عندما اريد الخلود الى النوم تاخذنى الافكار وتتوارد فى مخيلتى الخواطر لاصاب بالارق والقلق على مستقبل هذا الوطن نتاج المعركة بين الفكرة والطلقة الدائرة بين مثقفى الاستنارة " العلمانيين " المدافعين عن مدنية الدولة فى مصر واصحاب فتاوى الارهاب الاخوانية والقوى السلفية المهجوسة بهاجس يوتوبيا اعادة عقارب الساعة للوراء لقيام الدولة الدينية ليكون نتاج المعارك الفكرة فى مواجهة الطلقة ولكن الانزعاج ياتى من نسبة الامية العالية جدا فى شعبنا التى تقارب 40 % ناهيك عن الامية الثقافية للمتعلمين ( نتاج تعليم هابط متدهور ) ومبعث الاسى ان هذه الامية اشد عوامل المد الدينى لقوى التخلف المطالبة بالدولة الفاشية الدينية ولا يكون من عجب العجاب ان تجدهم يؤسلمون كل المنجزات العلمية بل كل ما تحويه حضارة العصر من تقدم باجهاض النصوص الدينية لاستخراج منها معنى يساير العصر العلمى الحضارى لايهام البسطاء بما لا يملكون لتتداخل الحقائق بالاوهام ويمتزج الصحيح بالزائف والاسطورة بالواقع نحن امام كارثة الهزيمة الحضارية . لاتقنط براسك خجلا انتبه انهم لا يملكون غير كلام مغلف بوهم تربوى منذ النشأة فاصحاب فتاوى رؤى الوهم بتمجيد الذات لا يخجلون من التدريب على صناعة الكلام منذ نعومة اظفارهم وهم يؤمنون ويروجون للامعقول بأنه عين العقل الحسد والسحر والرقية حتى فى ربط الانسان لفقدان ممارسة الجنس و… و… الخ لهم معاجم شرحها يطول ولكن حذارى ان تجاهرهم بحقيقتهم فما اسهل تكفيرهم لمخالفيهم وقتلهم انهم يربون كوادرهم على الغاء العقل والمعرفة بالقسم على السمع والطاعة لانهم اصحاب ملكية الحقيقة المطلقة بالكلام ايضا . لنرجع للتاريخ لنواجه ما يحدث دون مواربة لنبحث فى اصل الحكاية او الكارثة : منذ معركة صفين عام 40 هجرية والتى كانت صراعا على السلطة عندما قام معاوية مع عمروبن العاص بخدعة التحكيم التحكيم ليفوز معاوية بالسلطة من على بن ابى طالب ليطوعها معاوية تحت ظلال السيوف ملكا عضوضا ( عضوض تعنى حكما فيه ظلم وعنف ) بتوريث الحكم لابنه يزيد من بعده ليتسيد الامويون لقد كان الصراع على السلطة منذ بداياته دمويا ثم ياتى العباسيون بأبى عباس السفاح الذى كان يتبع كل اموى ليقتله على رماح فارسية بعباءة دينية ايضا … حتى المرتزقة من المماليك والعثمانيين الذين غزو مصر ليورث الاستبداد بالحكم باسم الدين والخلافة على الشعوب التى فرضت عليها الخراج على الارض والجزية على الرؤوس غنيمة ) تجمع من الرعية دون مراعاة احوالهم مغلوبين على امرهم تحت سطوة حكام يتكلمون باسم السماء حتى وقتنا هذا مع مرسى نرى وحشية وسعارا مجنونا فى شوارع مخضبة بدم المصريين من جماعاته الارهابية من اجل الاستيلاء على السلطة لتثبت هذه الجماعة الارهابية للعالم حقا ان " الاسلام انتشر بحد السيف " وبخزعبلات شيوخه المغموسة فى الدروشية بادعاء امامته لسيدنا محمد عند الأذان للصلاة والحمام الاخضر الذى حط على كتفيه و….. و …. الخ الم نقل بان اللامعقول داخل الوهم المتخلف منذ النشأة يصبح كما اوضحنا انه " عين العقل " فى حين ان من انفع الاشياء للانسان ان يعرف قيمتة اومنزلته فى الحياة من عقله او هكذا يقول الحكماء . نرى انه منذ خدعة التحكيم انتهت سماحة الاسلام . وعندما حكمونا فى مصر لما يزيد علي 11 قرنا من الزمان باسم الدين . ولم يكن لشعبنا اى امل فى العدل الا بالدعاء لله ان يكون الحاكم المستبد عادلا حتى تأصلت فينا عادة الرضوخ للقهر امام سطوة الحاكم حتى وان كان ظالما كنا رعية وليس على الرعية الا الامتثال . لنبدأ مرحلة الاستنارة البداية كانت تحت قيادة واليها العظيم محمد على باشا "وكان عسكريا بالمناسبة " عام 1805 م حيث قام خلال حكمة بايفاد البعثات للخارج وخاصة فرنسا لننهل من علوم المعرفة وساخص بالذكر هنا شيخا ازهريا جليلا هو رفاعة رافع الطهطاوى الذى سعى من اول لحظة لأن يقف على حضارة الغرب وثقافته وذلك بفعل اتصاله بالشيخ حسن العطار الذى تتلمذ على يديه وسمع منه عن العلوم الفرنسية الواسعة وفنونها حيث كان العطار قد اقترب من علماء الحملة الفرنسية وادرك الهوة الواسعة بين الغرب والعالم الاسلامى فى مجال الحضارة والتقدم ليدسه فى عقل تلميذه ليبدا منعطف حياة شيخنا رفاعة الطهطاوى عام1826 م بعدما رشحه الشيخ حسن العطار كامام لبعثة دراسة العلوم والمعارف الانسانية وقد كان وعاد من بعثته عام 1831 م مدركا ما يحتاجه الوطن للنهوض لبناء مجتمع جديد سعى لانشائه حاكم مصرالمستنير للدفع بها الى مصاف الدول المتقدمة فى النصف الاول من القرن التاسع عشر عاد شيخنا لا يرى سبيلا الى تقدم الامة الا بالعلم وبالعلم فقط خارج الاطار الدينى فى كل فروع المعرفة فى الطب والادب والتاريخ والجغرافيا وكل المعارف الانسانية وطالب بأن يتاح العلم لكل الناس لا فرق بين غنى وفقير وذكر وانثى وبعدها تبنى حركة الترجمة المنظمة وانشأ مدرسة الالسن ليبعث حياة جديدة فى التعليم والثقافة والصحافة غير تاليفه للكتب ومن ابرز اعماله فى عهد الخديوى اسماعيل رئاستة لقلم الترجمة الذى انشأ عام 1863 م لترجمة القوانين الفرنسية فى عدة مجلدات . ليقود مسيرة التقدم باضاءة عنقود الاستنارة بالعلمانية " فالدين لله والوطن للجميع " للحكم المدنى فى مصر بمعنى ان تكون مرجعيتنا عقل الانسان وحرية اختياره لحكامه لتتوالى من بعده عناقيد استنارة عقول المصريين بقادة التنوير على مبارك قاسم امين الشيخ محمد عبدة على عبد الرازق سعد زغلول مصطفى كامل محمدفريد احمد لطفى السيد طة حسين نجيب محفوظ نصر حامد ابو زيد كوكبة فريدة من عناقيد الاستنارة فرحم مصرمداوم على امداد المصريين بالمستنيرين " واعتذر عن الالقاب لهذة النخبة واعتذر ايضا ان يكون سقط منى سهوا رائدا من روادها ". وهناك ومضات نور من سلالة صاحب ماكينة الاستنارة والى مصر العظيم محمد على باشا بانى مصر المدنية الحديثة وايضا دون احصاء اخص بالذكر الوالى محمد سعيد باشا الذى قام بالغاء الجزية على الاقباط عام 1855 م لينخرطوا فى صفوف الجيش المصرى ليدافعوا عن الوطن مثلهم مثل اخوانهم المسلمين ويستمر النهوض وياتى دستور 1923 م باساسه العلمانى لياتى فى نص احد بنوده على " ان الدين لله والوطن للجميع " ومن بعده جاءت صيحة الشيخ على عبد الرازق فى كتابه الاسلام واصول الحكم عام 1925 م تواصلا مع مسيرة التنوير برفضه فكرة الخلافة والدعوة لمدنية الدولة للاعلان عن قيام الدولة المدنية العلمانية فى مصر .