تتجه الانظار وتجتهد الافكار صوب اقصي جنوب القارة الافريقية وبالتحديد فيما سيحدث ابتداء من يوم الغد في كأس العالم رقم 91 ذلك المحفل الرياضي الاعرق والاقوي والذي يتابعه مئات الملايين من جميع انحاء المعمورة كل اربع سنوات.. البعض يمني نفسه بمتابعة مشاهد جمالية فنية رائعة وتناول وجبة تنافسية ورياضية دسمة.. والبعض الآخر يطلق لخياله العنان لتوقع النتائج والتنبؤ بالوقائع والتفكير فيما سيقع ويحدث خلال المواجهات الشرسة والمجموعات سواء المتكافئة او غير المتكافئة. ولعل السؤل الذي يطرح نفسه بقوة قبل ساعات من انطلاق المنافسات.. هل النجوم الشهيرة والمواهب الاصيلة التي طالما أثرت الملاعب العالمية مع فرق انديتها وقادتها وشاركتها في مشاويرها التنافسية في البطولات الدولية لكأس أوروبا للاندية والتي فاز ببطولتها مؤخرا نادي الانترميلان الإيطالي او البطولات الاقل كبطولة الدوريات الانجليزية والاسبانية والهولندية والألمانية.. هل سيكون لهذه النجوم بصمة عميقة واثر فعال وواضح في عروض ونتائج وفرص منتخبات بلاده للفوز بكأس البطولة العزيز او حتي التربع علي قمة مجموعته طموحا للتأهل ومواصلة المشوار نحو الادوار التالية الاهم او الاصعب؟! ولعل الاجابة علي هذا السؤال تقود إلي اسئلة متفرعة اخري وهي هل هؤلاء النجوم سيتحلون بنفس الكفاءة وسيركزون بنفس القدرة ويجتهدون بنفس التضحية والاخلاص مع منتخبات بلادهم كما يؤدون ويجتهدون ويضحون مع انديتهم التي تمنحهم الملايين وتوفر لهم المكان والشهرة والرعاية وغير ذلك من امور ومغريات؟ وهل - ايضا - هؤلاء النجوم الموهوبة سيلقون نفس التعاون من زملائهم وستمنحهم الخطط الموضوعة والطرق المتبعة الفرصة لقيادة منتخباتهم والاسهام بقدر وافر في العروض والنتائج؟! وهل ستنجح المنتخبات المتنافسة من وضع رقابة لصيقة ومواجهات عنيفة لهؤلاء النجوم للحد من قدراتهم ولتقليل ايجابياتهم وتحجيم مهاراتهم وتكبيل ابداعاتهم ام ستنجح النجوم في الافلات وسيتمكنون من الابداع وسيكون لهم ما شاؤوا من انتاج؟! هذا ما سنسعي للكشف عنه وتوضيح ابعاده في الاسطر القليلة التالية. ميسي: المصنف رقم 1 في العالم.. وصاحب القدرات الخارقة والابداعات الفذة والمهارات اللا محدودة.. يلقبونه بالساحر.. ورغم قصر قامته وضعف بنيته.. غير ان اسهاماته في فريق برشلونة الاسباني تكاد توازي وتضاهي مجموع اسهامات زملائه مجتمعين رغم ان قائمة برشلونة تضم بعض الكفاءات امثال شابي وهنري وانيستا وغيرهم.. واذا كان ميسي قد نجح في قيادة برشلونة للفوز بكأس اسبانيا وخسر معه امام الانتر فإن هذا لا يمكن اتخاذه كدليل معه او ضده.. ولاشك ان المدير الفني الاسطوري مارادونا سيسعي للاعتماد عليه ومنحه اكبر الادوار لقيادة الارجنتين نحو النهائيات.. وليس هناك أي شك حتي مع الاعتراف والازعان بأن ميسي سيواجه بتحديات عنيفة وشرسة من المراقبين والمدافعين من انه سيقود فريقه لاحتلال قمة مجموعته متفوقا ومتقدما علي الثلاثي كوريا الجنوبية واليونان ونيجيريا. رونالدو: المصنف رقم 2 في العالم.. والاسرع بين كل المهاجمين حتي وان كانت مهاراته وقدراته لا توازيان أو تساويان سرعته وقدرته علي الانطلاق.. ولهذا اللاعب البرتغالي الفذ قدرات أخري غير السرعة والانطلاق والاختراق.. فهو من بين افضل اللاعبين تسديدا من حيث القوة والدقة والتوجيه.. وليس ثمة شك في ان رونالدو سيضاعف من قدرات فريقه الهجومية.. وسيسهم بقدر كبير من ارتقاء العروض وايجابية النتائج غير ان مشوار البرتغال سيواجه عراقيل وعقبات كئوده وصعبة للغاية.. ذلك ان يعتبر اقرانه في المجموعة السابعة لديهم الطموح الشديد في التأهل.. ولن يترك احدهم الفرصة تضيع منه بسهولة بل سيقبض عليها بكل قوة. روني: فتي انجلترا الذهبي.. والمهاجم الخطير الذي يستطيع استغلال اشباه الفرصة وتحويلها الي أهداف مؤكدة.. وقائد هجوم اعرق الاندية علي الاطلاق مانشستر الذي يدربه أكبر وشيخ مدربي العالم سير اليكس فريجسون.. ويأتي روني الثالث بين قائمة افضل المصنفين عالميا ولديه من الامكانات المهارية والكفاءات الفنية ما يجعله قادرا علي تعديل وتحسين صورة المنتخب الانجليزي الذي شابها الكثير من الظلال القائمة في المشاركات السابقة.. ومن المؤكد ان روني بمعاونة زملائه قادرون علي قيادة انجلترا لاعتلاء قمة المجموعة الثالثة والتفوق علي اقرانها امريكا والجزائر وسلوفينيا حتي لو سلمنا بوجود فرصة نسبية لحدوث مفاجآت او مفارقات. ريبيري: لاعب فرنسا الاول والمحترف ببايرن ميونخ الألماني والمصنف بين أفضل خمسة لاعبين وهو لاعب خطيرله جوانب مهارية وقدرات فنية متعددة ومتشعبة.. غير انه واجه بعض الاتهامات وقابل بعض الصعوبات حدت كثيرا من انتاجه وقللت كثيرا من خطورته.. لكنه لايزال يسعي لتحسين وتجميل صورته الشخصية امام الجماهير الفرنسية التي دائما ما تطمح ان يصل منتخب بلادها الي النهائي ويدافع عن فرصته في الفوز بكأس العالم كما حدث مع جيل زيدان الذهبي.. ولن يقلل من امكانية ريبيري وزملائه ما يقال عن نمطية وتقليدية المدير الفني العجوز دومينيك الذي فشل في اظهار الجانب القوي للمنتخب الفرنسي في البطولة السابقة. كاكا: المصنف رقم 5 في ترتيب قائمة نجوم العالم الموهوبين.. وهو لاعب موهوب وله نزعة تكاملية فريدة.. يلعب الكرة بمخه وليس بقدميه فقط.. ويتعامل معها برشاقة ومرونة فائقتين.. ورغم ان اصابته ابعدته لفترة عن الملاعب ولم يعط بغزارة بعد العودة.. غير ان منتخب البرازيل يعتبره ضمن افضل الاوراق التي يعتمد عليها المدير الفني دونجا في تشكيلاته.. ويسعي كاكا إلي تأكيد جدارة راقصي السامبا بالتربع علي قمة الاداء العالمي بما يقدموه من مزيج رائع بين المهارة واللياقة.. بين الابداع والتركيز.. بين الخطورة والحصانة. روبين: الهولندي الطائر وصاحب اعمق وأصل المواهب رغم تقدمه النسبي في العمر.. يأتي بين العشرة الموهوبين في تصنيف لاعبي العالم ويشكل القوة الضاربة للطاحونة التي طالما اخافت العالم بسرعتها وقوتها وانتاجها.. ويتمتع روبين بمهارات جيدة سواء في الانطلاق او المراوغة او التسديد من مسافات مختلفة وزوايا حادة.. ويتمييز بالتعاون الوثيق مع زملائه سواء في المنتخب او النادي ويعتمد عليه بشدة صاحب القرار الخططي لانه يجيد تنفيذ المهام واداء التكليفات والواجبات المختلفة حتي وان لم يشارك بالقسط الفعال في الدور الدفاعي. العنقود الافريقي: عنقود المواهب والمهارات الافريقية لايزال يضم حبات غاية في الموهبة عالية المهارة وهم ينتشرون بوفرة وكثرة في كل ومعظم الاندية العالمية.. وتواجدهم اساسي ومؤثر في منتخبات بلادهم حتي مع بعض الشكوك والريب التي دائما تتناولهم وتقلل من اخلاصهم للبلاد بالقدر الذي يخلصون به للاندية.. ويستولون علي ذلك بما منحوه لمنتخباتهم في بطولة كأس افريقيا لثلاث دورات متعاقبة وفشلهم بوضوح في التفوق علي المنتخب المصري الذي احتل القمة رغم عدم امتلاكه لاي محترف زائع الصيت كما يحدث مع بقية المنتخبات.. يأتي بين حبات العنقود الموهوب وربما يمثل انضج وانبع الثمار او الحبات ديديه دروجبا مهاجم تشيلسي الانجليزي وقائد القوة الضاربة للمنتخب الايفواري وهو لاعب يمزج بين المهار والقوة ويتمتع بالتسديد المتقن بالرأس والقدمين.. وصامويل ايتو الكاميروني الذي قاد انترميلان للفوز بكأس اوروبا ويسعي لاعلاء كلمة الكاميرون ولو حتي بالتأهل الي الدور التالي في ظل مجموعة قوية تضم هولندا والدنمارك واليابان.. وجان اسامواه الغاني الذي يفتقد لمهارة وكفاءة زميله مايكل ايثيان المصاب ولذلك فهو يحاول تعويض بلاده عن خسارة نجلها الموهوب.. وجون اوتاكا النيجيري الذي سبق وان احترف بالاسماعيلي المصري ويعتبر من اسرع وامهر لاعبي بلاده. تري هل تكون هذه الزمرة من النجوم الموهوبة سببا في اعلاء وارتقاء عروض ونتائج منتخباتهم.. ام سيأفل ضوؤهم ويخفت نورهم ويتوارون خلف عمليات الرقابة والرتابه والاقتصاد في الطموح والافتقار للجهود.