نحن الإعلاميين المصريين فى مجال الإعلام المرئى والمسموع العام والخاص نلتزم التزاماً ذاتياً نابعاً من إحساسنا بمسئوليتنا المهنية وواجباتنا الوطنية بمواد هذا الميثاق نصًا وروحًا، ونتعهد باحترام نصوصه فى أدائنا المهنى وفى إطار المقومات الأساسية للمجتمع وأحكام الدستور والقانون . هذا هو ديباجة المشروع الذى تقدمت به وزارة الاعلام والذى تضمن آليات ميثاق الشرف الاعلامى من مبادئ وحقوق وواجبات للعمل الاعلامى وكان أهمها انه يجوز لأية جهة أو سلطة التدخل للتأثير على حيادية الإعلاميين في أدائهم لرسالتهم الإعلامية. وعلى العاملين فى مجال الاعلام الامتناع عن التشهير أو التحريض على الكراهية أو العنف أو الإرهاب أو التمييزواحترام حرمة الحياة الخاصة للمواطنين والامتناع عن انتهاكها بأي صورة من الصور. وافق مجلس الوزراء الأسبوع الماضى على مشروع مبدئى وليس نهائيًا تقدمت به وزارة الإعلام لميثاق للشرف الإعلامى يصلح كنقطة بداية قابلة للنقاش والتعديل والإضافة والحذف، وأوصى المجلس بطرح المشروع للحوار المجتمعى وللنقاش عبر الإعلاميين تمهيدًا للتوافق عليه وإصداره عن طريقهم . وجاء هذا بعد تجاوزات الاعلام وانفلاتاته التى اصبحت تمثل خطرا حقيقيا على الرأى العام. و كانت هناك اعتراضات بين خبراء الاعلام كون أن المشروع مقدم من قبل وزارة الإعلام بالاضافة الى رفضهم تدخل الحكومة. فى ظل وجود المادة 77 من الدستور والتى تنص على أن :- النقابات المهنية هى المعنية بإصدار مواثيق الشرف ومحاسبة أعضائها على تجاوزهم. فهل سيكون ميثاق الشرف الاعلامى هو ميثاق شرف الجماعة الاعلامية أم ميثاق شرف الحكومة؟. فى رأى خبراء الاعلام. أولا أكد فاروق أبو زيد أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة انه يجب ألا تكون هناك ثمة علاقة بين للسلطة التنفيذية أو الحكومة بمسألة وضع أو طرح ميثاق الشرف الاعلامى ,اكد ابو زيد على ضرورة انشاء نقابة خاصة للاعلاميين حتى يتحقق ميثاق الشرف على أرض الواقع بعيدا عن المهاترات وتكون هناك محاسبة حقيقة من قبل النقابة للاعلاميين ليس من قبل أى جهة اخرى للاعلامى الذى يخل ببنود الميثاق. وأبدى الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز رفضه للضرب بالدستور عرض الحائط سواء فى وجود وزارة للاعلام وزاد الامر سوءا بعد أن قدمت الوزارة مشروع ميثاق الشرف ووافق عليها مجلس الوزراء واكد رفضه لفكرة خروج الميثاق من اي جهة حكومية، حتى لا تنعكس ايديولوجية السلطة على الاعلام ونعود لنشكو عدم الحياد الاعلامى وقال إن ميثاق الشرف الإعلامي يجب أن يضعه الإعلاميون انفسهم، وأن الطريق الوحيد للتوافق علي ميثاق شرف إعلامي يجب أن يبدأ من إطلاق مشروع نقابة الإعلاميين، والتي يكون أول مهامها هو التوافق بين أعضائها علي بنود لميثاق الشرف. ,واكمل لما أن الامر يدعو للدهشة فى أمر عدم تأسيس نقابة للاعلاميين حتى الان فى مصر رغم زيادة عددهم، وأهمية مهنتهم، وتصاعد تأثيرهم فى الرأى العام، وتفاقم الانفلاتات والممارسات الحادة فى أدائهم لا يستطيع ميثاق الشرف وحده، باعتباره التزاماً طوعياً، أن يتكفل بتقييد الممارسات الخاطئة لأبناء أى مهنة، وحتى ينجح فى مهمته ويصبح أكثر فاعلية، فإن النقابة، التى تمثل الجماعة المهنية، تقوم بإنشاء آلية لتلقى الشكاوى فى حق أنماط الأداء المثيرة للجدل، والتحقيق فيها، وإصدار قرارات بحق من يثبت تقصيره أو تجاوزه لميثاق الشرف. وعلق الدكتور محمود خليل، أستاذ الإعلام: انه غير معترف بالاساس بمسمى وزير اعلام وهذا ما نص عليه الدستور لذلك فلا معنى لتقديم وزارة الاعلام لمشروع ميثاق الشرف الاعلامى وأكد أنه حتى لو دعت وزيرة الإعلام الاعلاميين والقانونيين وكل من اشارت اليهم فلن يكون ايضا هذا الميثاق قانونيًا، لأنه خرج ممن ليس له صفة من الناحية القانونية، وأضافت مواثيق الشرف الإعلامى لا تخرج من السلطة التى تحكم ولكن من اهل المهنة واذا كان لم يتم حتى الآن انشاء نقابة اعلامية فيجب أن يكون امر اصدار ميثاق شرف اعلامى فى يد نقابة الصحفيين. واتفق فى الرأى الاعلامى حمدى الكنيسى الذى أكد أن الضمان الاساسي لتطبيق الميثاق هي النقابات المهنية مثل الصحفيين والاعلاميين والاعلام الالكتروني مع دمجها جميعا تحت كيان ومظلة واحدة. واضافت دكتورة نجوى كامل أستاذ الاعلام أن مطالبة خبراء الاعلام بوضع الاعلاميين ميثاق الشرف بأنفسهم وتشكيل نقابة خاصة بهم ليست مهاترات أو اعتراضا بلا فائدة ولكن عندما يعرف كل اعلامى حدوده والتزاماته والمعايير المتفق عليها بين الجماعة الاعلامية وبعضها وأن من يتجاوز هذه المعايير سيتم نبذه مع الوقت سيوافق عليها وتكون النتيجة انه سيلتزم بها. وتقول دكتورة ماجى الحلوانى عميدة كلية اعلام بالجامعة الكندية أنه امر جيد السعى قدما فى تطبيق ميثاق الشرف ولكن يجب أن يوجد مايسمى بالرقابة المجتمعية قبل الرقابة الاعلامية فى ظل مجتمع متميز وهذا ما كنا ننشده بعد ثورتين وبذلك سيكون ميثاق الشرف ملزما لكل اعلامى لأنه سيعلم فى قراره نفسه أن جمهوره الذى يتابعه هو الذى سيعاقبه وينبذه وليس فقط رؤساءه فى العمل.