صلاح عيسي: تنظيم القوي السياسية ونسيان سلاح «المليونيات» إگرام لمعي: استعادة الشارع لصالح أهداف الثورة تحقيق: نسمة تليمة وأمل خليفة «مجموعة من التحركات الشعبية ذات الطابع الاجتماعي والسياسي انطلقت يوم الثلاثاء 25 يناير 2011». ما سبق كان تعريف ثورة يناير في موقع «ويكيبديا» الالكتروني للمعلومات، اللافت للنظر أن الموقع لم يحدد أهداف الثورة بشكل واضح، أهداف ثورة يناير التي نادي من أجلها جماهير بالملايين في الشوارع «عيش، حرية، عدالة اجتماعية، كرامة إنسانية» ومازلنا نتحدث عن عدم تحقيق هذه الاهداف بل والعودة إلي الخلف في هذه الأهداف، الحرية مهددة، الفقر كما هو والعدالة الاجتماعية مازالت غائبة، وبعد أن استوضحنا آراء بعض الخبراء في مختلف المجالات في العدد السابق «بالاهالي».. حاولنا معرفة كيفية استعادة الثورة مرة أخري.. وكيفية العمل علي تحقيق أهدافها. يقول د. إكرام لمعي استاذ مقارنة الاديان أن أهداف الثورة لم تتحقق بالفعل «والبلد كما هي» هذا بخلاف معركة الدستور ومعركة الحريات والمواد المقيدة لوضع المرأة والمواطن العادي، ولكنه يعود للتفاؤل مؤكدا أنه مازالت «شعلة» الثورة موجودة ومازالت الحركات الثورية علي الأرض تعارض النظام القائم حاليا، ولهذا يأمل «لمعي» استمرارها لتجميع الناس حولها خاصة في ظل حركة الأحزاب الجديدة، حركات الليبراليين والمدنيين ولكن عليهم «الاتحاد» لايجاد الأمل ليصبحوا قوة ضغط يمكنها تحقيق أهداف الثورة ويمثلوا بذلك معارضة قوية. ومن ناحية أخري يري أن العمل علي «الشارع» هو الأهم وهو المطلوب كما فعلت تيارات الإسلام السياسي في المرحلة الأخيرة واستبعاد الحديث دائما عن النخبة فقط. أما الكاتب صلاح عيسي فيري أنه بغض النظر عن فكرة «خطف الثورة» فهي لم تحقق أهدافها لأنها لم تكن متبلورة بشكل واضح في برنامج واحد فهي كانت مجرد شعارات عامة طرحت خلال المرحلة السابقة، وكان مفترض أن تفرز نظاما سياسيا يقوم علي الديمقراطية وكفالة الفقير والعدالة الاجتماعية ولم يكن هناك مشترك وطني يمكن التوافق عليه وقتها فبمجرد انتهاء الثورة بدأت الفصائل السياسية المختلفة طرح تصور مختلف عن الأخري ما بين إجراء الانتخابات أو وضع الدستور وفي النهاية فاز الفصيل الأكثر تنظيما بالأغلبية، ومن هنا شعرت القوي السياسية بالمشكلة، في حين أن العيب الرئيسي من وجهة نظر «عيسي» والذي تتولد عنه المشكلات هو عدم وجود جماعات سياسية منظمة لها رؤية واضحة، فعزفوا عن تأسيس أحزاب خاصة وأصروا علي البقاء كأفراد واعتبروا النضال في المليونيات وهو ما يعتبره «عيسي» تنظيرا فهذه المرحلة اتسمت «بهواة التنظير» لذلك فالحل من وجهة نظره هو وجود رؤية سياسية واضحة بدلا من التنظير الذي بدد جهود الكثيرين، ويرفض «عيسي» الاعتماد علي سلاح المليونيات ويعتبره لم يعد جاذبا للجماهير والافضل هو التنظيم في قوي يمكنها التحرك لتحقيق أهداف الثورة من خلال قوي سياسية منظمة واضحة تشكل قوي ضغط، لأن النزول إلي الشارع لحظة لن تتكرر مرة أخري وانتهت ظروفها واستخدام الآليات الديمقراطية التقليدية والتوحد مع الشارع وتوعيته هوا لحل. الكادحون يقول صلاح عدلي السكرتير العام للحزب الشيوعي المصري الثورة لم تنجح في تحقيق أي من اهدافها الأساسية الشيء الجوهري في أي ثورة هو استبدال نظام الحكم بنظام ثوري تقدمي يحقق ديمقراطية ويحقق اهداف الثورة الاساسية الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الوطنية والانسانية ولكن ماحدث لعدم وجود قيادة جاهزة وقادرة علي قيادة الثورة وتولي المسئولية والسلطة وتحقيق اهداف الثورة مباشرة واولها تطهير كل مؤسسات الثورة والبدء فورا بإنجاز اجراءات جذرية لتحقيق مصالح الكادحين والعمال والفقراء وهم الوقود الاساسي للثورة وهذا لا يستطيع أن يقوم به الا سلطة يسارية ثورية وانما ما تحقق هو سرقة الثورة من تيار رجعي ” تيار الاسلام السياسي ” بالتواطؤ مع قيادة المجلس الأعلي لوأد الثورة واستكمال نفس توجهات النظام السابق ولكن بشكل جديد . وعن كيفية رجوع الثورة لمسارها يقول عدلي لابد ان تستطيع الطبقات الكادحة صاحبة المصلحة في الثورة ان تنظم نفسها وان تطرح مطالبها الاقتصادية والاجتماعية وان تربطها بضرورة تغيير نظام الحكم ثانيا ان تستطيع الطلائع السياسية لهذه الطبقات الشعبية وخاصة العمال والفلاحين والكادحين بشكل عام . الطلائع السياسية والاحزاب السياسية المعبرة عنها ان تتوحد وان تصل الي هذه الجماهير المنظمة لكي تستطيع تغيير سياسات وتوجهات النظام الحاكم بشكل جذري وهذا لا يتأتي إلا بتغيير ديمقراطي شامل والتغيير الديمقراطي من الممكن أن يكون تغييرا ثوريا فالديمقراطية ليس معناها صناديق الانتخاب فقط لاننا سنشهد في القريب العاجل نفس مأساة النظام السابق ولكن بشكل جديد حزب الحرية والعدالة والاخوان المسلمين يستولون علي كل مؤسسات الدولة ويسخرونها لتحقيق واستمرار نفس مصالح طبقات رجال الاعمال والراسماليين علي حساب جموع الشعب المصري . ويضيف دكتور عماد ابو غازي وزير الثقافة السابق . كان هناك ثورة غير مكتملة ثورة لم تحقق اهدافها التي خرجت من اجلها بالكامل حققت جزءا منها مثل إسقاط رأس النظام السابق والاطاحة ببعض رموز الفساد و إجراء تحول ديمقراطي جزئي لكن هذه الثورة لم تكتمل وربما جزئيا جزء منها اختطف واستكمال اهداف الثورة سيأتي بالنضال السياسي الديمقراطي وأول خطواته هي أن يكون هناك دستور يعبر عن أهداف الثورة دستور يبني دولة ديمقراطية حديثة دولة تقوم علي احترام حقوق الإنسان وعلي مبدأ المواطنة وعلي مبدأ المساواة بين جميع المواطنين مع وجود سياسة تعليمية تساهم في تطوير مصر وادخالها إلي مصاف الامم المتقدمة ودخولها مجتمع المعرفة بالكامل وسياسة ثقافية تحقق خدمات . من ناحية أخري تجدد وجهة نظر مختلفة يقدمها المحامي الحقوقي أحمد سيف الإسلام ثورتنا نجحت وحققت جزءا من أهدافها ومازالت مستمرة حتي يتحقق باقي الاهداف ويتمثل نجاح الثورة في الاطاحة برأس النظام المخلوع وببعض من اعمدته الاساسية وببعض مؤسساته التي فرضت علي المجتمع بكل أساليب التزوير الفج “مجلسي الشعب والشوري في إنتخابات 2010 ” كما اطاحت بالدستور الذي شوهه تعديلات المخلوع ليسهل توريث ولده جمال وهناك العديد من الانجازات التي حققتها الثورة كما نجحت في جذب الملايين للمشاركة في التصويت للاستفتاء وبعدها التصويت في الانتخابات .ولكنها لم تقترب من تحقيق جزء يعتد به من شعار العدالة الاجتماعية ومازالت لم تقترب من تصفية تركة النظام المخلوع القانونية خاصة في مجالات الحق في التنظيم جماعات ونقابات أو في العمل العام في اختيار المحافظين أو اخضاع وسائل الاعلام “صحافة واذاعة وتليفزيون وهيئة الاستعلاما “الممولة من دافعي الضرائب لادارة مجتمعية ديمقراطية لتبعد عن ادارة الحكومة والاجهزة السرية . كذلك لم نقترب من ضمان استقلال السلطة القضائية وتطهير البوليس واخضاعه لحكم القانون خاصة في مجال مواجهة تنامي ظاهرة التعذيب وادمان العمل بصلاحيات استثنائية . ومازالت عملية صياغة مسودة الدستور تثير القلق حول محتواها.