رحل فاروق عبد القادر، رحل رجل شريف ، رجل شجاع، ورجل مستقيم ورجل كان قادرا علي أن يكون أمينا في الزمن الصعب. رحل فاروق عبد القادر الناقد العظيم والذي شكل مدرسة بذاتها في هذا العالم مرض ليعاني ويكابد. كانت قضيته أنه امتلك قلمآً لم يساوم به أو يرتزق منه أو يتاجر فيه. لم يخضعه للأهواء والأنواء للتهديد أو الإغواء.احترم نفسه ومهمته ودوره لم يغازل ولم يجامل. كان يقدم المثل الذي يجب أن يكون عليه الناقد الأمين علي قلمه وعلي من ينقده . وصديقك من يصدقك. كانت له رسالة نسيجها مبادئ وقيم بعينها، ما حدا عنها ولا تهاون في أدائها، عاش راهباً متعبداً في محرابها، فبدا متوحداً، وإن لم يكن كذلك فقد كان يعيش عالما يمور بالحياة وينتفض بالرؤي قراءة وكتابة. كثيرآً ما تواعدنا علي اللقاء في مقهاه وملتقاه الأسبوعي، لكنني وللأسف ما استطعت تحقيق ذلك لصعوبات صحية. ما كنت اتصور أبدا أن يسبقني بالرحيل فقد كانت قدرته علي العطاء فياضة والأيام تبدو آفاقا عامرة بالأحلام والآمال حبلي بمخزون هائل من الإبداع لكنها الحياة الثقيلة وما تخفيه من آلاعيب. وداعآً أيها الراحل الصديق.