سري المخدرُ الكلي فصرتُ في محيطِ مجلسِ الوزراء، قالوا: ماذا تري؟ قلت: أري جنوداً هوّامينَ علي ذؤاباتِ غاباتٍ، لهم زعانفُ وخشيةً تضرب العابرينَ علي أكبادهم وهي عليلةُ. سري مشرطٌُ في الضلوع فصرتُ قدامَ البرلمان، قالوا: ماذا تري؟ قلتُ: أري القدمَ الحديديةَ دْواسةً علي حديقةِ النباتات. قم فصٍّ الفصِّ الذي عليه العين، فصرت فوق الجسر، قالوا: ماذا تري؟، قلت: أري شيخاتِ زار يدققن الأرضَ بأجسادٍ عصابيةٍ، وهُنّ ينْزلنَ من أفواههّنَ رغوةً كرغوةِ البهائم، وأري صِبْيةً مبقورينَ بسنْجةٍ، بينما الذقون تجهّز حلقةَ الذّكر، حتي يخرجَ الميتُ من الحي، ويخرجَ الحي من الميت، فيما الأسيادُ يستلون الزيتَ والبطاطس من زكاة بيت المال ليشتروا بها أنفَ كليوباترا. سمعتُ صوتَ أمي من وراء حجابٍ، تقول: يا بنَ بطني ستأتيك نقطةٌ فاصلةٌ وأنتَ في منزلةٍ بين المنزلتينْ، تري فيها النفري سليماً إذ هو صاحبُ البحر والمخاطرة والنجاة، وإذ هو قاهرُ البلاءِ بالحرف، وإذ هو أميرُ الجيوش.