- انطونيوس : كل واحد خارج من بيته عارف انه ممكن ميرجعش وفي اي لحظة يموت - احمد علي مصاب بكسر في القدم : ملقيتش شغل احسن من كدة عشان اشتغله كله عشان "لقمة العيش" - رئيس العمال : اهالينا بيتسنونا امام المنازل ولو اتأخرنا 10 دقايق بيفتكرونا مش راجعين - نطالب بتخصيص 5% من ايراد المحاجر الذي يدخل المحافظة لتعويض الاصابات وحالات العجز والوفاة تحقيق : هبة صلاح هنا لا توجد اي مقومات للحياة الادمية فحتى لا توجد دورات مياه لهؤلاء العاملين بالمحاجر انما يتخذ ايا منهم ركنا في اي مكان بالجبل لقضاء حاجته ، وحتى الحجرة التي يبات فيها حارس المحجر بلا ابواب او نوافذ ترتفع عن الجبل يصعد لها عن طريق بعض الطوب المصطف فوق بعضه الا ان الطريف في الامر انك تجد البطانية التي تظهر مكتوب عليها "بطانية السعادة".. وبهذه الروح الطريفة يبدأ العمال حديثهم معك بالابتسامة وسرعان ما تختفي هذه الابتسامة عند تذكيرهم بأوجاعاهم جراء هذه المهنة : فهمي خلاف – عامل على الفصالة : يعمل منذ 6 سنوات في هذه المهنة فيقول بدأت عملت عامل في تقليب البلوك ، ثم تعديل السكة للفصالة ثم وقفت على مكنة.. وعن المخاطر التي يتعرض لها يقول : " كل حاجة في الشغل ده خطر المكنة دي خطر ممكن المكنة تجري ورا واحد تعوره" و "حصلت حوادث كثير ادامي زي ان واحد تتبتر رجله تحت المكنه او يتكهرب " اما هو فلا يسلم من الاصابات فقال : "انا نفسي ايدي اتحرقت مرتين من مفتاح الكهرباء" . واكد فهمي ان السبب الوحيد الذي يجعله يعمل هذه المهنة هو فقط "لقمة العيش" ولا يوجد اي عمل اخر متاح الا "الجبل" وبعد الانتهاء من عمله فعليه ان يساعد اسرته في العمل بالزراعة. اما مطالبه فهي ايجاد النجدة والتعويض اذا تمت اصابة احد وان توفر الدولة بديلا عن العمل في الجبل . اما عم صبحي : ضحكته امام الكاميرا تصف معاني كثيرة بداخله ، يضحك رغم انحناء ضهره لحوالي 8 ساعات يوميا ، ابتسامته تظهر تجاعيد وجهه التي توضح الشقاء الذي عاشه طوال حياته وهو ابن الاربعين عاما ، لا يخفي وجهه بالكامل اثناء عمله فقط يرتدي نضارة سوداء ، والوشاح الازرق الذي يغطي به رأسه فقط ، اما ما يظهر من وجهه واطراف جسده مغطى بالجير الابيض .. عندما تساله عن مشكلته فيقول "الحمدلله " اتعودنا على كدة . عامل تعديل مسار المعدات : بشير ميخائيل 25 سنة فقال : "احنا بنتعب من كل حاجة بنعملها هنا بنتنفس الجير ده بيتعب صدرنا وضهرنا بيوجعنا من الشغل " بالاضافة الى "صوت المكن العالي بيسبب دوخة" مختتما كلامه "مش بنكون عارفين هنرجع بيوتنا ولا لاء معرضين للموت في كل لحظة " فيما قال احمد علي 22 سنة حاصل على دبلوم تجارة ويعمل منذ عام واحد ، وهو مصاب بكسر في القدم ولديه شرائح ومسامير في مفصل قدمه وغرز تصل الى فخذ القدم فقال ان اصابته بسبب عمله بالمحاجر عندما "جريت ورايا المكنة وانا بشتغل فقطعت رجلي ومخيطها ومركب شرايح ومسامير" .. الا ان بسؤاله عن مطالبه فقال : "نفسي بس اعيش عيشة نضيفة وخلاص" .. وعن سبب لجوئه لهذه المهنة رغم مخاطرها فقال " "فيها فلوس ولقمة عيش وملقيتش احسن من كدة واشتغلت" واختتم كلامه قائلا : " ربنا يسترها بس" . اما انطونيوس شفيق حبيب عضو مجلس ادارة النقابة المستقلة للعاملين بمحاجر المنيا – ويدير المحجر: الذي يعمل به منذ 14 سنة ، بعدما ترك المدرسة من الصف الاول الثانوي لمساعدة والده في مصاريف المنزل ، بدأت المهنة بأني "طلعت اشتغلت عامل ورا حشاشة يقلب بلوك ثم تدرجت الى ان وصلت لادارة المحجر " وعن رؤيته لمشاهد الاصابات فحدث ولا حرج فعن الذي شاهده امام عينه قال : " حصل ادامي حالة بتر في مشط القدم لطفل عنده 15 سنة ، وشوفت واحد تاني رجله تم قطعها من اعلى الفخذ ، واحد مرة حصله بتر في اصبعين من يده " مضيفا ان الاصابات تبدا من الجروح الخفيفة والغرز وكسور العادية والمضاعفة وتنتهي بتركيب المسامير والبتر والصعق واخرها الموت " واشار "انطونيوس" قائلا : "كل يوم وانا خارج للشغل أمي ومراتي وابويا يقفوا يدعوا على الباب يارب أرجعلهم بالسلامة لان "كل واحد خارج من بيته على موته في اي لحظة ممكن الواحد يموت او يبقي عاجز 100 % " وعن رد فعلهم تجاه هذه الاصابات وحالات الوفاة فقال " في الاول كنا بنزعل لكن دلوقتي لما بنسمع ان فلان مات نقول ربنا يرحمه وخلاص ونكمل شغلنا ، واذا سمعنا ان فلان رجله اتقطعت تنقول ربنا يساعده نروح نزوره ونعمل الواجب ونرجع الشغل " فأصبحت هذه الاخبار عادية جدا بالنسبة لنا حتى انها فقدت تأثيرها. وعن التعويضات التي تقدمها الدولة للعاملين بالمحاجر فأكد "انطونيو" انه لا يوجد اي تعويض ففي إحدي الحالات التي ذهب بها بصفته عضوا بالنقابة لجمعية اصحاب المحاجر التي انشئت برعاية المحافظ وتم وضع بها 50 مليون جنيها ، ويحصلون مبلغ 500 جنيه من كل محجر سنويا ، لتعويض المصابين الا انه بعدما استخرج كل الاوراق التي طلبوها بالنسبة للحالة التي كان لديها بتر في اصبعين من اليد ، فرفضوا صرف التعويض بحجة انها ليست عجزا كاملا، وبالمخالفة للائحة رفضوا صرف اي شيء . مطالبا بالحصول على نسبتهم من ايراد المحاجر والتي تبلغ 5% وتحصله المحافظة وفقا لقرار وزارى الا انهم كعمال لا يحصلون منه على شيء ،مضيفا انهم وقت فض اعتصام رابعة تسبب الانفلات الامني في جلوس العمال لمدة 16 يوما بدون عمل ، والعمال رزقهم يوم بيوم . فيما اوضح نادر هاني – رئيس العمال بالمحجر : 30 سنة ، يعمل منذ 13 سنة بالمحاجر ، أن عدد العمال 16 عاملا بهذا المحجر ، ولا يوجد اي تأمين على احد منهم لانه نظام متبع بالمحاجر. وعن المخاطر التي يتعرضون لها فيقول "نادر" ان البودرة الناتجة عن الجبل تسبب الربو على الصدر ، وعامل البلوك بيشكو من ضهره والغضروف ، والجميع معرضون لاسلاك الكهرباء " والازمة الحقيقية في صعوبة الاسعاف فهنا اقرب نقطة اسعاف بينا وبينها نحو 15 كيلو. وعما تعرض له "نادر " يقول انه اصيب من قبل من الفصالة فقطع قدمه الترس الملحق بالمكنة مما تسبب في جلوسه بالمنزل لمدة 75 يوما بدون دخل او تعويض فالاجازات غير مدفوعة الاجر . اما ما شاهده بعينه من اصابات فيقول : من حوالي 20 يوما كان احد العمال يدعى فايز شغال على المكنة وجمبه سايس بيعدل المكنه وقع من اعلى الجبل بعدما افلت السيخ الحديدي – اللي بيعدل بيه السكة- من يده وقع من مسافة 180 طوبة اي نحو 25 متر ، "عقبال ما نزلناله كان مات" .. والى ان ذهبنا للمستشفى كان اصيب بنزيف داخلي في المخ وكسر في الجمجمة كان يبلغ 23 عاما . ويتذكر "نادر" ايضا انهم كان لديهم عامل اصم ، "كبل الكهرباء الخاص بالمكنة التي يعمل عليها ضرب " وعندما ذهب ليفصل الكهرباء عن المكنة فصل مكنة اخرى والكبل مسك فيه مات في ساعتها ". مستطردا ان ظروف المعيشة لا تسمح للفرد ان يجلس يوما بدون شغل "صعب انه يضيع يوم هيجبلوا 50 او 60 جنيها " .. وقال "احنا بنخرج مبنكونش ضامنين اننا هنرجع للبيت ام لا بدون اصابات ، واهالينا في البيوت اذا اتأخرنا 10 دقائق عن موعدنا بيفضلوا يتصلوا ليطمئونا ونعود نجدهم منتظرينا بالخارج . مطالبا بضرورة ان يحصل العمال التي تصاب او تموت بالتعويضات لهم ولاسرهم ، "نفسي حد يشوف الناس اللي تعبانة دي وبيخاطروا بحياتهم عشان يجيب مصاريف ويصرف بيها على اهلهم ويجيب علاج ، العامل ده بيتعب اكتر من الموظفين اللي على المكاتب ومبيكملش في الشهر الف جنيه" ، "والمصاريف اكتر من الدخل بكثير فكل شيء غالي والدخل ثابت" .