يخطئ من يظن أن المهمة الوحيدة للحكومة الجديدة هى مواجهة عنف وإرهاب الجماعات المتطرفة وإجراء الانتخابات الرئاسية فقط.. يتعامل باستهانة واستخفاف مع الأوضاع التى تمر بها مصر حاليا من ينصح الحكومة بتركيز الجهود لإنجاز هذه المهمة دون إيجاد حلول للمشاكل والأزمات التى تعصف بالمجتمع، فالشعب الذى انتفض مرة ثانية فى 30 يونيو الماضي، احتجاجا على تردى الأوضاع وإخفاق جماعة الإخوان فى حل الأزمات يتطلع لحكومة تتجاوب مع نبض الجماهير المتعطشة للعدالة الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة والقضاء على حالة الفوضى والانفلات بالشارع. الشعب يريد بناء مصر جديدة خالية من الفساد والمحسوبية، الشعب يرغب فى أن يرى بوادر لحل أزمة المرور والقمامة ورغيف العيش وتوفير الأمن والطاقة. ما جدوى إجراء الانتخابات الرئاسية فى ظل تفشى الفوضى والفساد؟ وهل يملك «السيسي» فى حال فوزه فى الانتخابات عصا سحرية لحل تلك الأزمات؟! ثم إن مواجهة العنف والإرهاب ليست مواجهة أمنية فقط بل إن مواجهة الأزمات اليومية وتحقيق الانضباط فى جميع قطاعات الدولة والمجتمع يخلق ظهيرا قوميا يساند الأمن فى معركته مع عناصر الإرهاب. وإذا كانت الحرب امتدادا للسياسة بأشكال أخري، فإن من أصل السياسة النظر بعين الاعتبار للمشاكل التى يعانى منها الناس حتى يمكن الانتصار فى المعركة ضد الإرهاب، لقد أصيب الذين ثاروا على حكم الإخوان بالإحباط طوال ثمانية أشهر تولت فيها حكومة الببلاوى الحكم دون تحقيق تطلعات المواطنين، نأمل أن تستعيد حكومة «محلب» ثقة الشعب فى إمكانية النهوض بالوطن وتحقيق المطالب الملحة وليس مجرد إجراء الانتخابات الرئاسية. فقط على رئيس الوزراء الجديد أن يكف عن الجولات الميدانية والتجول فى المجمعات الاستهلاكية وكمائن الشرطة وغيرها لأنها ليست الوسيلة التى تحقق نتائج إيجابية وإنما الحل يكمن فى وضع السياسات والبرامج ومتابعة تنفيذها بكل دقة وانضباط. ولنا فى باسم عودة وزير التموين الأسبق أسوة سيئة، فقد ظل يقفز فوق عربات البوتاجاز ويتنطط فى المخابز إلى أن استقر به المقام خلف القضبان.