تلعب الاعلاف دوراً مهمة وأساسياً في تغذية الحيوان سواء كانت اعلافاً مركزة وتشمل الحبوب مثل: القمح، الشعير والشوفان والذرة والبقوليات ومخلفات مصانع الزيوت النباتية مثل كسبة الفطن بنوعيها المقشورة وغير المقشورة، وكسبة عباد الشمس ومخلفات المطاحن النخالة، أو الاعلاف الخضراء كالبرسيم والدريس وغيرها من مختلف أنواع الاتبان، وتعتبر الاعلاف جزءا لا يتجزأ من عناصر تغذية الثروة الحيوانية، حيث إن التغذية السليمة للحيوان مهما كان مقدار الوقاية من الامراض والاوبئة لن يستطيع اعطاء إنتاج جيد من اللحم أو الألبان، والاعتماد علي نوعية الأعلاف مهم سواء الخضراء أو المركزة فكلاهما له فائدته.لكن دائما تأتي أزمة الاعلاف المركزة نتيجة زيادة اسعارها واستيرادنا لكثير منها مقابلة بالاعلاف الخضراء التي تتوفر بشكل أكبر في الشتاء ولو انها ايضا تأتي علي حساب تغذية الانسان لزراعتها مكان زراعة محصول القمح. سجلت أسعار الأعلاف خلال الثلاثة أشهر الماضية ارتفاعا كبيرا بشكل ملحوظ في الاسواق المصرية بنسبة تزيد علي 30% لقلة المعروض منها وزيادة الاقبال عليها نتيجة قرب فترة التسمين من جهة استعدادا لعيد الاضحي ومن ناحية اخري لارتفاع اسعار استيرادها من الخارج حيث يذكر تعرض الاعلاف في الدول المنتجة لها بالاضافة إلي تحريك أسعار الحبوب في البورصة العالمية، وفي جميع الحالات أدت هذه العوامل لارتفاع اسعارها حيث وصل طن فول الصويا إلي 3000 جنيه بزيادة 750 جنيها علي السعر العادي بعد ان كان 2250 جنيها ووصل سعر طن بذرة القطن إلي 3500 جنيه، وطن الذرة الصفراء الي 1250 جنيها بزيادة 400 جنيه في الطن. بينما تجاوز طن الردة ال 1250 جنيها وبعض الانواع تصل إلي 1500 جنيه ووصل سعر طن الكسب إلي 1450 جنيها وجميعها زيادات كبيرة تتراوح مابين 500 إلي 800 جنيه في الطن الواحد هذا أدي إلي قلة المعروض في السوق ليصل إلي 50% فقط مما يخلق معه توقعات خلال الايام القادمة بزيادة اسعاراللحوم الحمراء والبيضاء علي حد سواء. ويؤكد محمود صبيح تاجر أعلاف أن اسباب الزيادة الحقيقية خلال هذه الفترة في الاعلاف هو المستورد نفسه وهو كتاجر لا عليه سوي البيع والشراء بسعر يؤدي لربحية ولو بسيطة ويذكر أن هذه الزيادة جاءت في وقت حمل توقعات بانخفاض اسعار الأرز والقمح، واضاف صبيح ان زيادة الاقبال خلال هذه الفترة علي الاعلاف نتيجة المواسم القادمة خاصة عيد الاضحي وموسم تسمين الخراف والماشية استعدادا له. وعلي الجانب الآخر لجأ كثير من الفلاحين في تسمين الماشية إلي استخدام الأعلاف الخضراء بجانب القليل من الاعلاف المركزة.. فتقول ام سليم فلاحة بمنطقة البراجيل: انها تعتمد في تغذية الماشية علي الذرة البيضاء التي تزرعها في أرضها بجانب «الجراوة» وتشتري «شوال» من الردة 40 كيلو جرام ب 50 جنيها حتي تغذي الماشية، يذكر ان سعر الذرة البيضاء ايضا ارتفع ليصل الطن منها الي 1250 جنيها بزيادة 350 جنيها علي السعر العادي. الاعلاف الخضراء ويؤدي عدم توفر الاعلاف المركزة المرتفعة الاسعار إلي تشجيع المزارعين علي التخلص من العجول القديمة وهي في أعمار صغيرة لا تتعدي الاربعين يوما ليكون وزنها في ذلك الوقت يتراوح بين 60 - 80 كيلو جرام وهو ما نطلق عليه اللحم البتلو أما الاعلاف الخضراء يحدثنا عنها د / سامي رضا. ويؤكد د. سامي أن محصول البرسيم لا مشكلة في توفيره حيث يتواجد في فصل الشتاء بشكل جيد ويؤخذ منه خمس حشات وتزرع مصر مساحة يصل إلي 3.2 مليون فدان برسيم بالاضافة إلي 000.30 فدان برسيم فجل يؤخذ منه حشة واحدة وبالتالي تصل نسبة المزروع منه الي 600.2 مليون فدان وهي مساحة كبيرة تكفي في فصل الشتاء والمشكلة دائما تكون في فصل الصيف، ويضيف أن انتاجية الاعلاف الخضراء الاخري حدث بها تطور كبير خلال الاعوام الماضية فمركز بحوث الدراسات الحقلية قام بإنتاج اصناف جديدة من المحاصيل المختلفة ذات الانتاجية العالية والمقاومة للامراض والحشرات والجفاف والحرارة فالبرسيم المصري عام 1980 كان ينتج الفدان 25 طنا. أما اليوم فمتوسط انتاجه يصل الي 37 طنا لدي المزارع البسيط بجانب توفير اصناف جديدة منه مثل «الحجاوي» بينما طالب د / طارق كامل رئيس المكتب الفني ورئيس قسم البحوث العلف بترشيد استهلاك البرسيم كغذاء للحيوان لأن الاعتماد الكلي عليه يؤدي لاضطرابات في المعدة ولهذا يري د / كامل ان مشكلة العلف في مصر تكون في فصل «الصيف» لأن المساحة المزروعة من الاعلاف الخضراء تكون قليلة مقارنة بمساحة الارز والذرة والاعلاف المركزة يزيد سعرها لاستيرادها من الخارج بسعر عال، والحيوانات تحتاج للاعلاف المركزة لما تعطيه من طاقة مركزة وخاصة «الذرة - الردة) هذا مع اختلاف العليقة اللازمة للعجل الذي يذبح عن العليقة اللازمة للعجل الذي ينتج اللبن بينما تحتاج الحيوانات الصغيرة الي عليقة تحافظ علي النمو. بينما يمكن تجفيف البرسيم لينتج «دريس» او «سيلاج» وتم تجربته وانتج درجة استساغة للحيوان. ويؤكد د. طارق كامل أن الاعلاف الخضراء لا يمكن الاعتماد عليها بشكل كلي حيث يحتاج الحيوان إلي جزء كبير من المكونات الغذائية من الاعلاف المركزة التي يعتمد عليها كبار المربين عن الفلاح العادي، ويقترح المركز من خلال دراسات خاصة به ان يزرع الفلاح محصول برسيم الفحل خلال الفترة الانتقالية بين زراعة القمح وما بعده والذي يوفر للفلاح 40 يوم غذاء للحيوان علي الجانب الآخر هناك محاولات للاستفادة من قش الأرز ونحن علي مشارف جمعه بدلا من حرقه واستخدامه كعلف.