الأبرياء يدفعون الثمن والبلطجة تزداد عنفاً؟! لا أحد ينكر أن أحداث الشغب المروعة التي حدثت عقب مباراة كرة اليد بين فريقي الأهلي والزمالك الأسبوع الماضي لم تكن وليدة المصادفة.. ومجرد أن بعض المشاهدين ممن لم يحملوا بطاقات دخول المباراة حرموا من مشاهدة اللقاء. ولسنا هنا بصدد إلقاء التهم علي أحد.. أو التماس العذر لأحد.. فهذه القضية باتت تخص السلطات القضائية التي تولت التحقيق مع الأشخاص الذين تم القبض عليهم من قبل أجهزة الأمن، وكان من بينهم كالعادة من هم في «سن الأحداث» الذين أفرج عنهم قاضي المعارضات بمحكمة الطفل حرصا علي مستقبلهم ورأفة بأهاليهم، وتم إخلاء سبيلهم من سراي المحكمة بضمان محال إقامتهم.. ومن المنتظر تحديد جلسة لمحاكمتهم خلال الأيام القليلة القادمة وكذلك محاكمة الذين تم التحفظ عليهم وتجديد فترة حبسهم. الشواهد عديدة ومختلفة تشير إلي أن النية كانت مبيتة للقيام بهذا العمل الإجرامي، وأن وجود هذا الكم من الأسلحة «البيضاء المحرمة» بجميع أشكالها وأنواعها في حوزة هؤلاء البلطجية وكذلك هذا الكم من الشماريخ والصواريخ والمواد الحارقة التي استخدمت في الهجوم علي النادي الأهلي وكسر الباب الحديدي الضخم الملاصق للصالة المغطاة التي أقيم فيها اللقاء.. واقتحام حمام السباحة وترويع الأعضاء المسالمين وأسرهم الموجودين في ذلك الوقت، وامتداد حالة الفوضي والهرج والاعتداء علي سيارات الناس الموجودة في الموقف المخصص التابع لمحافظة القاهرة وكذلك السيارات الموجودة أمام النادي في الجهة المطلة علي النيل.. لدليل قاطع علي أن مرتكبي هذا الهجوم الشرس من البلطجية المتمرسين الذين طال عملهم الإجرامي هؤلاء الناس الآمنين في أماكن عملهم وهشمت واجهات سياراتهم في الأماكن التي تعودوا علي تركها فيها؟! الأمر إذن لم يعد يحتمل الدخول في متاهة تلك التفسيرات التي يسعي أصحابها إلي ربط هذا الاعتداء اللاإنساني علي الناس المسالمين بما يعاني منه الشباب الذين لا عمل لهم.. وهو بكل تأكيد جانب لا يمكن تجاهله وإن كان قد يبعدنا عن الأسباب الحقيقية المعروفة لدي مختلف الجهات، وعلي علم أن هناك أحداثا عديدة مشابهة وقعت من قبل وإن لم تكن بهذه الحدة وهذا البطش الذي طال كل من كان في طريق البلطجية المعتدين، ولابد من الاعتراف بأن هذه الأحداث لا يمكن فصلها بأي حال من الأحوال عن دور الإعلام غير الواعي وما تقدمه الفضائيات ويعمق ظاهرة التعصب التي فرضت هذا الواقع المرير الذي ينذر بخطورة ما هو قادم.. إذا لم ينل كل من يثبت إدانة عقابه الرادع الذي يستحقه.