مفيش عزومات.. واللحمة مرة واحدة في الأسبوع تكفي.. والبعض يبحث عن موائد الرحمن رمضان جانا وفرحنا به بعد غيابه وبقاله زمان، غنوا وقالوا شهر بطولة أهلاً رمضان»، «كل سنة وأنتوا طيبين» قرب هذا الشهر ليتزامن مع هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار التي شملت كل شيء من لحوم وفاكهة وحتي الياميش. احتياجات كثيرة كانت سبباً لسهر الأسر المصرية ليالي طوال، قبل قدوم رمضان تفكر في كيفية تدبير التزامات الأسرة التي تمثل عبئا ثقيلا فحاولنا الاقتراب منهم ومشاركتهم التفكير فيما يخص تدابير واستعدادات هذا الشهر. يقول «اسماعيل عبدالله» «مدرس» أفكر في هذا الشهر قبله بفترة طويلة ولكن تأتي من عند الله ويكون خلال شهر أغسطس حيث الحصول علي المكافأة السنوية للامتحانات والتي احتفظ بها كاملة حتي «أرتب حالي» بها وبدعي ربنا انها تكفي ولا أضطر للسلف حتي أكمل الشهر. عبء العزومات وإن كان «عمرو خليل» صاحب محل حلويات والذي رغم انه يعمل بشكل مكثف في رمضان فهو يضطر للسلف من اخواته إذا لزم الامر حتي يكمل هذا الشهر ويرجع ذلك إلي كثرة العزومات التي يضطر اليها فلا يمكن أن يقوم فرد بعزومته لا يرد له العزومة هو وأسرته كاملة الشيء الذي يمثل عبئا عليه طول الشهر. بلاش لحمة!! وقد اتخذ «علي خليل» بالمعاش قرارا وهو عدم شراء اللحمة خلال هذا الشهر كلما أمكن وسيحاول الاعتماد هو وأسرته علي الخضراوات فقط. فرغم أهمية وفائدة اللحوم فإن الارتفاع المستمر في أسعارها تضطره لعدم شرائها نهائيا فكيف يشتري لحمة بهذا السعر بشكل يكفي أسرة مكونة من تسعة افراد؟!! وفي السياق نفسه تقول أم هدي ربة منزل، إن هناك الكثير من الاحتياجات التي يمكن الاستغناء عنها أوشراؤها بكميات قليلة فمثلا ليس من المهم شراء ياميش رمضان بالكامل يمكن البلح بس، بالاضافة إلي شراء اللحمة مرة كل اسبوع فقط وقضاء باقي الاسبوع بوجبات أخري. جمعية وتقوم «كريمة أحمد» بائعة في السوق بشراء التزامات رمضان بعد مرور اسبوع من هذا الشهر حتي تكون الاسعار أقل بعض الشيء خاصة انها في السوق علي علم بذلك وتقوم بعمل جمعية بينها وبين سيدات أخريات سواء في السوق أو المنزل وتحصل عليها قبل رمضان حتي تستطيع ان تصرف منها علي البيت طوال هذا الشهر خاصة أن زوجها متوفي، وتعول اسرتها منذ ثلاث سنوات. أسرة «مني عبدالمجيد» والتي تعول ثلاثة من الابناء وتحمد الله علي الزيادة السنوية في الرواتب والمعاشات رغم انها بسيطة، ولكن.. نواية تسند الزير علي حد تعبيرها وترفض «مني» أي عزومة لدي أي فرد من افراد عائلتها حتي لا تضطر لردها وهي لا تستطيع تحمل نفقات هذه العزومات فتمشي الشهر بأبسط التكاليف هي وأبناؤها فقط. موائد الرحمن رمضان مش بس شهر العزومات ولكن كمان «موائد الرحمن» التي تساهم في حل أزمة تدابير هذا الشهر.. لا تتعجب فهناك من يلجأون إلي هذا السبيل فيقول «عبدالرحمن أحمد» علي المعاش «أذهب أنا وزوجتي» إلي أقرب مائدة من موائد الرحمن من منزلي وأفطر اليها كل يوم فأنا احصل علي معاش 200 جنيه ادفع منها 120 جنيها ايجارا للمنزل الذي يأويني انا وزوجتي «والحمد لله علي كل شيء»!!! ولكن الحياة ليست مأساوية علي طول الخط فهناك من لديهم القدرة المادية لتدبير التزاماتهم خلال رمضان فنجد «هبة محمود» مهندسة راتبها 2000 جنيه في الشهر لم يمثل رمضان عبئا ولو ذهنيا عليها وتقوم بتبادل العزومات مع اقاربها واصدقائها في العمل طوال الشهر وهو نفس الحال مع «علاء وحيد» تاجر خردة يرتب لهذا الشهر بحرص حيث يقوم بوضع «مائدة رحمن» علي نفقته الخاصة امام منزله طوال رمضان وتقريبا لم يفطر يوما واحدا مع أسرته حيث يخدم علي المائدة يوميا!! وهناك إفطار خمس نجوم تعيشه طبقة أخري لايمكننا تجاهلها فيقول «ايهاب الخطيب»مرشد سياحي انه يصاحب أفواج السياح خلال هذا الشهر في فنادق خمس نجوم بعد قضاء النهار بين الاماكن السياحية واحيانا يطلبون منه الافطار في الحسين وخان الخليلي ولكنه لا يشعر بعبء هذا الشهر فهو غير متزوج ويقضيه هكذا!!