قرر الإخوان تخليهم عن مرسي دون إعلان، وأدرك التنظيم الدولي والمحلي أنه لا فائدة من الضغط علي النظام الحالي للوصول إلي تسوية سياسية وذهبت مؤامراتهم وأموالهم دون إحداث الفوضي وتركهم المنتفعون والمتعاطفون بعد أن حاصرهم المجتمع وأصبحوا منبوذين فيه. لم تنجح حيل الدعاوي القضائية فى الخارج، والحكومة الموازية ومطالبات الحماية الدولية وغيرها فى تعطيل استخدام القانون ضدهم وملاحقة قياداتهم المتورطة فى العنف والتحريض عليه، كما لو تؤتي تحركاتهم داخل الجامعات أكلها حتي الآن. سعي التنظيم للتواصل مع بعض قيادات اتفاق فرمونت الشهير فحملوهم مسئولية إهدار الفرصة التاريخية لقيام نظام حكم ديمقراطي حقيقي وطالبوهم بالتوقف عن ممارساتهم الحالية والتي ستؤدي إلي خروج الناس فى مظاهرات ضد الديمقراطية كما حدث فى أعقاب ثورة 23 يوليو. اطلق الإخوان بالونة اختبار ترشح سامي عنان للرئاسة فتم حرقه وخسروا ورقتهم الرابحة بإخراج الدكتور البرادعي من قصر الرئاسة وتخليه عن خارطة المستقبل التي شارك فى تحديد معالمها. والخطر الحقيقي الآن فى إدراكهم وحلفائهم بأن طريقهم الوحيد للإبقاء علي فكرتهم وتنظيمهم هو منع الفريق أول عبد الفتاح السيسي من الترشح لرئاسة الجمهورية مستخدمين فى ذلك كل الطرق والوسائل بما فيها اغتيال الرجل. بدأ الإخوان فى جس نبض الطامعين فى كرسي الرئاسة بمن فيهم الفريق أحمد شفيق والذي رفض عرضهم بدعمه مقابل الإبقاء علي حزبهم ليمارسوا من خلال السياسة، بينما اتفق طامعان آخران علي ترشح أحدهما والذي ينتمي إلي جبهة الإنقاذ والذي لم يرفض التفاوض وطلب التأجيل إلي الوقت المناسب. الإخوان والأمريكان والأتراك والسلفيون والطامعون فى كرسي الرئاسة من التيار المدني يتحركون الآن ضد ترشح السيسي مستخدمين الرئاسة والحكومة كوسيلة للنيل من الرجل وإحراق الأرض من حوله لمنعه من التفكير فى الترشح والترويج لفكرة الإبقاء عليه فى منصب القائد العام للقوات المسلحة للحفاظ عليه. وكما قال الرجل «الله غالب علي امره» وكررتها من قبل إذا الشعب قرر وأراد لا يملك السيسي إلا أن يؤدي التحية العسكرية.