من تجليات شاعر العربية طيب الذكر " طرفة بن العبد " بيت شعر كتب له الخلود، مرجعا في تقبيح الخيانة، سيما خيانة ذوي القربي .. يقول : " وَظُلمُ ذَوي القُربى أَشَدُّ مَضاضَةً عَلى المَرءِ مِن وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ .. " احتراز وجوبي ، غوث أطفال غزة مقدم على الاختلافات الفكرية والعقدية، قضية إنسانية أخلاقية تعلو فوق التصنيفات الدينية والإثنية والعرقية والجهوية .. موقفك السياسي من حركة " حماس " مدخر لحين تضع الحرب أوزارها، الحساب يجمع، الخذلان في قلب المعركة خيانة، والتولي يوم الزحف خيانة، لها وَقعِ الحُسامِ المُهَنَّدِ .. يصدق فيهم قول المتنبي "لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها"، وللحماقة مثل كان أخوات، كالجهل والسذاجة والتفاهة والسفاهة والسطحية، ويجمعها الغباء .. ومن الغباء ما قتل . وجيش الاحتلال يفرم أطفال غزة ويقبرهم أشلاء في مقابر جماعية، يخرج علينا نفر من عميان القلوب، يعمي عن إرهاب الدولة العبرية .. ويقف متصلبا يصنف حركة حماس "إرهابية"، يلوك سردية مجرم الحرب " نتانياهو " والتي يرددها كالببغاء عقله في أذنيه الرئيس الأمريكي " جو النعسان " . يا سلام سلم على مخك البلالنط، يا بحر العلم يا ترعة المفهومية يا فيلسوف عصره وأوانه، جبت التايهه، حماس إرهابية على اعتبار إسرائيل فارده المصلية !! بذمتك هل هذا وقت تصنيف، وتحريض، وتذكير بماض تولى، يا جدع المشرحة مش ناقصة قتلى، على فكرة نتانياهو قايم بالقصف .. بالواجب وزيادة، وبايدن داعم بالأساطيل والمليارات .. وبزيادة ، والواشنطن بوست والنيويورك تايمز تحرضان .. وبزيادة .. بلاها نيران صديقة، أيدك معانا ندفن جثث أطفال غزة قبل ما تتعفن . ربنا رزقنا بناس تتبضع المواقف ولو في بطن الحوت الأبيض، دوما حادف شمال، على طريقة خالف تعرف، مهووس بلقب المختلف، لازم يحط التاتش بتاعه، لازم يحط كاتشب على اللحم المفروم .. غواية الترند استولت عليه، تدر لايكات ومشاهدات تترجم دولارات .. وسط مجزرة بشرية يندى لها جبين البشرية وتقض مضاجع الأحرار حول العالم، ويخرجون في مظاهرات صاخبة حتى فى القطب الشمالي ، رفضا للبربرية الإسرائيلية، وتعاطفا مع أطفال غزة.. وسعادته منشغل بكونها حركة إرهابية! ليته يقولها وفق عقيدة سياسية، أو مبدأية فكرية، أو عدائية منهجية، فقط فكرة التخديم على السردية الإسرائيلية التي تبنتها الإدارة الأمريكية . إطلاق هذا التصنيف عربيا في قلب المجزرة وفي توقيت متزامن مع آلة الحرب الإسرائيلية، لا يخدم سوى نتانياهو وحلف داعش بقيادة الرئيس الفرنسي ماكرون الذي يمتشق سيفه ويهبط على السواحل الإسرائيلية مهددا داعش الفلسطينية . بجزون رقاب أطفال غزة و يقبرونهم في مقابر جماعية ، تخيل وإدارة بايدن تمارس أسوأ أدوارها التاريخية بتمكين وزارة الحرب الإسرائيلية من محو غزة من الوجود، باستخدام مفرط لحق " الفيتو" لكبح الإدانة العالمية لآلة الحرب البربرية، وتحرك وزارة الحرب الأمريكية أساطيلها الخرافية حصارا للشواطئ العربية، ويدوس وزير خارجية الولاياتالمتحدة " بلينكن " الأراضي المقدسة بحذائه اللامع.. تحت وطأة مجزرة بشعة مثل هذه يخرج علينا بحر المفهومية بقول حماس إرهابية، مبررا جرائم نتانياهو الإرهابية، ويمنح المحتل ضوءا أخضر، يبارك فعلته، ويوطئ لقدمه الثقيلة تدوس في قلوبنا . حماس إرهابية، اكتشاف متأخر يا ترعة المفهومية، فعلا اللي اختشوا ماتوا عرايا من الخجل، لن أذكرك بمواقفك وجماعتك سابقا من الإرهابية (الأم الحنون / جماعة الإخوان الربانية)، كله محفوظ على يوتيوب، بالصوت والصورة . ووفقاً لمقولة الزعيم الصيني (دينغ جياو بينغ) بأنه (لا يهم لون القط ما دام يُصيد الفئران)، جد بجد هل القضية الآن حماس إرهابية، حبكت، والأبرياء يساقون إلى المحرفة ، أتسوغون لنتاياهو رخصة الإبادة، هل تصنيف حماس إرهابية ستغير معادلات الحرب، ستوقف القصف، ستدخل المساعدات، ستنقذ الأطفال، ستوفر لهم ملاذات آمنة .. ما هي الرسالة الذكية تحديدا من كونها إرهابية ؟! يا أذكى أخواتك جميعا، قيادتك وشعبك يحاجون على الأبرياء حذر القصف، وسيادتك منشغل بالإرهابية، تبا لك وسحقا .. طيب وسحق العظام، وقصف المستشفيات، والإبادة الجماعية، والتهجير والترحيل، والحصار المضروب على غزة، كل هذا لا يعنيك، ولا يجرح مشاعرك ولا ينقض وضوءك !! كله مكتوب في الكتاب، في " الدرر السنية " وبتصرف تستوجبه المرحلة، يخرجُ في آخرِ الزمانِ، على فضائيات ممسوسة، قومٌ أحداثُ الأسنانِ سفهاءُ الأحلامِ يمرقونَ من الحقيقة كما يَمرُقُ السهمُ من الرَّمِيَّةِ .. الحقيقة الثابتة والوحيدة والمطلقة أن نتانياهو مجرم إرهابي، وحكومته إرهابية، وتقترف جرائم حرب. ممكن تركت حماس على جنب شوية، خلينا في مصيبتنا السودة، الحدود المصرية مهددة، والأمن القومي على المحك، والجيش المصري العظيم واقف زنهار يحمي الحياض المقدسة، والإصابات بالخطأ تتكاثر، ومحاولات "جر الرجل" على قدم وساق، وبحر المفهومية متوفر على تقليب حماس على الجنبين، ويتساءل ما لونها، إن حركات المقاومة تشابهت علينا؟! العالم العلامة والبحر الفهامة وحيد دهره وفريد عصره، يزايد بفحش، مزايدة رخيصة على الدم المسفوك، وتحميل حماس وزر الإرهاب الإسرائيلي المتواصل منذ نكبة 48.. وبالمرة ضرب التفاهمات المصرية / الحمساوية، حسب الرؤية الإسرائيلية. إزاء مخطط قذر لغسل أيدي نتنياهو وبايدن وبلينكن من الدماء، وتبييض وجوه سوناك وشولتز وماكرون وزلينسكي .. لم يفعلها كاتب أو إعلامي غربي عنده ضمير، حتى المحللين الإسرائيليين يمررونها على خجل تحت القصف، ولكن بين ظهرانينا نفر ممحون يصح فيهم قولا "هُمْ يُخْجَلُونَ الشِّعْرَ مِن نَزَوَاتِهِمْ" .