»دم الشهيد مش هيضيع« عبارة اعتلت هامات عشرات الضحايا التي زهقت ارواحهم خلال مظاهرات يناير، وملأت صورهم جنبات ميدان التحرير.. جموع خفيرة من الزائرين للميدان تجمعت واصطفت في حلقات حول اللافتات والملصقات العملاقة التي حملت صور هؤلاء الشهداء.. نظرات مأسوية وتعبيرات حزينة ارستمت علي وجوه كل من وقف للتأمل في صور الشهداء الذين لم يتبقي منهم غير تصويرات وضعت لتزرع روح الشهادة فيقلوب المتظاهرين.. بعض هذه الجموع قف لالتقاط صور تذكارية مع الشهيد وسط اصوات انطلقت من الواقفين تهتف بالمطالبة بضرورة انشاء نصب تذكاري للضحايا بوسترات الشهداء لافتات علي كل شكل ولون وحجم وفي جميع الاوضاع وانحاء الميدان بعضها مطبوع علي ورق وأخري علي شكل بوسترات عملاقة طبعت بالالوان.. توقفت »الاخبار« بجوار بعض هذه اللافتات ورصدت ابطالها الذين سجلت اسمائهم بالنور في لوحة شرف الثورة.. اول هؤلاء الشهداء سيف الله مصطفي الذي لم يشارك في المظاهرات ولكنه اصيب بطلق ناري خلال اقتحام قسم شرطة أول مدينة نصر يوم جمعة الغضب 82 يناير.. هيثم حميدة »33 سنة« صاحب شركة الكترونيات استشهد مختنقا بالغاز السام في ذات اليوم ليقابل ربا كريما قبل اسبوع من حفل زفافه.. حسين محمد استشهد اسفل عجلات احدي سيارات الشرطة يوم جمعة الغضب.. مصطفي سمير الصاوي الذي اصيب بطلقات نارية في الصدر والرقبة وتوفي متأثرا بإصابته اثناء مشاركته في مظاهرات التحرير.. الشهيدة سالي زهران التي لقيت مصرعها نتيجة تعدي بعض البلطجية لها بميدان التحرير مما ادي الي اصابتها بنزيف بالمخ والي غير ذلك من الاسماء: حبيبة محمد رشدي، احمد شريف محمد، محمد حسن، علي فتحي، كريم بنونة، الحسيني قرني محمد.. اما بلال سالم عيسي محمد فهو من مدينة رفح المصرية ويبلغ من العمر 01 سنوات وكما كتب علي صورته المعلقة بالميدان فهو لم يقتله اليهود بل قتله النظام المصري بالرصاص الحي. ضحية السيارة الدبلوماسية استوقفتنا سيدتان تحملان صورا لشاب لايتعدي عمره العقد الاول وقد اعاقت دموعها من السير وسط الحشود الغفرية من المواطنين .. تقول كوثر عبدالله محمد ربة منزل فقدت ابني اسلام رأفت الطالب بالصف الثالث بالثانوي الصناعي اسفل عجلات تلك السيارة الدبلوماسية التي قيل انها تابعة للسفارة الامريكية وكان برفقته اربعة من زملائه عندما حاول سائقها الهرب فأطاح بهم وسحلهم في الاراضي الا ان سلام وافته المنية بينما اصيب باقي زملاءه بكسور وسحجات. ضحية قمع الشرطة »رصاصة في القلب اخترقت جسده« بهذه الكلمات صرخت السيدة صابرين البدري ربة منزل وهي تطوف ميدان التحرير حاملة لافتة عملاقة تحمل صورة شقيقها محمد البدري قائلة ان شقيقها محمد »23 سنة« لم يكن له دخل ثابت لعدم وجود عمل ثابت له رغم سكنهم بمنطقة عشوائية هي بولاق الدكرور ورزقه الله طفلين هما بدر »5 سنوات« وشهد »3 سنوات« وتضيف زوجته لبني جمعة ان محمد شارك في مظاهرات يوم جمعة الغضب لشعوره انه ذهب للدفاع عن بلده من ظلم النظام الفاسد الا ان القدر اراد ان يقضي هذه الليلة وسط اسرته سالما معافيا وفي اليوم التالي قرر التوجه مع باقي المتظاهرين لوزارة الداخلية واثناء تظاهرهم أمامها اطلق احد القناصة طلقا ناريا علي الشهيد محمد لتخترق صدره صرخة أم اصرت الام علي اصطحاب ابنها الاكبر خالد صاحب ال 71 عاما الي حلوان لزيارة اقارب لهما ولكن الزيارة لم تتم بسبب تظاهرات الشباب التي خرجت من حلوان تندد بغلاء الاسعار والبطالة وكان الحوار بين الام والابن الذي اراد ان يعرف سر خروج الشباب في مظاهرات غاضبة كان رد الام ان تظاهرات الحرية والغضب سببها الغد القريب شباب مصر خرجوا من اجل مستقبل افضل لك وبعد ان تاكد خالد من وصول والدته الي منزلها بشارع الترعه بالمعادي طلب منها الاذن ليلحق باصدقائه الذين خرجوا في المظاهرات ولكن رغم موافقة الام علي طلب الابن لم تكن تدرك بأنها وافقت علي طلب رحيله من الدينا لتصعد روحه الي الجنه فهو استشهد بعد ساعة امام مدرسته بدار السلام والتي كان سوف يتخرج فيها ويحصل علي شهادة الدبلوم الفني.