وفيما نحاول الاستقصاء التاريخى عن دور المرأة المصرية فى دفع عجلة التقدم إلى الأمام تبرز أمامنا عشرات بل مئات من الشخصيات ربما اقتصر نشاطهن وتفوقهن على الجانب الأكاديمى العلمى أو الفنى للتكهن بتفوقهن أسهمن بشكل غير مباشر فى وضع قضية المرأة وحقها فى العمل والتعلم. ونبدأ وبسرعة فى تقديم بعض من النماذج ونتمنى أن نجد هى وغيرها من يكرس جهده للبحث فى تاريخها وأدائها، وأود فى البداية أن أتوجه بالشكر للباحثة شيماء الشواربى التى بذلت جهدا مشكورا فى إعداد معجم المرأة الأولى فى مصر ونشرته تباعا فى جريدة أريك الأرمنية. * أسماء فهمى والتى ولدت فى 1906 وقد تخصصت فى علوم التربية وأصبحت أول مديرة فى العالم العربى للمعهد العالى للمعلمات التابع لجامعة عين شمس وهو المعهد الذى خصص لتخريج المعلمات، وقد خاضت أسماء فهمى معركة ضارية سعيا نحو تأسيس كلية بنات جامعية وقد عارضها الكثيرون معارضة شديدة بحجة أنها دعوة رجعية تسعى لفصل الفتيات عن الشبان بينما كانت وجهة نظرها أن فى ذلك إتاحة لحق التعليم الجامعى لفتيات من أسر لا تسمح تقاليدها بإرسال بناتها للجامعات العادية، وعلى أية حال فقد نجحت أسماء فهمى وتأسست كلية البنات – جامعة عين شمس، وكانت ذات ميول إسلامية وكتبت كتابا مهما عن «مبادئ التربية الإسلامية» وهو يتسم برؤية مستنيرة، وقد أسهمت فى نشاط مهم لمحو أمية المرأة مستعينة بتجربة اليونسكو فى سرس الليان. * هيلانة سيداروس.. وقد ولدت عام 1904 والتحقت بالمدرسة السنية ثم بكلية إعداد المعلمات لكنها سرعان ما تفوقت وحصلت على منحة دراسية لدراسة الرياضيات فى لندن فتحولت إلى مهنة الطب لتصبح أول طبيبة مصرية تخرجت فى كلية طب أكاديمية، وعملت فى 1930 مستشفى كتشنر واعتزلت الطب بعد سن السبعين لتتفرغ لترجمة قصص الأطفال. * تهانى ميخائيل وقد حصلت على بكالوريوس طب بيطرى عام 1952 وكانت أول طبيبة بيطرية مصرية، لكنها ما لبثت أن أدهشت الجميع إذ قامت بأبحاث أكاديمية متقدمة فى مجال الطب البيطرى وتحديدا فى مجال السموم والمبيدات الحشرية سواء فى الجامعة المصرية أو جامعات أوروبية عديدة أكسبتها شهرة واسعة فى هذا المجال وأصبحت أستاذة ذات شهرة عالمية فى هذا المجال ولكن الدهشة جاءت من تخصص آخر اشتقته لنفسها وهو الدراسة الأدبية والشعرية فقد حصلت على الجائزة الأولى فى آداب اللغة العربية عن حياة الشاعر الأندلسى ابن زيدون. * وتأتى أستاذة أخرى اهتمت أيضا بآداب اللغة العربية وهى الدكتورة تهانى التى حصلت على ليسانس فى آداب اللغة العربية من جامعة القاهرة فى عام 1969 ثم ماجستير فى الأدب الفرنسى من جامعة باريس فى عام 1973 ثم حصلت على الدكتوراة عام 1980 وقد عملت معيدة بآداب المنصورة ثم أستاذة للأدب الفرنسي، ثم رئسىة لقسم اللغة العربية بفرع جامعة القاهرة ببنى سويف. ونشطت فى تأسيس جمعية لأساتذة اللغة العربية بمصر وانتخبت رئيسة لمجلس إدارتها، ثم انتخبت رئيسا لمجلس إدارة الاتحاد الدولى لأساتذة اللغة العربية (1988 – 1990) ونالت عديدا من الأوسمة الفرنسية فى مجالات البحث الأكاديمي، وفى عام 2000 كانت سفيرة لمصر فى اليونسكو. * هدى بدران.. تزوجت دون أن تكمل دراستها وبعد وفاة الزوج واصلت التعليم فحصلت على بكالوريوس خدمة اجتماعية 1954 ثم ماجستير فى إدارة الخدمة الاجتماعية من جامعة لويس فيل الأمريكية عام 1959 ثم الدكتوراة من جامعة كليفلاند الأمريكية عام 1967.. وعملت موجهة صحية واجتماعية فى مشروع قليوب لتنمية الريف ورئيسة قسم التعليم المنزلى بوزارة الشئون ثم ذات التخصص بالأمم المتحدة وأصبحت ممثلة مقيمة لمنظمة اليونيسيف فى سيريلانكا وجزر المالديف، كانت أول أمين عام للمجلس القومى للأمومة والطفولة، ثم رئيسة مجلس إدارة رابطة المرأة العربية، وكرمتها اليونيسيف بعد استقالتها ومنحت لقب أفضل سيدة دولية فى سيريلانكا 1983 وانتخبت مرتين متتاليتين كرئيسة للجنة الدولية لحقوق الطفل.. ولم تزل تمارس نشاطها النسوى والاجتماعي. * نعيمة الأيوبى وهى أول فتاة تلتحق بكلية الحقوق وتخرجت عام 1933 وكانت الأولى على الدفعة وأول محامية مصرية ترتدى روب المحامية وتترافع أمام المحاكم الأهلية، وتدربت فى مكتب محمد علوبة باشا، سافرت إلى بلجيكا لدراسة الخدمة الاجتماعية وعادت لمصر بعد أن حصلت على الدبلوم فى الخدمة الاجتماعية والدكتوراه فى القانون، خاضت وبحماس قضية حقوق المرأة فى قانون الأحوال الشخصية وطالبت بأن يتم الطلاق وفقط أمام القاضى وبإلغاء بيت الطاعة. ونستكمل العدد القادم