ونمضي في رحلة الاستقصاء التاريخى عن دور المرأة المصرية فى دفع عجلة التقدم إلى الأمام تبرز أمامنا عشرات بل مئات من الشخصيات ربما اقتصر نشاطهن وتفوقهن على الجانب الأكاديمى العلمى أو الفنى للتكهن بتفوقهن أسهمن بشكل غير مباشر فى وضع قضية المرأة وحقها فى العمل والتعلم. ونواصل عرض نماذج أخري: * ليلى تكلا حصلت على ليسانس حقوق جامعة القاهرة عام 1954 وعلى ماجستير عن محاكم الأحداث من جامعة كاليفورنيا 1957 ودكتوراه الفنون والإدارة 1963، رشحت كقاضية أحداث فى روما، أول مصرى تمثل الشرق الأوسط فى اليونسكو وأول مصرية تنتخب لعضوية المجلس التنفيذى للاتحاد البرلمانى الدولي، وتلعب د. ليلى تكلا دورا بارزا فى أنشطة مكتبة الإسكندرية كما تنشط وبحماس فى مجال الوحدة الوطنية والمطالبة بحقوق متكافئة للأقباط. * ميرفت تلاوى درست فى مدرسة سان جوزيف للراهبات بالمنيا وبعد حصولها على شهادة الثقافة تزوجت لكنها واصلت دراستها بدعم من والدها ووالدتها والتحقت بالجامعة الأمريكية عام 1957 وحصلت على بكالوريوس قسم إدارة أعمال وعلوم سياسية 1961، تقدمت لامتحان وزارة الخارجية للعمل بالسلك الدبلوماسى ضمن 450 متقدما ونجحت فتاتان كانت هي واحدة منهما، عملت ملحقا دبلوماسيا فى مكتب الوزير ثم فى عدد من الإدارات ثم ببعثة مصر فى جنيف وموظفة دولية فى الأممالمتحدة ثم مديرة للبحوث والتدريب لمركز الأممالمتحدة لتقدم المرأة ثم مديرا لمعهد الأممالمتحدة للبعوث والتدريب والبحوث فى مجال المرأة، ثم مندوبة لمصر لدى الأممالمتحدة فى جنيف وكانت سفيرة لمصر فى فيينا وسفيرة فى اليابان وتتولى الآن منصب الأمين العام للمجلس القومى للمرأة وقد خاضت معارك ضارية دفاعا عن حقوق المرأة وفى مواجهة القوى الرجعية وقوى التأسلم السياسي. * تهانى الجبالى حصلت على ليسانس الحقوق 1973 ودبلوم شريعة إسلامية، فاشتغلت بالمحاماة فور تخرجها وانتخبت عضوة فى مجلس إدارة نقابة المحامين لتصبح أول سيدة تنتخب لهذا المجلس منذ نشأة النقابة عام 1912، وأول محامية عربية يتم انتخابها فى المكتب الدائم لاتحاد المحامين العرب، رأست لجنة النهوض بالمرأة العربية فى اتحاد المحامين العرب عام 1992، أصبحت أول قاضية مصرية فى المحكمة الدستورية العليا، وخاضت معارك ضارية ولم تزل دفاعا عن الديمقراطية والحريات وفى مواجهة قوى التأسلم السياسي، وأصبحت رمزا لنضال المرأة المصرية من أجل حريتها وحرية الوطن.