قبل عام 2000، كانت الكرة المصرية غير بعيدة عن الظروف الاقتصادية للشعب، صحيح أن مشاهيرها كانوا يتقاضون رواتب عالية، لكنها كانت فى حدود المعقول، وباستثناء صفقتى رضا عبدالعال وعلى ماهر، لم تكن الأرقام مستفزة، ولا الأسعار الجنونية.. وحدث التحول الكبير فى اقتصادات كرة القدم، وزاد هوس الأندية الثرية فى حصد اللاعبين من الأندية الصغيرة. وبحسابات الأرقام، فإن سوق اللاعبين فى مصر حالياً باتت حالة شاذة لا تتسق ودخول المصريين، فليس منطقياً أن تزيد أسعار السلع فى أقصى درجاتها بنسبة 400٪ خلال الثمانى سنوات الأخيرة، فيما زادت أسعار اللاعبين بنسب وصلت إلى 2000٪ خلال الفترة نفسها، ففى بداية الألفية الثالثة، كان متوسط سعر النجم الأكبر محلياً 200 ألف جنيه على الأكثر، أما الآن فإن بعض اللاعبين تخطت عقودهم السنوية 2.5 مليون جنيه. ولأحد المسؤولين البارزين مقولة شهيرة تعبر عن استيائه مما يحدث، إذ قال: «لو كنت عارف إن ده هيحصل.. كنت صورت كل لاعب فى أول يوم يدخل النادى عشان أفكره بحالته ومنظره قبل ما يتمنظر على النادى اللى عمله ويساومه ويفرض شروطه عليه». معظم نجوم الكرة المصرية الحاليين، كانت أسعارهم ملاليم، بل إن بعضهم تم شراؤه مقابل «ترنجات» و«كور» وأحذية لناديه الأصلى، وصارت أسعارهم اليوم بالملايين. «المصرى اليوم» تنقل على ألسنة شهود عيان حكايات عن الصغار الذين كبروا، والأسماك الصغيرة التى توحشت، واللاعبين الذين بدأوا من الصفر حتى صاروا ثروة. كشف أحمد مصطفى مدير قطاع الناشئين السابق بنادى الزمالك أنه اشترى الحارس نادر السيد من نادى دكرنس مقابل 5 آلاف جنيه فقط، قبل أن يتألق فى صفوف الفريق الأول ومنتخب مصر وينتقل للاحتراف الأوروبى فى بروج البلجيكى ومنه إلى نادى إكراتيتوس اليونانى بمبالغ مالية كبيرة. أضاف مصطفى: هناك أيضا من أبناء الجيل الحالى عبد الواحد السيد حارس المرمى والذى تعاقدت معه من نادى العريش مقابل مبلغ زهيد وجدد عقده حاليا مقابل 5 ملايين جنيه فى ثلاث سنوات. وقال : من أبرز الأمثلة على تفاوت عقود اللاعبين، وعدم القدرة على الاستفادة من الناشئين، هانى العجيزى مهاجم فريق الشباب الذى تعاقدنا معه من نادى فارسكور مقابل 80 ألف جنيه فقط قبل أن يتركه النادى يرحل دون مقابل لينضم إلى بلدية المحلة، ثم يسعى مسؤولو النادى للتعاقد معه مرة أخرى مقابل ثلاثة ملايين جنيه قبل أن يخطفه الأهلى مقابل مليونى جنيه. وأوضح على ابوجريشه نجم الاسماعيلى ومنتخب مصر السابق، أن قلعة الدراويش اكتظت بالعديد من اللاعبين والنجوم الذين بات لهم سعر خرافى فى بورصة اللاعبين المصريين رغم أنهم لم يكلفوا النادى سوى «ملاليم» عند شرائهم بل إن بعضهم لم يكلف النادى إلا بعض الكرات وأدوات التمرين والملابس لأنديتهم وقال انه يتحفظ على ذكر المبالغ المالية لتفادى جرح مشاعر اللاعبين الذين باتوا نجوما كباراً. وكشف عن انه تعاقد مع محمد عبد الله نجم الزمالك وأحمد فتحى لاعب الاهلى الحالى ومنتخب مصر والوافد من نادى بنها الرياضى احد فرق القسم الثالث بمحافظة القليوبيه وشريف عبد الفضيل من دمنهور وسيد معوض من الفيوم، والذى اشتراه الاهلى فى بدايه الموسم ب1.1 مليون دولار من طرابزون التركى وكذلك عمر جمال من بنى سويف ويوسف جمال من الالومنيوم. وتابع أبو جريشه أن قطاع الناشئين بالنادى أخرج العديد من اللاعبين والنجوم الذين وصلت اسعارهم الى عشرات الملايين رغم انهم لم يكلفوا النادى أى مليم، وفى مقدمتهم حسنى عبد ربه نجم منتخب مصر، الفائز بجائزة افضل لاعب فى أمم أفريقيا 2008، والذى انتقل الى اهلى دبى الاماراتى ب10 ملايين جنيه، إضافه إلى العديد من اللاعبين المميزين حاليا مثل احمد الجمل ومحمد حمص ومحمد صبحى وعبد الله السعيد وعبد الله الشحات الذين يطلب الاسماعيلى الملايين للاستغناء عنهم واتفق معه أسامة خليل نجم النادى الإسماعيلى السابق، وقال إنه حصل على توقيع أحمد حسن قائد المنتخب الوطنى الحالى ولاعب الأهلى عام 1995 من نادى مغاغة دون مقابل ولم يكن عمره وقتها يتجاوز ال 17 عاما ثم انضم للأهلى حاليا بمبلغ يزيد على 2 مليون جنيه فى الموسم الواحد. وأكد مصطفى رياض رئيس قطاع الناشئين بالترسانه ان محمد أبوتريكة نجم نجوم مصر حاليا لم يكلف النادى أى مبالغ ماليه عند ضمه للشواكيش. وقال ان أبوتريكه دخل نادى الترسانه منذ نعومه اظافره، وفى سن ال11، وكانت المرة الاولى التى يدخل فيها نادياً لممارسة كرة القدم وخضع للاختبارات مع البراعم وللوهلة الأولى بدت ملامح موهبته وأعطى مؤشرا عن ولادة نجم جديد فحظى باهتمام جميع المدربين. وقال إن أبوتريكه ظل يتدرج فى فرق الناشئين على مدار 9 سنوات متتالية دون أن يكون له عقد رسمى، وكان من حقه الرحيل لاى ناد آخر دون مقابل لكن أحدًا لم يهتم به إلى أن تم تصعيده للفريق الاول وحررت له الادارة عقدًا مع الفريق ينتهى بنهاية موسم 2004، وقبل رحيله عن قلعه الشواكيش فضل اللاعب ان يرد الجميل للنادى الذى ظل يخدمه على مدار 15 سنه، فبعد ان تلقى عرضا رسميا من النادى الاهلى عقد اجتماعا مع رئيس النادى حسن فريد وأقنعه بالرحيل فى يناير دون الانتظار الى نهايه الموسم لكى يستفيد النادى من وراء بيعه لان رحيله فى نهاية الموسم يعنى رحيله دون مقابل لانتهاء عقده، وبالفعل تم بيعه للاهلى مقابل 450 الف جنيه على حد قوله، الا ان المبلغ الحقيقى والرسمى للصفقه وفقا لرئيس النادى كان 750 الف جنيه، فى حين ان سعر اللاعب وصل حاليا الى ما يقرب من 2 مليون يورو وفق آخر عرض رسمى وصل الأهلى من نادى الهلال السعودى الا ان الصفقة لم تتم. و أكد إبراهيم محرم رئيس نادى بيلا ان حسام غالى لاعب توتنهام الانجليزى بدأ حياته مع الكرة ناشئاً فى بيلا، ثم اختير لمنتخب محافظة كفر الشيخ للناشئين تحت 16 سنة، وشارك رسميا فى إحدى مباريات كأس الرئيس أمام دمياط، وبالمصادفة حضر اللقاء الكابتن ميمى الشربينى، وكان فى ذلك الوقت مشرفا على قطاع الناشئين بالاهلى وأبدى إعجابه باللاعب، وكلف عدلى القيعى مدير النادى وقتها بضمه الى صفوف الاهلى وهو ما حدث بالفعل وتم بيع اللاعب من بيلا للاهلى بألف جنيه و5 كرات فقط وانضم غالى للناشئين بالأهلى ومنها تم تصعيده الى الفريق الأول. ورغم أن انتقال اللاعب من بيلا إلى الأهلى تكلف ألف جنيه، فإن اللاعب انتقل إلى نادى فينورد الهولندى بمليون ونصف المليون يورو، ووصل سعره فى بداية الموسم الماضى إلى 3 ملايين إسترلينى عندما تقدم نادى بورتسموث الانجليزى بطلب رسمى لضمه فى الموسم الماضى. وأكد حسين العشى رئيس نادى منتخب السويس انه اشترى خالد بيبو من النادى النوبى بالسويس مقابل طاقمين من الملابس الرياضية و10 كرات ثم باعه للاسماعيلى مقابل 330 ألف جنيه وهو مبلغ كبير فى ذلك الوقت ثم انتقل من الاسماعيلى إلى الاهلى دون مقابل. وكشف محمد عبد الحميد رئيس قطاع الناشئين بنادى المقاولون العرب أن ناديه اشترى علاء كمال لاعب الزمالك الحالى من نادى النيل بمبلغ زهيد جدًا لم يتعد 200 جنيه وبعض الهدايا خصوصا أنه كان ناشئا تحت 15 سنه، كما تم ضم محمود سمير دون مقابل من النادى الاهلى بعد استغناء الأخير عنه، وتدرج اللاعبان فى فرق الناشئين حتى تم تصعيدهما إلى الفريق الأول وحصلا على فرصتهما كاملة فى الموسم الماضى ثم انتقلا إلى الزمالك فى بداية الموسم الحالى فى صفقة تعدت ال7 ملايين جنيه، منها 5 لمحمود سمير الذى رحل عن الاهلى دون مقابل ومليونا جنيه لعلاء كمال. والحال نفسه ينطبق على عبد الستار صبرى لاعب طلائع الجيش حاليا والذى تم اكتشافه فى أحد اختبارات الناشئين وصعد للفريق الأول ثم تم بيعه إلى بنفيكا البرتغالى بما يقرب من نصف مليون جنيه مصرى فى ذلك الوقت. ولفت عبد الحميد أيضا إلى وجود العديد من اللاعبين الذين لم يكلفوا الجبل الأخضر أى مبالغ مالية عند ضمهم ثم حقق النادى أعلى استفادة مالية من وراء بيعهم للأهلى وكذلك الزمالك صاحب نصيب الأسد من صفقات المقاولون ومنها محمد صديق وسامح يوسف واحمد حسام وعلاء عبد الغنى، إضافة إلى رامى عادل ورامى سعيد واحمد نخلة. و فجر المهندس مختار شبكة رئيس نادى دمياط الأسبق مفاجأة من العيار الثقيل بكشفه أن عصام الحضرى حارس مرمى الأهلى السابق ومنتخب مصر الحالى والمحترف فى صفوف سيون السويسرى انتقل من فريق استاد دمياط إلى نادى دمياط الرياضى مقابل بعض أدوات التدريب. وقال إن الحضرى لم يشترط أى مقابل مادى واكتفى بشرط واحد فى عقده يلزم مجلس إدارة دمياط بالموافقة على انتقاله إلى أى ناد يطلبه بالدورى الممتاز دون أى شرط او الحصول على مقابل مادى من وراء بيعه، وهو ما استغله مسؤولو النادى الاهلى، وقاموا بضم اللاعب دون مقابل بسبب وجود هذه الثغرة فى عقده فى حين أنه يطالب حاليا بتعويض مالى يقارب المليون يورو، جراء انتقاله إلى سيون دون موافقة مجلس الإدارة، وكان الحضرى يحصل على مليون جنيه فى الموسم الواحد مع الاهلى قبل هروبه. فيما يتقاضى من سيون 800 ألف دولار.
