لا يمكن النظر إلى ما يجري، من عمليات إرهابية، وحوادث شغب، وانتهاك لجميع القوانين فى مصر.. بمعزل كما يجرى فى سورياوالعراق وليبيا واليمن وتونس. والواضح أن هناك علاقة وثيقة بين جماعات الإرهاب فى مصر والتنظيمات الإرهابية التى تقوم بتصعيد عملياتها التخريبية والهدامة فى بقية أنحاء العالم العربي. وقد اعترف «ماتيو أولسن» رئيس المركز القومى الأمريكى لمكافحة الإرهاب – مؤخرا – بأن تنظيم «القاعدة» ينمو باستمرار ويوسع نشاطه فى العراقوسوريا، وقال إنه من المعتقد الآن، أن هذا التنظيم أقوى من أى وقت مضي، منذ عام 2006. والمعروف أن «محمد مرسي» الإخواني، كان على صلة مباشرة بأيمن الظواهرى زعيم تنظيم القاعدة، وأن التنسيق مستمر – فى الوقت الحاضر – بين جماعة الإخوان الإرهابية، وبين جميع المنظمات الإرهابية الدولية وعلى رأسها «القاعدة». ويقول المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «مايكل هايدن» إن سيطرة الإرهابيين على قسم كبير من جغرافية الشرق الأوسط، يؤدى إلى تفتت الدولة السورية، ويؤثر على كل دول المنطقة، وخاصة لبنانوسورياوالعراق. ويتراوح عدد الميليشيات المسلحة فى ليبيا الآن، ما بين 1700 وألفي مجموعة، وثمة نشاط كبير لتنظيم «القاعدة» فى بلاد المغرب الإسلامى بمنطقة «سبها» الليبية. وتقاتل فى سوريا من حركة طالبان الباكستانية، التى انضمت إلى تنظيم القاعدة، ويمارس كل من «محمد الجولاني» زعيم تنظيم «جبهة النصرة»، «أمير المؤمنين أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم «الدولة الإسلامية فى العراق والشام» نشاطهما فى قطع الرقاب وعمليات الإعدام لخصومهم أو منافسيهم، وتكفير قطاع كبير ممن ينتمون إلى المذهب السنى وليس الشيعة فقط. ويوجد لدى التنظيم الأخير 5750 مقاتلا أجنبيا، بينهم من جاءوا من الشيشان وسبق أن خاضوا غمار حروب فى العراق وليبيا وجمهورية الشيشان!! ويعتبر الجولانى والبغدادى أن «الجهاد العالمي» فى الشام يستدعى محاربة «طواغيت الكفر وإقامة نظام الخلافة الإسلامية». ومعلوم أن الحكومة التركية فتحت حدودها لتسهيل تسلل القاعدة إلى الأراضى السورية، وأن هناك معسكرات لتنظيم القاعدة فى وادى حوران وسط صحراء الأنبار فى العراق وعلى الحدود مع سوريا غربى الرمادي. وهذا يفسر لنا عمليات التفجير والنسف والقتل بالجملة والاغتيالات وكذلك العمليات الانتحارية الجارية فى كل من العراق واليمن وسوريا وليبيا وتونس والصومال والسودان. وهناك فى بلادنا من يريدون «استيراد» هذه الأنشطة الإجرامية المعادية لكى ننضم إلى قافلة ضحايا الإرهاب الدموى العالمى ونصبح، تحت قيادة الجولانى والبغدادي، وهناك من يخططون فى الخارج لتدمير الدول الوطنية وجيوشها. ولكن مصر سوف تستعصى على هؤلاء الإرهابيين والمتآمرين، والفضل لشعبها وقواتها المسلحة والحراس على أمنها.