بديل الزواج .. التعليم فوق الجامعي كشفت دراسة حديثة أن المرأة المصرية هي المحرك الأول للثقافة الذكورية بسبب دورها في عملية التنشئة الاجتماعية حيث تقوم ببث القيم الذكورية لدي اطفالها منذ الصغر، وتدفع فتياتها للقيام بدورهن الذي حدده المجتمع. قالت الدراسة التي أعدتها الباحثة فريال عادل عبد الشافي تحت عنوان «المرأة في خطاب الحياة اليومية» إن كلام الرجال عن المرأة في المواقف التي لا تشارك فيها غالبا ما يتعلق بجسدها وملابسها ويدور حول مظاهر ايجابية أو سلبية يرتكز عليها الحديث. وقدمت الدراسة التي حصلت بمقتضاها الباحثة علي درجة الماجستير من قسم الاجتماع بآداب القاهرة صورة عن وضع المرأة في المجتمع وعلاقتها بالعالم المحيط بها مرتكزة علي الأحاديث اليومية بين افراد المجتمع سواء كانت منطلقة من الرجل، أو من المرأة وتدور حول ذاتها ورؤيتها لوضعها ومكانتها في المجتمع. وأشارت الباحثة التي اعتمدت علي عقد مقارنات بين شرائح اجتماعية مختلفة في القاهرة والجيزة إلي أن التعليم ليس له تأثير كبير علي تغيير صورة المرأة التقليدية في خطاب الحياة اليومية، حيث أوضحت أن معظم الذين تلقوا تعليما جامعيا وما فوق الجامعي لديهم نفس النظرة التقليدية للمرأة، وهي لا تختلف عن تلك التي يراها أصحاب التعليم المتوسط. وذكرت أنها نظرة تتمحور حول مكانة المرأة، وأهمية وجودها داخل المنزل لرعاية الزوج والأولاد، ووجوب طاعتها لزوجها الذي تراه الدراسة صاحب الكلمة الأولي في المنزل وفي حياتها وهي نظرة نابعة من كون الرجل يعتبر المرأة مجرد جسد فقط. وكشفت الباحثة أن هناك نظرة سلبية لتعليم المرأة ما بعد الجامعي، تراه غير ضروري، وأنه ليس أكثر من وسيلة لقضاء وقت الفراغ ، ويأتي كبديل للزواج والعمل وكما أشارت إلي وجود رؤية سلبية لعمل المرأة، نابعة منها ذاتها ويراه غيرها بلا ضرورة إلا في حالة وجود حاجة اقتصادية له، وتقف دونه الكثير من العوائق مثل صعوبة المواصلات وقلة الأجر وتفشي التحرشات الجنسية، وقالت إن جسد المرأة يتحمل جزءا كبيرا من الخطاب القومي عبر كثير من المعاكسات اليومية والحديث عنه ومدي اتساقه مع مقاييس الجمال الأنثوي. كشفت الدراسة التي اعتمدت منهجا وصفيا أن خطاب الحياة اليومية عن ومن المرأة يتأثر بالوسط المعيشي المحيط بأفراده فكانت أهم الموضوعات المثارة خاصة بارتفاع الأسعار وجاءت في المرتبة الأولي ثم تربية الابناء والنميمة والشائعات بجانب موضوعات الزواج وما يتعلق به من فرعيات مثل الخطوبة والشبكة والمهر والفرح وفارس الأحلام ومواصفات الزوج والزوجة، كما ابرزت الدراسة الاهتمامات الدينية داخل الخطاب من خلال الآراء المتداولة عن المرأة في الحياة اليومية بجانب موضوعات الطبخ والهموم المنزلية للمرأة بما أنها الصورة النمطية عنها داخل مجتمعنا وذكرت الدراسة أن المشكلات الزوجية تقف خلفها المادة وتربية الابناء أو عدم رضاء الزوج عن تصرفات زوجته والعكس. وأبرزت الدراسة آراء متعددة ومتناقضة حول العلاقة بين الرجل والمرأة داخل خطاب الحياة اليومية من وإلي المرأة ومن أهمها قوامة الرجل عليها وطاعتها له وأنها «تابعة له وهو المسئول عنها مسئولية كاملة وكل تصرفاتها تمسه في النهاية». خصائصه وأظهرت الدراسة أن الخطاب الدائر حول المرأة ومنها يتسم بكثير من التناقض فهناك الخطاب المتشدد الذي يحط من شأن المرأة، وهناك خطاب آخر علي النقيض تماما ويدافع عنها وبينهما خطاب ثالث يجمع بين الاثنين ويتسم بالتهكم والسخرية معتمداً المرجعية الدينية في النظرة إليها. وسائل الإعلام وتلعب وسائل الإعلام دورا مهما في تكوين صورة المرأة في حياتها اليومية وازدواجية صورتها داخله بين المرأة العصرية الحرة المستقلة بذاتها والتي تستطيع اتخاذ القرار بنفسها، والصورة الأخري للمرأة التقليدية الضعيفة التي ليس لها سوي بيتها وزوجها وهي الأقل إنسانية من الرجل والطرف الأضعف. أما بالنسبة للنساء أنفسهن فقد انحازت الأكثرية لوضعهن الحالي حيث ولم ترفض المرأة وضعها الحالي بل بالعكس جاءت رغبتها في الاكتفاء التعليم المتوسط أو العودة إلي المنزل وعدم العمل والرجوع إلي الحجاب مرة أخري رغبة قوية منها.