إن غياب الأمن يعد أهم الأسباب التي تؤدي للانهيار اليومي في عدد من المجالات خاصة تلك التي تتعلق بحياة ومستقبل المواطنين ، ويحدث ذلك بوضوح في مدينة «قوص» التابعة لمحافظة قنا، خاصة في سوق الماشية المقام منذ عام 1967 علي مساحة ثلاثة أفدنة تقريبا، اقيم بغرض بيع وشراء المواشي بالمركز والقري المجاورة. يقول عبد النعيم أحمد بغدادي مسئول الحراسة بالسوق: أهالي قوص يرتبطون بهذه التجارة منذ عشرات السنين وتعتبر المصدر الرئيسي لهم ولأولادهم وبجانبها فتحت أبواب رزق أخري، ويضيف «عبد النعيم» طوال تلك السنوات كان أهل السوق يقومون بحراسة انفسهم ومواشيهم والجميع يلتزم بنظام السوق، ويرتاده جميع التجار من جميع المحافظات، مؤكدا أنه في الفترة الأخيرة انتشر اطلاق الرصاص والاعتداء علي السوق مع غياب الأمن، وتمت مخاطبة جميع المسئولين في الجهات الأمنية ورئيس الوحدة المحلية لمركز قوص، اضافة لمحافظ قنا جميعهم علي علم بما يحدث من إرهاب وانتشار لأعمال البلطجة لكنهم يتجاهلون كل ذلك رغم حدوثه في وضح النهار وأمام أعين وسمع الجميع! ويقول محمد عدلي ابراهيم «تاجر مواشي» هناك من يريد نقل السوق بحجة الدواعي الأمنية ونحن نرفض نقل السوق تماما. لأن هذا سيعرضنا لمشاكل أكبر، منها: بعد المسافة والصراعات مع القري الأخري وخلافه، وأضاف «عدلي» توجد قطعة أرض اخري علي مقربة من نفس السوق وعلي مساحة أكبر حوالي أربعة أفدنة إذا كان ولابد من النقل حفاظا علي تاريخ هذا السوق الذي ارتبط بنا وارتبطنا به، وحتي لا يكون هناك تهديد لمصدر رزقنا الوحيد. ويقول عزام حساني عبد الوهاب «محامي بالنقض» ومن أقارب تجار الماشية بمدينة قوص: يوم الاثنين قبل الماضي وهو الموعد الأسبوعي لاقامة السوق فوجئ الجميع بوابل من الرصاص علي تجار السوق مما اصابهم بالذعر خاصة القادمين من محافظة اخري مما دعاهم للهرب خوفا علي حياتهم ومنهم من ترك ماشيته ومنهم من ضحي بأمواله، وأكد «عزام» أن غياب الأمن هو السبب الرئيسي في تهديد المجتمع اقتصاديا مشيرا إلي سهولة السيطرة الأمنية في هذا الموقع خاصة أن هناك طريقا واحدا فقط هو المؤدي إلي السوق ويمكن بكل بساطة السيطرة عليه، إضافة للطرق الرئيسية والمحيطة بالمدينة والتي يقوم بعض البلطجية بالسيطرة عليها وتهديد المواطنين بصورة يومية، وأضاف «عزام» لم نر الأمن سوي لمدة ساعتين فقط بعد هذه الواقعة! ولقد ناشدنا جميع المسئولين بداية من وزير الداخلية وحتي المسئولين بمركز قوص دون جدوي وكأن حياة المواطنين رخيصة لدرجة تجاهلها والبعث بها!