«آخر عمود كتبه في «الأهالي»8 فبراير 2012» أمس 12 فبراير مر عام علي رحيل الكاتب الساخر جلال عامر بعد أن أصيب بأزمة قلبية وهو في قمة عطائه وتوهجه.. هذه لحظة وفاء لكاتب ومناضل وإنسان سيبقي خالدا أبد الدهر.الفعل ورد الفعل لكل فعل رد فعل ونحن نحاسب “رد الفعل” ولا نحاسب “الفعل” بسبب وجود أخوات “كان” المنتشرون في كل مكان فالشباب احتل “الميدان” عندما اختل “الميزان”، وعندما حدثت المذبحة بكيت بدون قنابل مسيلة للدموع لذلك اسمحوا لي أن اعيد هذه الكلمات المهمة لعلنا نتعظ.. من هو الظالم الذي حول مدينة حاربت ثلاث دول من أجل الوطن الي مدينة تحارب من أجل ثلاث نقاط.. من الذي شوه المجتمع وغيب الوعي وضيع العقول وأفهمنا أن الديكتاتورية هي أن نسرق البنوك في السر والديمقراطية هي أن نسرق البنوك في العلن، وأن الديكتاتورية تبيع مؤسسات الدولة لكن الديمقراطية تحرقها.. واذا كان المواطن العادي يعيش علي الأوكسجين فان الدول المتخلفة تعيش علي قنابل الدخان، وتستمر الفوضي حتي لا يطير الدخان والمستخبي يبان.. لذلك نبحث عن المؤامرة الصغري في الشوارع والملاعب وننسي المؤامرة الكبري علي الوطن.. من الذي يعيق تطوير العلم والتعليم والاعلام؟ من الذي يزرع الكراهية في المجتمع؟ من الذي خلط الاقتصاد بالسياسة ليبيع القطاع العام ويحصل علي “مكاسب”؟ ومن الذي خلط الدين بالسياسة ليشتري الرأي العام ويحصل علي “مناصب”؟ ولماذا خلطوا الرياضة بالسياسة لتحدث “المصائب”؟ فعرفنا القتل النوعي علي الهوية الاقتصادية (الفقراء)، وعلي الهوية الدينية (الأقباط)، وعلي الهوية الرياضية (الأهلاوية).. من الذي جعل علاقاتنا الخارجية عن طريق الجماعات والجمعيات وليس عن طريق السفارات؟ ولماذا تحمي الشرطة الحدود بسبب الاتفاقية وينظم الجيش المرور بسبب الثورة؟ وهل بعد التلاعب في الأنظمة سيتم التلاعب في هذه الحدود؟ والشعب استدعي السيد المشير للتصرف وفوجئنا بعد عام بالسيد المشير يستدعي الشعب للتصرف! فاذا كان الشعب يستدعي المشير والمشير يستدعي الشعب، فان ما يحدث ليس ولادة فارس أو زعيم لكنه مخاض مستبد وطني أو محتل أجنبي.. في هذة الأيام اذا أردت أن تبرئ متهماً شكل له محكمة واذا أردت أن تخفي الحقيقة شكل لها لجنة واذا أردت أن تضيع شعباً اشغله بغياب الأنبوبة وغياب البنزين، ثم غيب عقله واخلط السياسة بالاقتصاد بالدين بالرياضة بحلم ميدان التحرير وفيلم شارع الهرم ومبارايات كرة القدم ليتحول الوطن الي رغيف “حواوشي”.. وعلي مائدة الطعام يشبع الجميع لكن علي مائدة القمار يخسر الجميع.