لا شك أن بطولة كأس العالم لكرة القدم رقم 19 المقامة في جنوب أفريقيا والتي أوشكت فاعلياتها علي الانتهاء أفرزت العديد من الإيجابيات والسلبيات من خلال المستويات الفنية لجميع الفرق التي شاركت في هذا المحفل الكروي العالمي الذي نستمتع به كل أربعة أعوام ليس بأداء النجوم البارزين في كل منتخب المصنفين عالميا بل هناك آخرون برزوا وظهروا بشكل لفت أنظار خبراء اللعبة وتوقعوا لهم مستقبلاً باهرا كما شاهدنا الأساليب التدريبية المختلفة فشاهدنا التقنيات الحديثة من خلال التصوير والإخراج والبث بشكل أعم بأفضل أنواعه الفنية.. فإذا تطرقنا في هذا العدد المونديالي الخاص لشكلين في العروض المقدمة في كأس العالم نري أن النجوم العالميين البارزين وكذلك المديرين الفنيين أصحاب القامات الرفيعة تواروا إلي الخلف بمسافات بعيدة وخذلوا عشاقهم بعنف شديد مما أصابهم بالزهق.. وفي النجوم الذين لم يذهبوا للمونديال وكانوا أشباحاً أوهياكل نجم المنتخب البرتغالي صاحب الألقاب والإنجازات المتعددة كريستيانو رونالدو ظهر في أسوأ حالاته الفنية وكان عبئا ثقيلا علي برازيل أوروبا وكذلك الفتي المدلل أو الذهبي كما يلقبونه نجم المان يونايتد وصاحب أعلي رصيد تهديفي في تصفيات المونديال الإنجليزي واينروني فلم يكن له أي وجود يذكر لا تهديفيا ولا أداء فنيا ولا بدنيا وساهم بشكل قاطع في إقصاد أحلام بلاده في مونديال القارة السمراء بهزيمة مذهلة في الماكينات الألمانية برباعية في الأهداف التي تدرس في عالم كرة القدم.. وكذلك مواطناه لامبارد وجيرارد.. ولا نغفل الصورة السيئة الذي ظهر عليها نجوم المنتخب الفرنسي وصيف البطولة الماضية وأبطال العالم 1998 أنيلكا وريبيري ونصل لحامل اللقب الأزوري فخرج علي أيدي الوافد الجديد للمونديال المنتخب السلوفاكي.. أما الشكل الآخر من العرض المونديالي في القارة السمراء بجنوب أفريقيا كان من نصيب القيادة الفنية لهذه المنتخبات الذين من المفترض أنهم يملكون من الحنكة والخبرة القدر الكافي لتغيير مسار الفرق بالأساليب التكتيكية المختلفة.. لكنهم رسبوا ونالوا أقل الدرجات وخرجوا مأسوفين وظهروا عاجزين عن تغيير وتصحيح المسار.. فجاءت النتيجة «صفر» في كل شيء. ونبدأ بالمدير الفني الفرنسي ريمون دومينيك فشل في الاختيارات والتشكيل المناسب للبطولة وأسلوبه التكتيكي العقيم فبات الفريق مفككا فنيا وبدنيا وخرج بشكل مهين من الدور الأول وكذلك الإيطالي صاحب اللقب المونديالي ليبي التي لم تشفع له خبرته التدريبية وخرج علي أيدي حديثي العهد المنتخب السلوفاكي بشكل دراماتيكي.. ونفس الحدوتة للدانماركي بطل أوروبا 1992 مارتن أولسن خرج من الدور الأول.. والقائمة تطول فالرسوب جماعي بول لوجوين الفرنسي قائد الأسود الكاميرونية والسويدي لاجربال مدرب النسور النيجيرية وقائد محاربي الصحراء رابح سعدان الجزائري والإيطالي المخضرم فابيو كابيللو ظهر قزماً في كأس العالم وتدني مستواه الفكري وأخيرا الألماني كبير المدربين في المونديال سنا وليس أداء أو توريهاجل قائد اليونان وخافيير أجيري مدرب الأزيتك المنتخب المكسيكي.. فالاستقالات طالت أغلبهم.. إلا أن هناك من خرجوا بعد أن قدموا أفضل ما لديهم في ظل العناصر المتواجدة في منتخبات بلادهم وودعوا المونديال بعد كفاح وصراع مرير من أجل البقاء ضمن الكبار فلا نغفل المنتخب الكوري بقيادة هوه جونج والياباني الذي خرج بضربات الحظ الترجيحية تاكيشي أوكادا والأرجنتيني قائد الكتيبة الشيلية بيلسا.. لكن لابد أن نكون واقعيين في حكمنا علي الأحداث والمجريات فإخفاقات النجوم تكاد تكون منطقية لأسباب متعددة، الإجهاد والإرهاق الذي أصابهم وظهروا بالمظهر المخيب لآمال عشاقهم في طول الموسم وخاصة أنهم يشاركون في صفوف كبري الأندية العالمية التي تنافس في جميع المسابقات وتصل فيها إلي الأدوار النهائية.. فلابد من نظرة ثاقبة من قبل دولة الفيفا قبل المونديال القادم في بلاد السامبا «البرازيل» ولديها متسع من الوقت بشأن إعادة النظر في التوقيتات المناسبة حتي نري كأس العالم أفضل مما شاهدنا في مونديال القارة السمراء.