قررت المفوضية الأوربية نشر التقرير الدوري السنوي عن مدي تقدم تركيا علي طريق الحصول علي عضوية الاتحاد الأوربي ففي العاشر من أكتوبر الجاري (في ظل تجميد المفاوضات بين بروكسلوأنقرة الحاصلة علي صفة ترشيح ) فقد تكررت عبارة “القلق “بالتقرير لمرات عديدة من واضعيه وتراجع لعبارة “تقدم ” في مسار العلاقات الأوربية التركية ،وذلك في مجال حرية الراي والتعبير والنشر وتضييق حكومة الحزب الحاكم تحت رئاسة اردوغان علي حرية الأجهزة الاعلامية ،عبر تحريك الدعاوي القضائية الكثيرة ضد الصحفيين المعارضين، مما يمثل انتهاكا لحرية التعبير بالاضافة لسياسات الفصل التعسفي للعديد من الصحفيين بسبب انتقاداتهم للحكومة واتساع ظاهرة “الرقابة الذاتية “وسط الاعلاميين الأتراك، كما انتقد التقرير قانون الارهاب الذي يتضمن نصوصا مبهمة كما وصفه تتيح اعتقال وسجن من ينتقد الحكومة بتهمة دعم الارهاب ،وفي مجال السلطة القضائية وصف التقرير محاكمات القيادات العسكرية التركية في قضية “المطرقة ” بعدم الشفافية ،وانتقد التزواج والتداخل بين السلطة السياسية والجهاز القضائي، وطالب باصدار تشريعات قانونية من شأنها تعزز استقلالية القضاء ،كما انتقد التقرير الأوربي فيما يتعلق بالجانب الديمقراطي قانون الانتخابات الجديد والنسبة الشرطية المقررة 10% للدخول الي البرلمان من قبل الأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة للحزب الحاكم واصفا اياها بالعلو الزائد عن الحد المقبول أوربيا ،كذلك أعرب واضعو التقرير عن أسفهم لفقدان العلنية في عمليات تمويل الأحزاب وكيفية صدور القرارات الحكومية والقضائية بحل الأحزاب المعارضة. ويري التقرير أن” الملف الكردي ” مازال يشكل التحدي الأكبر للديمقراطية التركية وحيث توقف الانفتاح السياسي علي الأكراد منذ عام 2009 ،فضلا عن عمليات الاعتقالات لنشطاء واعلاميين في مجال الدفاع عن حقوق الانسان .أما في مجال الحريات الدينية ركز التقرير علي استمرار حكومة اردوغان اغلاق مدارس الرهبان ،مع عدم الانفتاح علي الطائفة “العلوية ” والتي مازالت مراكز عباداتهم المعروفة “ببيوت الجمع ” غير معترف بها حكوميا ..وقد انتقد اعلاميون ومحللون سياسيون أتراك من تيار اليسار والعلمانيين اردوغان في خطابه الأسبوع الماضي بمؤتمر حزبه الحاكم في غياب أفق العلاقات التركية الأوربية التي لم يتناولها ولم تخط باهتمام يذكر بمضمون الخطاب ،معتبرين ذلك اشارة سلبية من قبل أنقرة لبروكسيل ،وهو ما يعني طي الحزب الجاكم ذي الجذور الاسلامية الأصولية صفحة الاتحاد الأوربي ضمن أولويات السياسات التركية علي حساب التوجه العثماني الجديد للعالمين العربي والاسلامي ..!!