تصاعدت الاصوات المنادية بمنع المعونة الامريكية لمصر ، ودشن النشطاء حملة شعبية بأسم "امنع معونة" علي غرار حركة "تمرد" لجمع توقيعات شعبية لمنع هذه المعونة لمصر لاستقلال القرار السياسي والقضاء علي التبعية الامريكية . المعونة الأمريكية لمصر هي مبلغ ثابت سنويا تتلقاه مصر من الولاياتالمتحدةالأمريكية في أعقاب توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979، حيث أعلن الرئيس الأمريكي في ذلك الوقت جيمي كارتر، تقديم معونة اقتصادية وأخري عسكرية سنوية لكل من مصر وإسرائيل، تحولت منذ عام 1982 إلي منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل، و2.1 مليار دولار لمصر، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية تم تخفيضها الان لاقل من 400 مليون دولار ، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية. وطرحت "الاهالي" سؤالا علي خبراء الاقتصاد ومنسقي هذه الحملات ، هل تستطيع مصر الاستغناء عنها ؟ ..وما البديل؟.. فرقت الدكتورة سلوي العنتري – الخبيرة الاقتصادية ، بين المعونة الاقتصادية والمعونة العسكرية ، فالاقتصادية اقل من 400 مليون دولار وهي ضئيلة جدا ولا تأخذها مصر اموالا ولكن تاخذها سلعا من امريكا ، وغير مؤثرة علي الاطلاق . وقالت "سلوي" ما تلوح به امريكا لالغائه بالتأكيد هي المعونة العسكرية التي تبلغ مليارا و300 مليون دولار ، وايضا هذه لم يتقاضاها الجيش اموالا وانما يتسلمها اسلحة امريكية وقطع غيار ، وهم يتصورون انها لي ذراع . ولفتت الي ان تلك المعونة بدأت منذ عهد السادات حينما بدأ باستيراد الاسلحة من امريكا والاستغناء عن روسيا والي اليوم اصبح السلاح امريكيا .مضيفة انه من الواضح ان الحكومة تتحدث بقوة حول الاستغناء عن المعونة وهذا ما يوضح انها ترتكز علي دعم من روسيا ، كما توجد اقاويل عن تمويل السعودية لجلب الاسلحة من روسيا . السلاح الروسي واستطردت "د. سلوي" قائلة كما ان مصر لديها ثقة في السلاح الروسي ، فنحن انتصرنا في 73 بالسلاح الروسي ، اما الان فامريكا اصبحت مسيطرة علي العراق وليبيا وجنوب السودان ، وبالتالي روسيا سترحب جدا باستعادة العلاقات مع مصر لتوازن القوي. وتري انه في ظل هذه الملابسات انعقدت جلسة مغلقة للكونجرس بخصوص المعونة الامريكية ،خرجوا منها بعدم منع المعونة ليس حبا في مصر ،وانما هم مدركون اهمية مصر في المنطقة وانها تخشي من منعها ، ومدركةانه في غير صالحها . واكدت ان الكرة الان في ملعب الحكومة المصرية ، خاصة ان الفرصة سانحة لإعادة العلاقات الروسية الي مجدها. امنع معونة ومن جانبه اعلن محمد شرف ، منسق حملة امنع معونة : وهي حملة شعبية تجمع توقيعات لرفض المعونة الامريكية ، عن جمع نحو نصف مليون توقيع ، كما انضمت لها مؤخرا القوي السياسية والحزبية علي رأسهم حركة تمرد ، والتيار الشعبي ، وعدد من الاحزاب . استقلال الوطن اولا واكد "شرف" ان مصر تستطيع الاستغناء اقتصاديا عن هذه المعونة ، وحتي المعونة العسكرية هي ضارة بمصر اكثر منها نفعا بل قطعها ايجابي، خاصة ان اهم عيوبها اننا سنظل متخلفين عن اسرائيل في الاسلحة ، كما تكشف هذه المعونة العسكرية معلومات عن الجيش امام امريكا ، والغاؤها لا يساوي شيئا امام استقلال الوطن من التبعية الامريكية، والتدخل في شئوننا. مشيرا الي ضرورة الاتجاه نحو القوي البديلة مثل روسيا والصين وغيرهم فهم لا يسعون للتبعية مثلما تفعل امريكا مقابلا المعونة ،لافتا الي وجود حملة مماثلة في اوربا الشرقية وفي اوكرانيا لمنع المعونة الامريكية ايضا. اما الدكتور أحمد السيد النجار، رئيس وحدة الدراسات الاقتصادية بمركز الأهرام الاستراتيجي، فقال "أتمني أن توقف أمريكا معوناتها المسمومة بعد أن أوقفت المناورات المشتركة التي كنا وما زلنا نعتبرها خطأً وعارًا، وأنها تتم مع دولة وقفت بكل قوتها ضد مصر في كل الحروب التي شنتها إسرائيل علي مصر". واضاف النجار: "لو فعلها أوباما سنشكره من كل قلوبنا وإن إزالة تلك المعونات المسمومة والتافهة، بالمقارنة بالناتج المحلي الإجمالي المصري هي بداية استعادة استقلال مصر الوطني المهدر من أربعة عقود".