منذ قيام ثورة يناير 2011 صدرت عنها عشرات الكتب الفكرية والإبداعية التى ترصد أحداثها وما جرى فيها وما استتبعها من تغيير سياسى واجتماعى وثقافي. ومن هذه الكتب كتاب "ثورة الفل" لنادر فرجانى وفى مجال الأدب صدرت عدة روايات دارت أحداثها قبل وأثناء وبعد الثورة مثل روايات "أسد قصر النيل" لزين عبدالهادى و"أوقات للحزن والفرح" لابتهال سالم ورواية هشام الخشن، ورواية يوميات الثورة لوفية خيرى والتى صدرت عن مركز الحضارة العربية. ومن خلال عيون أم مصرية ترصد لنا هذه الرواية أحداث ثورة 25 يناير 2011، وعلى مدى عامين ونصف العام حتى يوليو 2013 وزوال حكم الإخوان بعد طوفان البشر الهائل الذى اجتاح كل ميادين مصر وشوارعها. والرواية تتابع لنا حياة أسرة مصرية الأم سميحة التى تعيش مع ابنها هشام وزوجته د. عفاف وحفيديها كريم وشريف بعد وفاة زوجها، وانعكاس أحداث الثورة عليهم وانقسام الأسرة بين مؤيد ومعارض من خلال مواقف إنسانية متعددة. الرواية تعرض لنا رؤية سياسية ثاقبة من خلال الأم سميحة وهى تعتبر وثيقة تاريخية لأحداث ثورة 25 يناير وما بعدها من خلال أحداث ومشاعر تفيض بالحب والشجن. وحول روايتها تقول وفيه خيري: لم أكن أتصور أبدا أننى أحب وطنى كل هذا الحب إلى أن هاجمنى هاجس، وأنا أكتب روايتى هذه وأستعرض فيها أحداث الثورة يوما بيوم "على قدر ما تسعفنى الذاكرة". منذ أن وعيت للدنيا وحب الوطن يملأ كياني، إننا نفقد وطننا مئات المرات، مرة بالإهمال، ومرة بالتقليل من شأنه واحتقاره، ومرة أخرى بسرقته ونهبه، ربما يكون هذا الشيء طبيعىا ولكن فى تلك اللحظة التى نشعر فيها بأننا على وشك أن نفقد هذا الوطن عندئذ تهاجمنا مشاعر قاتلة. أصبحنا كل يوم نسمع عن قطاع الطرق وأناس يتكلمون باسم الدين ويحاولون فرض سيطرتهم على كل شيء. كيف تصورا أنهم وحدهم أصحاب هذا الوطن، ليس هذا هو الوطن الذى عرفناه وعشنا فيه طفولتنا وصبانا وشبابنا ولكنى لازلت أحبه وأعشقه وأخاف عليه، وهذا ما حدانى لكتابة هذه الرواية. إبداع متنوع وظهرت سلاسل إبداعية متخصصة مثل سلسلة "إبداع الثورة" بالهيئة العامة لقصور الثقافة والتى نشرت عدة أعمال لكل من عبدالعزيز موافى ورفعت سلام ومصباح المهدى وميسرة صلاح الدين، وسعيد شحاتة ومحمد سعد شحاتة ومحسن يونس وغيرهم. كما صدرت عدة كتب ترصد الثورة فى محافظات مصر المختلفة منها كتاب "تأريخ ما يستوجب التأريخ" للقاص الراحل قاسم مسعد عليوة والذى رصد فيه اليوميات التى سجلها عن الثورة فى محافظة بورسعيد. ومنها كذلك كتاب "الثورة والأدب فى شبه جزيرة سيناء" للشاعر حاتم عبدالهادى السيد، والذى تضمن إبداعات أدباء سيناء عن الثورة بالإضافة إلى رصد البعد السياسي. ديوان الثورة وفى مجال الشعر صدرت عدة دواوين منها "ارفع رأسك عالية، للشاعر الراحل حلمى سالم و"الميدان، لعبدالرحمن الأبنودي، و"إنجيل الثورة وقرآنها" لحسن طلب و"كالرسل أتوا" لمحمد سليمان، و"كونشيرتو ميدان التحرير" لعيد عبدالحليم، و"خيمة فى التحرير" لمحمود الشاذلى وغيرها. وفى مجال المسرح كتبت عدة مسرحيات منها "الحب فى ميدان التحرير" لمحمد أبوالعلا السلاموني.