سيف الله مصطفي موسي تلميذ في الصف الأول الثانوي، في أول أيام إجازة نصف العام «الجمعة» 28 يناير نزل من منزله بشارع عباس العقاد بمدينة نصر ذاهبا لأصدقائه لاصطحابهم للخروج ربما بعد أن عرف بانطلاق ثورة الشباب، والدته وعلي غير العادة طلبت منه عدم الخروج، وعلي غير العادة أيضا أصر «سيف» علي الخروج فاحتضنته وطبعت قبلة علي جبينه، أمام أحد المطاعم بالقرب من قسم أول شرطة مدينة نصر وقف «سيف» وسط زملائه ينتظرون إحضار أحدهم لسندوتشات الفول والطعمية، فجأة شاهدوا جموعا غفيرة تجري هربا من القنابل المسيلة للدموع وطلقت الرصاص، أسرعوا بالجري لتصيب رصاصة طائشة رأس سيف من الخلف ليرتمي مستندا علي أحد أصدقائه ثم يسقط علي الأرض مضرجا في دمائه، الألم يعتصر قلب والدته، والده يضحك فيما يشبه البكاء لأن الثورة نجحت، وعندما يختلي بنفسه يناجي روح «سيف». سامي فهمي دموع والد «سيف» لها صوت الضحكات إلي روح سيف آي سيف لم أكن أتخيل يوما أنني سآخذك قبلي في حضني علي كتفي إلي قبري أي سيف لماذا كل هذا الحزن الكبير فأنت عريس تزف إلي السماء أما أنا فيا ويلي من قبري يلا ضحكاتك ونظراتك ولمساتك ما كل هذه الدموع الهادرة من عيني أكاد أسمع صوتها أظنها ضحكات إنها تحرقني يا حبيب القلب فأنت الغائب عني غصبا أي سيف يا طفلي الحبيب الشاب الجميل لماذا غربتك عني وأنا أدنو إليك مهرولا لأراك رجلا صدوقا قويا مؤمنا ملء عيني وقلبي دائما يا مشروع حياتي الضائعة دوما هل رحلت لأنني يوما خذلتك؟ هل رحلت لأنني يوما ما أغضبتك؟ هل رحلت لأنني يوما ما حسرتك؟ دائما ما أخسر هل فزت أخيرا علي يديك فأنت الآن في جنة الخلد ونعيمها بقدرة صاحبها ومليكها أي سيف حمدا لله يا أغلي من رأت عيني وأحب فؤادي طفلا جميلا شابا يافعا نضرا صديقا وحلما كبيرا راح الحلم وبقيت الذكري لحلم لم يكتمل ونفسٍ غادرت ووجه باسم مجروح وروح صعدت واستقرت داعية مؤمنة أدعو لأبيك بالصبر والمغفرة دوما ليوم تجتمع فيه الأرواح تذكر أباك الذي أحبك دوما وجفت دموعه لفراقك يوما شهيدي وحبيبي يا روح سيف يا روح جهادي في حياتي الغادرة سلاما .. وداعاءاً فراقا ووداعا ليوم لابد منه يوما وحسابا يا ليتني كنت معك لأظل طويلا أداعبك كثيرا سلاما ودعاء يا روح سيف وداعا