الانتقالية بل اطمئنان سير الأمور بصفة عامة. لكن بعد استقالة حكومة شفيق واختفاء العديد من رموز النظام السابق، وقدوم د. عصام شرف لرئاسة الحكومة، تم اتخاذ مجموعة من الخطوات منها الإفراج عن المعتقلين السياسيين وصعود جماعات سياسية جديدة مثل الإخوان، فإن هذه الأمور قد أصابت الإدارة الأمريكية بقلق شديد حيال مستقبل الحكم في مصر.. ولعل ذلك يفسر إصرار هيلاري كلينتون علي زيارة القاهرة، وفي الوقت الذي يتردد فيه أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية، يهدف أساسا إلي التنسيق بما يتعلق بالأوضاع في ليبيا في ضوء موافقة جامعة الدول ا لعربية علي حظر الطيران وإحالة تنفيذه إلي مجلس الأمن.. إلا أن المصادر استبعدت ذلك وقالت إن الزيارة تهدف في الأساس الاطمئنان علي الأوضاع في مصر، وقالت المصادر إن مارجريت سكوبي والتي كانت تحمل رسائل من الإدارة الأمريكية خلال فترة تولي شفيق حول المساعدات والدعم الأمريكي، التقت شرف أكثر من مرة لكن لم تعد تعرف ماذا تريد، وأصبحت لغة الخطاب غير مفهومة.