بقلم : يحيي السيد النجار تأملت حوار الأخ العياط.. علي صفحات الأهرام الجمعة 7/6/2013.. وعلي أربع صفحات 4:7.. وقيل إنه بمناسبة مرور عام علي توليه المسئولية.. وتأملت مقدمة الحوار للأستاذ عبدالناصر سلامة بكلمات منها: «بالفعل.. ودون مبالغة.. وجدت نفسي أمام رجال من أهل مصر الحقيقيين.. ينفعل لآلام أبنائها.. يتفاعل مع قضاياهم.. يحمل همومهم بصدق: لا لف ولا دوران في الإجابة علي الأسئلة.. لا تجميل.. ولا تزويق للغة الخطاب» ومع تصحر التاريخ المصري.. بالأرض.. الإنسان.. الحرية.. المستقبل.. أكتب بنقاط: (1) الأهرام: بنهاية هذا الشهر يكون عام كامل قد مر علي توليكم المسئولية.. هل ترون أنكم حققتم الهدف الذي كنتم تنشدونه؟؟ الأخ العياط: الأمل دائما موجود في أن الله وفق هذه الثورة.. ونسأل الله أن نكتمل لتحقيق أهداف أبناء مصر.. وانظر لشكل العطاءات الوهمية للأخ العياط بمسمي الإنجازات ما بين يوليو 2012 حتي مارس 2013.. أجد المحصلة صفر.. لأن التساؤل هل تطورت أساليب السياسات في أرض الواقع لحل المشاكل الجماهيرية؟؟ هل حكومة قنديل تجيد فنون الإدارة؟؟ ولننظر لوزير الثقافة الجديد كمثال نحن أنفسنا أمام لحظات التبدلات الكبري.. ونمو الصراع بين الثابت والمتغير.. والبعد الثقافي ليس هدفه كسب المال كما يتوهم الوزير.. إنما هدفه كسب تثقيف وتنوير العقول.. ولو نظرنا للمسار الديمقراطي داخل المجتمع مع حكم العياط نجده متعثرا.. برغم أننا في أمس الحاجة إلي مفهوم المجتمع السياسي الديمقراطي.. بل هل نهض تليفزيون الأخ صلاح عبدالمقصود؟؟ هل نهضت الصحف القومية؟؟ أو تحققت نهضة صحية في مستشفيات مصر؟؟ (2) الأهرام: الرأي العام يري أن برنامج المائة يوم لم يتم تنفيذه علي الرغم من مرور عام.. ماذا تقولون؟؟ الأخ العياط: عندما نعرض برنامجا في عملية انتخابية يكون العرض بحجم المشكلات الموجودة.. أنا قلت إن حجم الفساد لم يكن متصورا.. وتجذر حالة الإفساد مفهوم.. بقايا النظام السابق.. وتراكم المشكلات بالقدر الكبير.. وانظر لمفهوم المائة يوم.. بما حدث في محافظة دمياط كمثال: ونحن نتعايش مع غيبوبة جماعية من القطاع التنفيذي.. ومع قضايا المرور والنظافة اختلط الحابل بالنابل.. والنظافة الدمياطية أصبحت مشكلة بلا هدف مستقبلي لتصحيح أوضاعها.. ولو نظرنا لمسمي منظومة الخبز.. نجد ارتفاع حدة طوابير المواطنين للحصول علي الخبز.. وأري أن قرار وزير التموين رقم (49) لعام 2012 الصادر في سبتمبر بمسمي المنظومة لم يحقق أهدافه. (3) الأهرام: متي يعود الأمن للمواطن؟؟ ألا تري أن الغياب الأمني قد طال أكثر من المتوقع؟؟ الأخ العياط: لا شك أن هناك تحسنا في الحالة الأمنية.. جزء من الثورة المضادة والنظام السابق يحاول أن يظهر أن هناك مشكلة أمنية.. ورد الأخ العياط يذكرني بإحدي قصص جورج لويس بورجيس الخيالية.. في إحدي الممالك البعيدة كان هناك ملك عجيب طاغية.. متشبث بحكمه.. منغلق علي نفسه داخل أسوار قصره الفخم.. لم يكن يري أن العالم من حوله يتغير.. رويدا رويدا وبشكل غير محسوس إلي أن أتي يوم القرار الحاسم عندما اكتشف لدهشته أن أحدا ما عاد يلتفت إلي أوامره.. ذلك أن السلطة انتقلت إلي غيره وأن الملك العظيم لم يعد سيدا للعالم.. ليت الأخ يلتقط ما بين سطوري.. لأننا في زمن التصحر، فهل الأمن تحقق مع الأخ العياط؟؟ هل له معالم مميزة؟؟ هل يستطيع الأخ العياط التحرك بدون تلك الحراسة المتشددة؟؟ أليس زمنه يشهد التخلف والتمزق والتراجع.. هل المطلوب منا أن نرضخ للواقع؟؟ ونرضي به؟؟ ونتعايش معه؟؟ (4) الأهرام: ماذا عن الوضع الميداني في سيناء الآن؟؟ وما استراتيجية التعامل معها في المستقبل؟؟ الأخ العياط: استراتيجية التعامل مع سيناء.. تنطلق من محورين: الأول تنموي والآخر أمني.. فمن حق أبناء سيناء أن تكون حياتهم آمنة.. وأن يتبوأ ابناؤهم مواقع متميزة؟؟ والتساؤل: كيف ومتي؟؟ هل لأرض الواقع نموذج أو مثال.. ومصر مع حكم الإخوان تتجرع علقم الحياة.. بسوء الأوضاع المجتمعية.. فهل الحكم حقيقة يفكر جيدا في أمور مصيرية؟؟ أم يتحرك بالأوهام.. والدولة المصرية أمام المحطات والتحديات.. محطات التنمية.. وتحديات الدفاع والتطور وتحقيق الأمن كلمات الأخ العياط ما هي إلا أمور هلامية يتلفظ بها دائما الحكم السلطوي.. والحكم السلطوي ليس له مؤسسات تحقق التطور المجتمعي.. وتتطور به بالعدل.. والحق.. والحرية.. والسيادة.. والمعرفة.. والأمن.. والسلام.. والتطور. بين هذا وذاك ومن خلال حديث علي ثلاث صفحات.. وجدت أن سياسات الحكم عاجزة.. وليس له مقومات حياة.. واسأل الأخ العياط بنقاط: (1) أين أساليب العيش الكريم؟؟ وكيف نستطيع الوصول إلي تحقيق ذلك؟؟ (2) هل نظامك له مشروع ثقافي حضاري.. واقتصادي.. وديمقراطي؟؟ (3) متي تعيد النظر في اختيار أهل الكفاءة.. وليس أهل الثقة؟؟ (4) من المسئول عن سوء أوضاعنا المجتمعية بصورة لم يسبق لها مثيل في عهدك؟؟ (5) متي نقضي علي كذب أهل عشيرتك.. والكذب في أقوالهم وأفعالهم؟؟ (6) من يتآمر علي شباب الثورة؟؟ بين هذا وذاك مع حكم العياط أصبحنا نفتقد مصر الحاضر والتاريخ.. لأن الحكم ما هو إلا: تصريحات.. بيانات.. خطابات.. بكلمات تشبه الصرخة في القبر.. لا أحد يسمعها.. لأن القبر مغلقا.. وهذا بالضبط تصحّر التاريخ المصري في زمن العياط.. أنه حكم يفتقد زمن اليقظة.. وجعل التاريخ المصري مليئا بالغبار والرمال.. حتي أصبحنا في حاجة لتغيير نظام رئاسي.. بصور الاحتجاج متعدد الأوجه وبتنوع ما بين العصيان والتمرد.. أو الانقلاب والثورة.. مصر لم تهزم في زمن الإخوان.. لأن مصر تمتلك طاقة شبابية.. والواجب ينادينا بإسقاط حكم الإخوان.. ونرفض الاستسلام والانطفاء.. ومصر في عصر ثورة الشباب.