خمسة مسلسلات لا تكفي *ماجدة موريس اتصل بي زميل صحفي يعد ملفا عن دراما هذا العام وسألني عن وجهة نظري في أن المسلسلات التي سنراها في رمضان القادم سريعا بينها خمسة أعمال عن قضايا المرأة ؟ لم أخف سعادتي بالطبع فإن قضايا المرأة في مصر تحتاج الكثير من الاهتمام الثقافي والفني حتي يتوازن الأمر بين ما نتمناه، وما نراه في الواقع، وأاظن أننا في العام الراحل فجعنا بحوادث عديدة في محافظات مختلفة لإهانة نساء وفتيات، بل وصل الأمر للقتل لمجرد ان فتيات رفضن الارتباط بزملاء في نفس الجامعة.. إلخ، وما زالت قضايا محاكم الأسرة والنفقة تقلق نساء كثيرات وأبناءهن، وأيضا قضايا الميراث وغيرها،، من هنا قررت ان أبحث وراء الدراما الجديدة، والأسماء الجديدة سواء الكتاب أو الكاتبات، والمخرجون والمخرجات، ليس ما يخص المرأة فقط، ولكن ما يخص الجميع، فأي عمل درامي جيد، له رسائل ايجابية تسعى لإعلاء قيم الحق والخير والمساواة والعدالة لا بد وأن نقدره، ونعتبره داعمًا لمجتمع جديد نسعى إليه بكل قوانا، فالدراما كانت دائمًا جزءًا مهمًا من قوتنا الناعمة، وتأثيرها كان كبيرا، ولابد أن يستمر مع كل فروع هذه القوة الإبداعية التي ينضم إليها دائما الكثير من محبي الفن الجدد. بين الأسماء والأنواع يلفت النظر في مسلسلات 2023 عودة الأعمال التاريخية، سواء التاريخ القريب مثل مسلسل بعنوان «سوق الكانتو» للكاتب هاني سرحان والمخرج حسين المنباوي، وتدور أحداثه عام 1922، ويعمل بطله «أمير كرارة » بائعًا، أما المسلسل الثاني فتدور أحداثه عن الإمام الشافعي «يقوم بدوره خالد النبوي» وسنواته الأخيرة في مصر وهو من تأليف كتيبة من كتاب الدراما من مصر وسوريا، بقيادة محمد هشام عبية، إوخراج الليث حجو المخرج السوري الكبير، ومعروف أن هذه النوعية من الأعمال تحتاج لميزانيات كبيرة، أما الثالث، فهو مسلسل «سره الباتع» الذي يجمع بين الماضي، «حيث زمن الحملة الفرنسية علي مصر» والحاضر، والمأخوذ عن قصة للكاتب الكبير «يوسف أدريس» كتب لها المعالجة الدرامية والسيناريو والحوار وأخرجها خالد يوسف ليعود بها إلى العمل بعد سنوات من الغياب، وغير الأعمال التي تنتمي أو تعود للتاريخ، تعود أيضا الدراما الوطنية من خلال مسلسل واحد هو «الكتيبة 101» الذي يقدم لنا بطولات اعضاء هذه الكتيبة في التصدي للإرهابيين والتكفيريين داخل سيناء في مواقع ومعارك عديدة جمعها الكاتب أياد صالح وأخرج المسلسل محمد سلامة وقام بأداء أدوار الأبطال عدد من الممثلين بينهم آسر ياسين وعمرو يوسف وفتحي عبد الوهاب. وللدراما الصعيدية مكان هذا العام في أعمال متعددة مثل «عملة نادرة » أول عمل تقوم فيه نيللي كريم بدور صعيدية و«ستهم» الذي تقدم فيه روچينا أيضًا قصصًا مختلفة لسيدات من الصعيد، وبالطبع يزدحم هذا الموسم الدرامي السنوي بعدد كبير من المسلسلات الجديدة «35 مسلسلا» التي سوف يستمر تصوير الكثير منها أثناء العرض «وهو ما يؤثر بالضرورة على الجودة». وقضايا المرأة قضايا المرأة التي تعول الأسرة هي محور أحداث مسلسلين هما: «تحت الوصاية» تأليف الاخوين خالد وشيرين دياب واخراج محمد شاكر خضير والبطلة هي مني زكي، اما الكاتب ناصر عبد الرحمن والمخرج رؤوف عبد العزيز فيقدمان أربع قصص لنساء مكافحات في محافظات بعيدة في مسلسل «ستهم» بأداء روجينا، وحول قضية الميراث وحرمان المرأة منه تدور أحداث «عملة نادرة» للكاتب مدحت العدل والمخرج ماندو العدل الذي رأينا له في العام الماضي مسلسل «فاتن امل حربي»، ومع نفس الممثلة نيللي كريم، ونفس القضية يقدمها مسلسل ثانٍ هو «الف حمد لله علي السلامة» ليسرا من تأليف محمد ذو الفقار واخراج عمرو صلاح، ولكن من منظور آخر هو المرأة التي تعيش في الخارج وتعود لبلدها لتطالب بميراثها، وعن مشاكل المرأة الآن يأتي مسلسل «أم البنات» تأليف رانيا عاطف وإخراج عبد العزيز حشاد عن الأم «سهير رمزي» التي تتولي وحدها رعاية أربع بنات، ومسلسل ثانٍ هو «جميلة» للكاتب أيمن سلامة والمخرج سامح عبد العزيز وقضايا البنات والأمهات، وأخيرًا مسلسل «علاقة مشروعة» الذي تعدد فيه الكاتبة سماح الحريري والمخرج خالد مرعي زوايا التوتر في العلاقة بين المرأة والرجل «بأداء ياسر جلال ومي عمر»، وبالطبع فإن بقية الأعمال الأخرى التي سنرى لها قضاياها التي قد تختلف في الاهمية، او تتفق، والجدير بالذكر هنا ان عشرة من هذه الاعمال سنراها في 15 حلقة، والباقي علي نظام الثلاثين حلقة، وهناك مؤشرات مهمة مثل عودة الدراما الى الأدب المصري في عملين هما «سره الباتع» وقصة ليوسف إدريس، و«مذكرات زوج» عن قصة للكاتبأ حمد بهجت كتب لها المعالجة والسيناريو والحوار محمد سليمان عبد المالك، وأيضا تأتي مشاركة إحدى عشرة كاتبة هذا العام في كتابة الأعمال كاملة، او القصة، او المشاركة مع آخرين كتطور مهم في العلاقة بين المرأة والكتابة الدرامية، وإن قل العدد كثيرا بالنسبة للإخراج فلم يزد العدد على مخرجتين «مي ممدوح ومسلسل رشيد، ومريم ابو عوف ومسلسل «تغيير جو» وهو امر مهم في اطار العدالة الفنية. اما الابداع في اطار اهم منافسة فنية سنوية في مصر والعالم العربي فهو ما ننتظره جميعا.