يبدأ يوم الأحد 13 إبريل، أسبوع الآلام, أو أسبوع البصخة المقدس, أو الأسبوع المقدس، وينتهي صباح الأحد القادم 02 ابريل. يسمى باللغة الإنجليزيةThe Holy Week. يبدأ الاسبوع بيوم أحد السعف أو (الشعانين)، وهي كلمة عبرانية تعنى «يارب خلص». وفيه يذهب جموع المسيحيين للكنائس باعتبار أن اليوم هو تذكار دخول المسيح أورشليم، حيث استقبله اليهود بسعف النخيل فرحاً بقدومه. وفي أحد السعف تقام صلوات التجنيز (صلاة الموتى)، لأن من ينتقل (يتوفى) خلال هذا الأسبوع لا يُرفع عليه البخور, بل يدخل جثمانه إلى الكنيسة ويحضر صلوات البصخة, ويقرأ عليه التحليل مع صلاة خاصة. وكلمة «بصخة» معناها فصح ومأخوذة من قصة خروج بني اسرائيل من مصر فى قصة الفصح الأول. والصوم فيه فى أعلى درجات النسك أكثر من أى صوم آخر. والعبادة فيه على مستوى أعمق، حيث يجتمع الاقباط معاً فى الكنيسة طوال الأسبوع يرفعون الصلوات بروح واحدة. وقد اختارت الكنيسة القبطية لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث بالاضافة الى الألحان القبطية الحزينة. ويحرص المسيحيون على الذهاب للكنائس خلال هذا الاسبوع، للمشاركة في الصلاة، حيث تقوم الكنائس بتنظيم صلاوات مرتين خلال اليوم، على أن تشمل كل مرة ثلاث ساعات أو اقل حسب ظروف كل كنيسة، في الفترة الصباحية والمسائية لضمان مشاركة الجميع. ولا تقام القداسات الإلهية أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في أيام أسبوع البصخة، وتقتصر على الصلاة فقط. في أسبوع الآلام أيضاً تُعطل غالبية الأسرار الكنسية المقدسة ما عدا سري الاعتراف والكهنوت. حيث لا يُمارس سر المعمودية والميرون والزواج, أو يُرفع بخور أو إقامة قداسات. وفي يوم خميس العهد، حيث يتم غسل أرجل الشمامسة وأباء الكهنة تذكاراً بغسل السيد المسيح أرجل تلاميذه في هذا اليوم. وفي سبت النور (ليلة العيد)، تقام صلاة تقديس النور، ومعه ينتهي الصوم ويبدأ المسيحيون في تناول سر التناول. ومن مظاهر الحزن فى الكنيسة خلال هذا الاسبوع؛ تُلف الأعمدة باللون الأسود، بما فيها الأيقونات أيضاً، وبعض جدران الكنيسة، مع تنظيم الألحان الحزينة, والقراءات عن الآلام وأحداث هذا الأسبوع. ويُحرم على السيدات الزينة خلال هذا الأسبوع، فلا يلبسن الحلى, ولا يتجملن، مع إلغاء الحفلات، بإعتبار أن الكنيسة في شركة الام المسيح. في القدم كان هذا الأسبوع مكرساً كله للعبادة, يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم, ويجتمعون فى الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل. حيث كانوا يأخذون عطلة من أعمالهم, ليتفرغوا للرب. ولا يعملون عملاً على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة. كان الملوك والأباطرة يمنحون جميع الموظفين فى الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة فى الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الأمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين فى هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقى المؤمنين فى العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيباً لهم وإصلاحاً. وكان السادة أيضاً يمنحون عبيدهم عطلة للعبادة. بعض النساك (الرهبان) أو المؤمنين يصومون الأسبوع كله، أو يصومون ثلاثة أيام ويأكلون وجبة واحدة. وغالبيتهم لا يأكلون فى أسبوع الآلام سوى الخبز والملح فقط، وإن لم يستطيعوا, فالخبز والدقة. لا يأكلون شيئاً حلو المذاق من الطعام الصيامى كالحلوى والمربى والعسل مثلاً، لأنه لا يليق بهم أن يأكلوا شيئاً حلواً وهم يتذكرون آلام المسيح. البعض أيضاً لا يأكل طعاما مطبوخاً، بسبب النسك من جهة, ولكى لا يشغلهم إعداد الطعام عن العبادة من جهة أخرى.