الارتفاع الجنوني في أسعار اللاعبين يهدد بإفلاس الأندية عندما انتقل رضا عبد العال من الزمالك للأهلي في النصف الأول من التسعينات أثارت عملية انتقال نجم الوسط البارع ضجة كبيرة في الشارع المصري لا لأنها جاءت كحلقة في مسلسل الصراع التاريخي بين الناديين الكبيرين فحسب، بل لأنها كانت صفقة قياسية وقتها و بلغت قيمتها الإجمالية 625 ألف جنيه! لم يكن أحد يدري وقتها أن هذا المبلغ سيتحول بعد سنوات إلي أضعاف مضاعفة و أن سوق الانتقالات الداخلية في مصر سيشهد هذه الطفرة الكبيرة واللامعقولة و يصبح الرقم ذو الأصفار الستة هو بداية المزايدة علي أحد اللاعبين العاديين بعيداً عن النجوم أصحاب الأرقام الفلكية وما أكثرهم هذه الأيام. في مصر لا يكتفي اللاعب بالملايين التي يحصل عليها من ناديه عند التجديد أو عند الانتقال من ناد إلي أخر، فتجده يطالب بالترضية تارة و يسأل عن نصيبه في "الكحكة" الإعلانية تارة أخري، لا يتوقف عند هذا الحد فقط بل تجده و عند اقتراب عقده من النهاية يلوح بمفاوضات وهمية من أندية أخري ليحصل علي ما يريد في سوق بات يسير بعشوائية ودون أي ضوابط. الواقع يقول إن السبب الأول و الرئيسي في اشتعال بورصة اللاعبين في مصر يعود في المقام الأول للصراع الأزلي بين الأهلي و الزمالك لاستقطاب نجوم الأندية الأخري من ناحية أو الحفاظ علي نجومهم و الحيلولة بينهم وبين الالتحاق بالمنافس من ناحية أخري ،بالإضافة إلي انتشار وكلاء اللاعبين ودورهم الكبير في زيادة الأسعار ،ناهيك عن نُدرة المواهب الكروية المحلية و اتجاه النجوم الأفارقة إلي الاحتراف في القارة العجوز. البعض بات يتساءل هل الارتفاع الجنوني لأسعار اللاعبين والذي يصفه البعض و بحق أنه سُعار أمر طبيعي؟ وهل ما يقدمه هؤلاء اللاعبون يستحق المبالغ الخيالية التي يتقاضونها في ظل تواجدهم في مجتمع واحد جنباً إلي جنب مع شباب جامعي يتقاضي حسن الحظ منهم في الشهر مبلغا لا يستطيع ان يشتري به "حذاء" أحد هؤلاء النجوم!. وعلي خلاف الرأي السابق يري البعض أن أسعار اللاعبين في مصر مهما ارتفعت لا يمكن أن تُقارن أو حتي تقترب من أسعار النجوم في أوربا ويكفي القول أن دخل الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم البارسا بلغ 33 مليون يورو في العام الواحد ، فلماذا نستكثر علي شيكابالا أن يجدد عقده مع الزمالك لأربع سنوات مقابل مبلغ سبعة عشر مليون جنيه أو حتي أربعة وثلاثين في الوقت الذي نهاجمه وزملاءه إذا ما خسروا أمام نجوم يحصل الواحد منهم في الأسبوع الواحد علي مبلغ يعادل أو يزيد علي ما يحصل عليه أحد نجومنا في سنة كاملة!. وبعيداً عن مقارنة حالنا بحال (أوربا والدول المتقدمة) لماذا نقسو علي نجوم الكرة لهذه الدرجة وهم الذين جلبوا الفرحة و السعادة إلي قلوب الملايين من المصريين في السنوات الماضية؟ وكيف نقارنهم "بالمطحونين" من شبابنا و ننسي أن هناك نجوما آخرين أقل فائدة و نفعاً في مجتمعنا قيل أن احدهم سيتقاضي 80 مليون جنيه كأجر عن أحد الأعمال الدرامية في رمضان المقبل؟!