وجوه حزينة وابتسامات مجروحة، عيون دامعة، ملابس سوداء وصلوات منتحبة. هكذا بدأ أقباط أسيوط في كل مراكزها وقراها بينما الصلاة مقامة والقس يتلو المجد لله في الأعالي وعلي الأرض السلام وبالناس المسرة وعلينا نحن المصلين أن نرد خلفه «آمين» همسات المصلين كانت تردد في خشوع ونحيب أين هو السلام وأين هي المسرة؟ هل يمكن أن نصلي في بيوت الله ونتعبد إليه تحت حراسة السلاح ؟ وفد حزب التجمع ذهب كعادته دائما كل عيد للصلاة ومشاركة احبائنا واصدقائنا في الكنائس. صرخ صامتا القس قيزمان زكريا غاب العيد يا ابنتي» غاب ولن يعود الا عندما يعيده كل مصري وكل وطني وكل محب لهذا الشعب. سيعود عندما يلتفت النظام إلي مطالبنا الإنسانية أولا سيعود العيد وتعود المحبة العميقة القائمة علي أساس العدل وهنا يتدخل محسن سيفين عمدة دير تاسا، مستعينا بملحمة من ملاحم تاريخ المحبة والاخاء أنها قصة بناء كنيسة العداسي في دير تاسا الذي يعود إلي أكثر من 400 سنة وهذه القصة تقول إن العداسي وهو رجل مسلم رأي في منامه الملاك ميخائيل الذي أمره أن يذهب إلي بطن الجبل في منطقة صحراوية بالقرب من الوادي، وقال له «ابني كنيسة» في هذا المكان ، وذهب العداسي ونفذ الأمر وأقام الكنيسة المعروفة باسمه حتي الآن وتتناقل الاجيال المتعاقبة قصتها حتي الآن كشاهد عيان علي حب هذا الوطن. ويضيف ممدوح كنيسة العداسي في دير تاسا مسقط رأس جراحنا العظيم الدكتور مجدي يعقوب لأبوين من هنا من هذه العائلات وهو الآن يداوي قلوب الأطفال في أسوان ويتبرع بعلمه ووقته وماله ويسعدنا جميعا ردا علي جميل العداسي وكل جميل في المصريين . ومن كومبوها القرية القبطية في أعماق اسيوط ترد ايفا عمدة كومبوها وعضوة مجلس الشوري علي تحيتنا بأحسن منها.. وتؤكد أن هذا الحب بين المسلمين والأقباط لن يستمر إلا إذا دعمناه بكل ايجابي من تدابير في التعليم والإعلام والقوانين والتشريعات، ورغم رفض مجلس المدينة في القوصية السماح لزميلنا ظريف فرحان بتعليق لافتات تشجب الحادث وتدعو للمحبة والوحدة فإن العمدة حنا عمدة رزقة الدير في القوصية ملأ سماءها بالأمل والثقة في إشراقات الغد بطمأنته للناس بمحبة بالغة.