تذكر دائما أنك وليت أمر مصر . وما أدراك ما هى مصر وما هو قدر مصر .ومن لا يعلم قدر مصر لا يستحق أن يولى أمرها . لا يغرنك ما وصلت إليه مصر الآن من انهيار فى كل شىء بدءا من الأمن والاستقرار والاقتصاد حتى منظومة القيم والسلوك المجتمعى وانتهاء بتقزيم الدولة خارجيا وإهدار كرامتها بعد أن أهدرت كرامة شعبها . بفعل عصور كثيرة من القهر والاستبداد وفساد الأنظمة و تغييب الوعى تارة باسم العادات والقبم الفاسدة وتارة باسم الدين ورعاية الجهل مع تسويد الفقر وتيئيس الشعب من امكانية الانعتاق والنهوض، ودفعه للامبالاة والتوجه للحل الفردى للمشكلات على حساب قيم الشرف والأمانة والإنتماء الوطنى . فإنه منذ 25 يناير 2011 جرت فى النهر مياه كثيرة بعد أن خرج المارد من القمقم وأصبح ليس أمام الشعب سوى خيارين وحيدين إما أن تزيل مصر الركام المتخلف عن الانهيارات أو تموت اختناقا تحته وتختفى دولة وصفت بأنها فجر ضمير الإنسانية و الأصح أن نقول إنه لا يوجد أمام المصريين سوى خيار وحيد وهو أن يدوسوا بالأقدام كل من يقف عائقا أمام وجود وطنهم وإعادة بنائه وفقا لمعايير عصر الحداثة . السيد رئيس مصر القادم أيا كان اسمك أو سمتك يمكنك أن تمتلك عصا موسى باحتشاد الشعب خلفك لو وثق هذا الشعب بك . بإخلاصك وقدراتك . وليكن حاضرا فى ذاكرتك دائما أن كم التشوهات التى لحقت بالشخصية المصرية و منظومة قيمها الإيجابية قدر لا نملك غير الفكاك منه و إصلاح هذه التشوهات . وهذا غير ممكن بدون تحقيق أهداف ثورة يناير الأربعة وبنفس القدر لا يمكن تحقيق هذه الأهداف بالكامل بدون إصلاح التشوهات التى حدثت فى الشخصية المصرية هى علاقة جدلية لايمكن تحقيق إحداها دون الأخرى , فالخوف من السلطة ونفاقها لا يمكن أن يزول بدون الحرية والكرامة الإنسانية والشعور بالأمان والارتقاء بالوعى مع القدرة على تلبية الإحتياجات الأساسية . الفهلوة والبلطجة لا يمكن قهرهما بدون دولة القانون والعدل الإجتماعى . أما الحديث عن التقشف فهو حديث متهافت استخدمه مبارك والسادات من قبله حينما كانت طبقة رجال الأعمال وكبار رجال الدولة البيروقراطية متخمين ويكدسون الثروات الطائلة، وبقية الشعب يربطون الأحزمة على البطون . تتهاوى منظومة التعليم وتؤسس الجامعات ذات المصروفات الباهظة لأبناء طبقة المتخمين . يموت المواطن الفقير لعدم القدرة على تكاليف العلاج بينما تؤسس المستشفيات الاستثمارية.البداية لابد أن تكون بالتوزيع العادل للثروة القومية واجتثاث الفساد المؤسسى والترحيب بالمستثمر الشريف وليذهب المستثمر اللص الفهلوى الذى يتلمظ لنهب ثروة الشعب باستثماراته الموبوءة بالجشع والفساد إلى الجحيم . لابد من إصلاح منظومة الضرائب لتوزيع الأعباء على الطبقات حسب مستوى دخولهم وثرواتهم لابد من التطبيق الحديدى للحد الأقصى للدخول . لابد من إلغاء دعم الطاقة للمصانع التى تبيع انتاجها بالسعر العالمى وأحيانا بأعلى منه. ولأننا مرتبطون باتفاقية التجارة العالمية التى تمنع التسعير الجبرى للسلع والخدمات وحتى يمكن مواجهة الاحتكار يمكن أن يستعاض عن التسعير الجبرى بوضع حد أقصى لنسبة الربح منسوبا بسعر التكلفة وليكن 25% مثلا . فمثلا من غير المنطقى ومن غير مقتضى العدالة أن يباع طن الأسمنت الذى تبلغ تكلفة انتاجه حوالى 200 جنيها ب850 جنيها للطن . وقس على ذلك الكثير.لابد من انتزاع كل الأراضى التى اقتطعت من جسد الشعب المصرى لبعض الفاسدين ولم يتم استغلالها وإقامة مشاريع عليها . *وإعادة النظر فى أسعار المواد الخام والموارد البيئية التى يستخدمها أصحاب المصانع وتعطى لهم بأسعار غاية فى التدنى وعدم تصدير المواد الخام إلا بعد تصنيعها لزيادة قيمتها وتشغيل العاطلين، واقتحام مشكلة البطالة التى هى سبب رئيسى لكثير من فوضى المجتمع والجرائم والتى يضيع بسببها سنوات العطاء و جهد الشباب فيخسر الوطن هذا الجهد البشرى بل يتحول أحيانا لجهد فى التخريب بدلا من العطاء ويضيع ما تحملته البلد من نفقات تعليم الشباب العاطل . الخروج من الوادى الضيق وتنمية الصحراء و إعادة تسكين جزء من الشعب وخاصة الشباب فى المجتمعات الجديدة وذلك عن طريق خطة طموحة لإقامة مشاريع صناعية عملاقة تستخدم فيها الموارد البيئية من مواد خام وطاقة واستصلاح ملايين الأفدنة بالصحراء الغربية وغيرها . سوف يرد القابعون فى دهاليز الماضى المستمر فى الثبات والسكون بندرة المياه اللازمة والطاقة ولكن إلى متى الركون والتسليم بالموجود وعدم اقتحام الصعاب خاصة لو أن التسليم له معنى واحد هو الفناء . *اصلاح منظومة التعليم و الصحة فلا يمكن أن يكون هناك أدنى أمل فى إصلاح مجتمع به خروقات فى نطاق التعليم والصحة, و تكرار الحديث عن فشل منظومة التعليم والصحة فى مصر أصبح مملا ومحبطا السيد رئيس مصر القادم …….. مصر تحتاج إلى قائد مبدع , مقتحم , مستمع جيد يثق فى الشعب المصرى ويحترمه حتى يثق الشعب فيه .