الأرض«گلها»للبيع الحزب الوطني المنتشي بأغلبيته رغم أنه يعلم مثلنا تماما كيف ومن أين أتت هذه الأغلبية قررت حكومته أن تبيع في المزاد العلني «كل أراضي الدولة خارج زمام المحافظات» وقبل أن تبيعها وعلي سبيل الكرم سوف توفر لها البنية الأساسية وتجهز الأرض بالاستصلاح والزراعة. وأنها - أي الحكومة وهيئاتها المكلفة بالبيع - سوف تبدأ بالمساحات التي لم تبع في أراض وصفتها «بأراضي المشروعات القومية» وعلي رأسها توشكي وشرق العوينات وترعة السلام وكله بالمزاد العلني في عموم محافظات البلاد. وهكذا تقرر الحكومة المسنودة إلي أغلبية حزبها المزعومة، والتي تتعامل معنا نحن مواطني هذا البلد وأصحابه بصفتنا أرقاما لا اعتبار لها ولا ضرورة أصلا فهي تري أنه ليس من حقنا أن نعرف المساحات التي سوف تباع وهل أعدت حصرا للأراضي الجاهزة للاستصلاح حتي نعرف حتي لو رأي نظام الحكم غير ذلك كيف يتم التصرف في أرض بلادنا. ولأننا إذا صمتنا علي هذه السياسات التي دمرت البلد ومستقبله ومستقبل شعبه سوف نفاجأ بعد عدد من السنوات أقل بكثير من عدد أصابع اليد الواحدة أن الأرض «خلصت» وأننا لا نملك قطعة نزرع فيها طعامنا فالتدمير يمضي وكأنه هدف مرة بالبناء علي الأرض الزراعية ومرات بالبيع للأجانب، ولنا فيما حدث في بيع أرض توشكي للوليد بن طلال نموذج لنوعية العقود التي تبرمها الحكومة، فهو عقد إذعان ضرب هيبة الدولة وسلطتها علي أرضها في مقتل بعد أن قدمت له الأرض بيضة مقشرة علي طبق من فضة بلا مقابل تقريبا، وفوقها بنية تحتية اقتطعت تكلفتها من لحمنا الحي، كانت من حق شباب هذا البلد الذين ومن وجع الجوع ونار اليأس بين الضلوع، ركبوا بحار الموت هربا من بلادهم وبحثا عن فرصة حياة خارجها، وعادوا لنا جثثا أو مرحلين وفي أياديهم الأغلال. ولكن لسياسات هذا النظام توجه آخر فهو يتعامل مع أرضنا وكأنها إقطاعيات ورثها عن أجداده، يبيع فيها أو يوزعها عطايا للأجانب - مقابل ملاليم - بينما أبناء البلد، أول من وضعوا بذرة في أرض منذ فجر التاريخ محرومون من أرض بلدهم. بيع بالمزاد العلني لأرض مشروعات يصفونها بالقومية فأي «قومية» تلك التي سنعامل فيها كالغرباء والعبيد والأقنان بموجب عقود تغدق علي المشتري حقوقا بموجبها تحيل الأرض لإمارة أو مملكة مستقلة يحكمها المشتري ونذكر مرة أخري بعقد الوليد بن طلال. إذا لا يمكن أن يوصف مشروع بأنه قومي هكذا علي سبيل «طق الحنك» ولغو الكلام ورطانته، والآن وعندما تباع الأرض كلها بالمزاد العلني لن تجد الأجيال القادمة التي مازالت غيبا في رحم الزمن موضع قدم لها علي أرض آبائها وأجدادها، فماذا نحن فاعلون حتي ننقذ ما تبقي من أرض مصر من البيع، وماذا نحن فاعلون حتي نحررها من الحزب الوطني وحكوماته وسياسته ومن هذا النظام كله الذي سعي لبيع الأرض الصالحة للبيع «كلها» كيف ننقذ الأرض يا نواب وأحزاب ومنظمات المعارضة؟