تشهد ساحل العاج حالة من التوتر المستمر بعد أن أعلن المجلس الدستوري ان رئيس ساحل العاج لوران جباجبو فاز في الانتخابات الرئاسية التي اجريت في 28 نوفمبر 2010، بحصوله علي اكثر من 51% من الاصوات. والغاء النتائج المؤقتة للجنة الانتخابية التي اكدت فوز الحسن وتارا. افادت النتائج النهائية التي اعلنها رئيس المجلس بول ياو ندري في تصريح صحفي، أنه اعيد انتخاب جباجبو رئيسا لساحل العاج بحصوله علي 51,45% من الاصوات، في مقابل 48,55% لمنافسه، وبذلك ابطل المجلس الدستوري الذي يرأسه احد المقربين من رئيس الدولة النتائج المؤقتة للجنة الانتخابية المستقلة التي منحت الحسن وتارا 54,1% في مقابل 45,9% للرئيس المنتهية ولايته، وقد "الغي" المجلس عمليات التصويت التي اجريت في سبع من دوائر الشمال الذي كان خاضعا للتمرد السابق منذ 2002، حيث شابت الانتخابات "عمليات تزوير" كما يقول فريق جباجبو، الامر الذي دفع مجلس الأمن الدولي الي اصدار قرار بالإجماع يحمل رقم 1962 حول كوت ديفوار حث بمقتضاه جميع الأطراف الإيفوارية والمعنية علي احترام إرادة الشعب ونتيجة الانتخابات الرئاسية في ضوء اعتراف الاتحاد الأفريقي والمنظمة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بفوز «الحسن وتارا» في انتخابات الشهر الماضي، وأعرب المجلس في قراره عن الاستعداد لاتخاذ إجراءات منها فرض عقوبات ضد من يهددون عملية السلام والمصالحة الوطنية من خلال محاولة تقويض العملية الانتخابية وإعاقة عمل بعثة الأممالمتحدة والأطراف الدولية الأخري وارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وهدد المجلس بالتدخل العسكري. وتعليقا علي هذه الاحداث يري حلمي شعراوي نائب رئيس مركز البحوث العربية والافريقية ان هناك إتجاها لإحداث حالة عدم استقرار في ساحل العاج للسيطرة علي ثروات البلاد موضحا أنها تمثل مركزا اقتصاديا وتجاريا لاوربا في غرب افريقيا وكانت تعتبر نموذجا لتطور رأسمالي ولأنه مشوها فقد سقط وهي ايضا مركز لاكبر جالية لبنانية في افريقيا صاحبة مصالح، وتنافس علي سوق الكاكو . وأضاف شعرواوي أن هناك مصالح راسمالية كبري من اجل ثروة الكاكاو في ساحل العاج وتصل هذه المصالح الي حد التدخل العسكري في هذه البلاد منطلقين من سبب يبدو عاريا الي حد كبير من الصحة وهو ان الانتخابات غير صحيحة ومزورة وانه قرار اللجنة الوطنية ، وواضح جدا تعمد الدول الغربية الكبري لاصطناع اسباب التدخل لانه لا يعقل ان يكون تزوير انتخابات سببا لكل هذه الضجة التي تصل لقرارات مجلس الامن وغيره . ويقول شعراوي انه من خلال تحليل الوقائع يتضح ان الشركات العالمية الكبري المتنافسة علي محصول الكاكاو الذي يبلغ 40% من الانتاج العالمي ويزرع بين اواسط البلاد وشمالها وخوفهم علي هذه الثروة المهمة جدا لرفاهية غربية لصناعة الشيكولاته ومواد غذائية اخري وثروات هائلة نتيجة ذلك ، هذا بالاضافة الي بورصاتها العالمية في نيويورك وبريطانيا وتضاعف اسعارها للضعف في السنوات الاخيرة ، في ظل وجود اكثر من 20 الف فرنسي في ساحل العاج جعل التنافس حادا بين القوي الثلاث بريطانيا وفرنسا وامريكا . المشكلة الاخري كما يقول حلمي شعراوي إن هذه الدول الثلاث يعتمد بشكل صارخ علي وجود الحسن وتارا ( نائب مدير صندوق النقد الدولي سابقا " الذي يتاجر الان بانه من الشمال المسلم ، بينما هو يدافع عن حمالة مصالح الغربيين ويحميها ، وقد صوت له الشمال المسلم حتي يبدو الأمر طائفيا، أما جياجيو فهو قابع في قصره في ابيدجان التي هي موالية لاسباب قبلية واجتماعية للرئيس لوران جباجبو ومعه شباب لهم تاريخ طويل في التمرد والثورة منذ الرئيس التقليدي بوانييه، وحركتهم هي التي جاءت بالرئيس اجاجبوا برلمانيا لامعا في التسعينات ورئيسا منذ 2002 وهو الذي كان يعيش في فرنسا لسنوات طويلة ودعمته فرنسا خلال صراعه مع العسكريين في ساحل العاج سنوات ما بين 2003 و 2006 لكنها رفضت تمرده علي المصالح الفرنسية .