عباس أبو الحسن بعد دهسه سيدتين: أترك مصيري للقضاء.. وضميري يحتم عليّ رعايتهما    الإفتاء: إذا طلبت الزوجة الطلاق في هذه الحالة لا تشم رائحة الجنة    رئيس نادي إنبي يكشف حقيقة انتقال محمد حمدي للأهلي    إبراهيم عيسى: التفكير العربي في حل القضية الفلسطينية منهج "فاشل"    سيارة انفينيتي Infiniti QX55.. الفخامة الأوروبية والتقنية اليابانية    سفير تركيا بالقاهرة: مصر صاحبة تاريخ وحضارة وندعم موقفها في غزة    استخراج اسماء المشمولين بالرعاية الاجتماعية الوجبة الاخيرة 2024 بالعراق عموم المحافظات    تمويل السيارات للمتقاعدين دون كفيل.. اليسر    رابط نتائج السادس الابتدائى 2024 دور أول العراق    اليوم.. ختام مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة بحضور إلهام شاهين وفتحي عبد الوهاب    أترك مصيري لحكم القضاء.. أول تعليق من عباس أبو الحسن على اصطدام سيارته بسيدتين    مأساة غزة.. استشهاد 10 فلسطينيين في قصف تجمع لنازحين وسط القطاع    تحرك برلماني بشأن حادث معدية أبو غالب: لن نصمت على الأخطاء    افتتاح أول مسجد ذكي في الأردن.. بداية التعميم    دراسة: 10 دقائق يوميا من التمارين تُحسن الذاكرة وتزيد نسبة الذكاء    ضميري يحتم عليّ الاعتناء بهما.. أول تعليق من عباس أبو الحسن بعد حادث دهسه سيدتين    «أعسل من العسل».. ويزو برفقة محمد إمام من كواليس فيلم «اللعب مع العيال»    اشتباكات عنيفة قرب سوق الحلال وانفجارات شرق رفح الفلسطينية    نائب محافظ بنى سويف: تعزيز مشروعات الدواجن لتوفيرها للمستهلكين بأسعار مناسبة    نشرة التوك شو| تفاصيل جديدة عن حادث معدية أبو غالب.. وموعد انكسار الموجة الحارة    جوميز: لاعبو الزمالك الأفضل في العالم    هل تقبل الأضحية من شخص عليه ديون؟ أمين الفتوى يجيب    حلمي طولان: حسين لبيب عليه أن يتولى الإشراف بمفرده على الكرة في الزمالك.. والفريق في حاجة لصفقات قوية    اجتماع الخطيب مع جمال علام من أجل الاتفاق على تنظيم الأهلي لنهائي إفريقيا    زيادة يومية والحسابة بتحسب، أسعار اللحوم البتلو تقفز 17 جنيهًا قبل 25 يومًا من العيد    نائب روماني يعض زميله في أنفه تحت قبة البرلمان، وهذه العقوبة الموقعة عليه (فيديو)    إيرلندا تعلن اعترافها بدولة فلسطين اليوم    النائب عاطف المغاوري يدافع عن تعديلات قانون فصل الموظف المتعاطي: معالجة لا تدمير    بينهم طفل.. مصرع وإصابة 3 أشخاص في حادث تصادم سيارتين بأسوان    "رايح يشتري ديكورات من تركيا".. مصدر يكشف تفاصيل ضبط مصمم أزياء شهير شهير حاول تهريب 55 ألف دولار    أهالي سنتريس يحتشدون لتشييع جثامين 5 من ضحايا معدية أبو غالب    الأرصاد: الموجة الحارة ستبدأ في الانكسار تدريجياً يوم الجمعة    روسيا: إسقاط طائرة مسيرة أوكرانية فوق بيلجورود    السفير محمد حجازي: «نتنياهو» أحرج بايدن وأمريكا تعرف هدفه من اقتحام رفح الفلسطينية    دبلوماسي سابق: ما يحدث في غزة مرتبط بالأمن القومي المصري    ب1450 جنيهًا بعد الزيادة.. أسعار استخراج جواز السفر الجديدة من البيت (عادي ومستعجل)    حظك اليوم برج العقرب الأربعاء 22-5-2024 مهنيا وعاطفيا    «الثقافة» تعلن القوائم القصيرة للمرشحين لجوائز الدولة لعام 2024    وثيقة التأمين ضد مخاطر الطلاق.. مقترح يثير الجدل في برنامج «كلمة أخيرة» (فيديو)    ملف يلا كورة.. إصابة حمدي بالصليبي.. اجتماع الخطيب وجمال علام.. وغياب مرموش    الإفتاء توضح أوقات الكراهة في الصلاة.. وحكم الاستخارة فيها    عاجل.. مسؤول يكشف: الكاف يتحمل المسؤولية الكاملة عن تنظيم الكونفدرالية    جوميز: عبدالله السعيد مثل بيرلو.. وشيكابالا يحتاج وقتا طويلا لاسترجاع قوته    طريقة عمل فطائر الطاسة بحشوة البطاطس.. «وصفة اقتصادية سهلة»    بالصور.. البحث عن المفقودين في حادث معدية أبو غالب    دعاء في جوف الليل: اللهم ألبسنا ثوب الطهر والعافية والقناعة والسرور    أبرزهم «الفيشاوي ومحمد محمود».. أبطال «بنقدر ظروفك» يتوافدون على العرض الخاص للفيلم.. فيديو    موعد مباراة أتالانتا وليفركوزن والقنوات الناقلة في نهائي الدوري الأوروبي.. معلق وتشكيل اليوم    وزيرة التخطيط تستعرض مستهدفات قطاع النقل والمواصلات بمجلس الشيوخ    شارك صحافة من وإلى المواطن    قبل اجتماع البنك المركزي.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأربعاء 22 مايو 2024    إزاى تفرق بين البيض البلدى والمزارع.. وأفضل الأنواع فى الأسواق.. فيديو    المتحدث باسم مكافحة وعلاج الإدمان: نسبة تعاطي المخدرات لموظفي الحكومة انخفضت إلى 1 %    هل ملامسة الكلب تنقض الوضوء؟ أمين الفتوى يحسم الجدل (فيديو)    خبير تغذية: الشاي به مادة تُوسع الشعب الهوائية ورغوته مضادة للأورام (فيديو)    أخبار × 24 ساعة.. ارتفاع صادرات مصر السلعية 10% لتسجل 12.9 مليار دولار    حجازي: نتجه بقوة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم    استعدادات مكثفة بجامعة سوهاج لبدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمار على حسن فى محاضرة بملتقى الشربيني الثقافى :العلمانيون والملحدون والوضعيون يستطيعون الكتابة في الادب الصوفي
نشر في الأهالي يوم 22 - 04 - 2022

*أعد حاليًا معجمًا صوفيًا .. لأن كثيرا من المصطلحات باتت مستغلقة على الأفهام .
*التراث الصوفى تأثر كثيرا بانعدام محاولات تجديده ..فيما يحظى بها الفكر الاسلامى منذ القرن العشرين.
*هناك فارق شاسع بين التصوف كعلاقة بين الفرد وربه وبين الطرقية الصوفية .
*الطرق الصوفية تعاني مشكلات بالجملة من تفشي التوريث إلى انخفاض التمويل والمريدين الجدد.
*كلما كتبت تصوفا على تويتر هاجمني المتطرفون : ماتكتبه خزعبلات ودروشة!
المجتمع المصري مزاجه صوفى واول من اعتنق الصوفيه هو ذو النون المصري .
*الطرق الصوفية قادت النضال ضد الاستعمار في جميع انحاء العالم وفى اوربا كانت تقود التحول إلى الاسلام لولا جماعات الارهاب!
*افضل ان يكتب الكاتب عن تجربته الذاتيه الصوفية ويستخرج مابداخله على ان يستعير تجربة غيره
*محمد السيد اسماعيل: عمار على حسن موسوعي الثقافة مبدع فى جميع المجالات ونزاهته محل تقدير الجميع.
*أنهى عمار تعاقده مع الامارات بعد سنتين ..فسآلته السبب ففاجأني بأنه لا يريد إن يعود كأحمد عز وإنما أن يكون إمتدادًا ل"نجيب محفوظ"
بعكس الملتقيات الأدبية والثقافية الأخري ، يسعى ملتقى الشربيني الثقافى إلى تحقيق فكرة أساسية مغايرة تماما ، وهى تجسير الهوة بين رموز الادب والفكر والفن والابداع ،واللذين تحتكر العاصمة الأم القاهرة رؤيتهم والنهل من معينهم ، وبين المحافظات الاقاليم المصرية ، التي تتشوف اليهم وتشخص بأبصارهم اليهم وتعتبر رؤيتهم ومحاورتهم بمثابة امنيات صعبة وربما مستحيلة. من هنا أخذ ملتقى الشربيني على عاتقه مهمة تجسير الهوة الثقافية بين المحافظة الأم ورموزها المبدعة وبين معقل الملتقى ورواده التائقين إلى أن ينالهم من "لقاء" رموز الابداع جانبا، ولتكون اللُحْمَة وثيقة بينهم ، فلا يكتفون بقراءتهم ومشاهدتهم على الشاشات فقط ، وانما يجلسون اليهم ويتحدثون معهم ويرونهم رؤية مباشرة . ومن هنا كانت استضافة المفكر نبيل عبد الفتاح، ثم بعده باسابيع قليلة جاء ليحاضر فى الملتقى الكاتب والروائي والباحث فى علم الاجتماع السياسي الدكتور عمار على حسن .
الأدب والتصوف .. والدكتور عمار.. كان هذا هو العنوان العريض لأعمال ملتقى الشربيني الثقافي في شبين القناطر موخرًا، وقال مؤسس الملتقى الكاتب الصحفى محمود الشربيني أن اختيارالموضوع جاء كأنسب مايمكن للملتقى تقديمه ثقافيًا فى الشهر الكريم . تلك الجديلة التى تربط بين الأدب كابداع ، والتصوف كأعلى ذري الروحانيات في شهر القلوب الخافقات بالروحانيات و العبادات .. مضيفًا أن الأدب والتصوف.. ميدان و إن ضاق على الكثيرين ،إلا أنه يتسع لعمار على حسن ، بكل تاريخه الابداعى وإسهامه الفكري والبحثي ،وفى القلب من كل هذا إبداعه الصوفى المتجلي فى أكثر من عمل إبداعى.
واشار الى انه بدأ مشواره الأدبي شاعرًا، وأخذته القصة القصيرة ثم الرواية من الشعر، وإن كانت روح القصيدة قد حضرت جليًّة بهيًّة في ثنايا سطور السردية، ولم يفارقه خيال الشاعر وجسارته في سطوره العلمية.وهو من الذين يعتبرون الشعر أكثر ألوان الأدب رسوخًا ورهافة وصعوبة.. وقد ألف عمار نحو 21مؤلفًا أدبيًا من بينها المجموعة القصصية عرب العطيات،وحكاية شمردل ،وأحلام منسية ،وجدران المدي ،وزهر الخريف، وشجرة العابد ،وسقوط الصمت، والتي هى أحزن، وحكايات الحب الأول، وقصص وروايات باب رزق ، و جبل الطير،وخبيئة العارف واخت روحي وهى مجموعة قصصية، ولا أري جسدي ديوان شعر، وعجائز البلدة ، ومكان وسط الزحام، وآخر ضوء، وتلال الرماد .هذا عدا عن مؤلفاته العلمية والأدبية والنقدية الأخري وأبحاثه المعمقة. ويمكن القول أن عنوان المحاضرة هو الذي اختار الدكتور عمار ، كون الفكرة جديدة وغير مطروقة فى الملتقيات الثقافية ، التى ربما تهتم بجانب من الجوانب ، على العكس مما نحن أمامه الآن ، فالكاتب يمتلك رصيدًا أدبيًا عريضًا،بجانب مسحة صوفية لا يخطئها أحد.. وهو مايغري بالولوج معه إلى هذين العالمين بكل سحرهما . فالملاحظ أنه ليس المبدع المسلم فقط هو من يكتسي بلمحة صوفيه ، وإنما تجد شاعرة أو شاعرات مسيحيات أيضا تلمح في إبداعهن مسحة صوفية!
وقد نفذ عمار على حسن من سؤال الكاتب محمود الشربيني عما إذا كان العلمانيون والملاحدة ..يمكنهم التعبير الابداعى عن الأدب الصوفي ؟ هل اليساريين والاشتراكيين الماركسيين ..أو الليبراليين ..والوضعيين المنطقيين .. والوجوديين العتاة..هل يمكن أن تنضح أعمالهم وافكارهم وكتاباتهم بملمح صوفي ما؟هل يمكن أن يسكنهم ابن الفارض وابن عربي وجلال الدين الرومي والإمام الغزالى؟
وبحسب مؤسس الملتقى ايضا وأسئلته : ما التصوف؟ وكيف النفاذ إلى كنه مقاصده .. وكيف يمكن فهم تلك الكلمات والمصطلحات الضاربة في الجمال، الملغزة والعبقرية وصعبة الفهم على غير المتخصصين : يا كل كلى ؟ مالمقصود بها مثلا ؟ اليست تحتاج لتأمل كبير لكي تعرف مقاصدهآ ؟ فى أقوال الحلاج مثلا .. وابن عربي وابن الفارض ..ما يستعصي على الفهم ..كالتخلي والتحلي .. مثلًا ..ماذا يعني ذلك فى هذا العالم المذهل؟ الأدب نوع من الإبداع الإنساني لكنه يختلف عن التصوف .. ولكن فيما الاختلاف؟ وهل يلتقيان؟ومتى التقيا ؟ الإجابات عند عمار على حسن.
رؤية مبدع ..عن تصوف عمار
وسط كوكبة الكتاب والنقاد الكبار والمثقفين والناشرين الذين حضروا الملتقى ، كان احد محبي عمار حاضرًا وهو الشاعر والناقد د.محمد السيد اسماعيل حاضرا ، واختار أن يقدمه بتقديم آخر ..
حصر اسماعيل حديثه في عدة نقاط ابرزها : عمار بين التخلي والتحلي ؛وعمار المثقف العضوي والشامل ؛ واستدعائه دور رواد النهضة ،؛ ودراساته الصوفية والأدبية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ؛وتأصيل شكل روائي عربى والنقطة الأخيرة هى تآزر الفكري والادبي عند عمار على حسن.
أشار إسماعيل إلى أنه فى التخلي والتحلي فإن عمار على حسن ضرب أمثلة حية على ذلك ، فقد كان متعاقدًا مع دولة الإمارات للعمل فيها ، لكنه أنهى تعاقده بعد عامين فقط وسط استغراب الجميع ، لكنه قال لى "انا لا أريد أن أرجع إلى مصر أحمد عز ، وإنما أرجع إمتدادا لنجيب محفوظ، وهنا أدركت مدي اخلاصه لفكرة الكتابة.
ايضا كان يكتب بلا مقابل في "المصري اليوم" ، ثم واجه حصارًا شديدًا لمنع أي أعمال تدر دخلا عليه،مثل عاموده اليومي فى "الوطن"، كما أنه تخلى عن فكرة التوزيع ورفض تولى وزارة الشباب والرياضة، ورفض أيضا عرض التعيين في المجالس النيابية ( الشعب والشوري)لأن الصفة التى يعتز بها هى الكاتب ، يذكرنا هذا بالخلاف بين العقاد وسعد زغلول ، الذي كان يقول لسعد أنت زعيم الأمة بالانتخاب، أما أنا فكاتب الشرق بالتفويض الإلهي.
واضاف: عمار هو نموذج المثقف العضوي ، وله مواقفه وآراؤه ، ويستوقفه الجمهور في الشارع ، للحديث معه في القضايا المهمة ، فهو قريب من نبض الناس .
وتقديري أن مقولة إن الدكتور لويس عوض هو آخر الموسوعيين العرب ، فيها مصادرة على المستقبل ، وبالفعل كسرها عمار بثقافته الموسوعية.
ولعل هناك من يطرح سؤالا : عمار خريج اقتصاد وعلوم سياسية فلماذا يتكلم في التصوف أو يكتب فيه ، والحقيقة انه اديب وكان لديه رغبه فى أن تدخل الافكار والروي المتصوفة إلى حلبة الدراسة الجامعية ،وذلك كتب عن التنشئة السياسية للطرق الصوفيه في مصر .
أما لماذا يعتمد على التصوف بينما كان من الممكن ان يكتب روايات واقعية ،فنحن لانستطيع أن نقرأ أعماله السردية – الروائية والقصصية- من دون وضعها في سياق كتاباته السياسية والفكرية. هذه النظرة الكلية تكشف لنا كما لو أن اعماله السردية تبدو كما لو كانت التجلي الأدبي لهذه القناعات السياسية والفكرية ،، دون فصل بين هذه المستويات الا من حيث طبيعة الخطاب التى تمايز بينها.وهذا مايتبدي فى روايته الأخيرة جبل الطير والتي اري فيها نزوعا معمقا لتأصيل شكل روائي عربي يسترفد الموروثات الروحية الكامنة في أعماق الشخصية العربية ، على اختلاف أقطارها ، وخاصة في مصر التى انصهرت في اعماقها موروثات حضارات متعاقبة وهذا احد المعاني العميقة التى تبني عليها الرواية ..ومن محمد اسماعيل الى عمار على حسن والحديث عن الادب و التصوف قال عمار :كتبت روايات صوفية ، وتراجم مثل فرسان العشق الالهى ويحتوي ترجمة لاكثر من (40) شخصية تمثل مختلف تيارات التصوف وكتبت نصًا صوفيًا هو حالة وجدانيه ذاتية ، بعنوان مقامات حالة ذاتية واحاول الآن أكتب معجما صوفيًا ، لأن كثيرًا من مصطلحات الصوفيه باتت مستغلقة على الافهام .
وقد تمثلت رؤية عمار عن العلاقة بين الأدب والتصوف في ملتقى الشربيني الثقافى في نقاط مهمة أبرزها أن التراث الاسلامي تعرض منذ بدايات القرن العشرين لعمليات تجديد مستمرة ، لكن التراث الصوفي ظل بلاتجديد، وان كان الشيخ عبد الحليم محمود له محاولة فى الكتابة عن بعض المتصوفة، إلا أنه لم يضع ذائقته الخاصة هو فى الكتاب.. وفي الواقع فإن كثيرا من المصطلحات فى حاجه إلى تقديم لجيل جديد بلغة جديدة وبطريقة جديدة تعتمد على الحوار وليس على التعريفات الفلسفية الغامضة المستغلقه على عموم الناس .
وكشف عمار أن هذه الفكرة من الاهمية بمكان بحيث تجعله يفكر في كتابة بحث مستقل عن العلاقة بين الأدب والتصوف .
وبدا لافتا إن الدكتور عمار يريد التركيز على التفريق التام بين التصوف والطرق الصوفية .. والسبب كما أوضح انه كلما كتب تصوفًا على تويتر فوجيء برد أنصار الجماعات المتطرفة ، الذين يتحدثون عن التصوف من باب أنه خزعبلات وخرافات ودروشة ، وكأن هذه الاشكاليات في المسار الصوفي وحده وليس فى المسارات الأخري .
واضاف : ومع هذا انا أفرق بين التصوف كعلاقة بين الانسان وربه وبين الطرقية التى هى تأخذ هذا التصوف لتهندسه في شكل اجتماعى كعادة كل الأديان ،تنزع إلى الى الجماعة ، لأن الفكرة الفردية قائمة على الرهبنة او الولاية ، او العلاقة المباشرة بالذات الالهية ، ، وهذه موجودة عند بعض الأفراد ،وانا انظر الى الطرق الصوفية باعتبارها أشكالًا دينية إجتماعية ، فيها من الأولياء وفيها من الأدعياء أيضًا ، وحتي لو غلب الأدعياء فهذا لايعني أن ننسي الأولياء وهنا اتحدث عنهم بالمعني النسبي،وليس الاقطاب ، وإنما اشخاص داخل هذه الطرق دخلوا ليس بحثا عن منفعة دنيوية ، وإنما ليشجعوا بعضهم بعضا في العباده وأداء الطقس الديني.
وأوضح عمار إن الطرق الصوفية تعاني مشكلات بالجملة ، وابرزها توريث الطريقة ، فقد يكون شيخ الطريقة تقيا ورعا، ولكن بحكم التوريث يخلفه ولد جهنمي . ونوه بأن الطرق الصوفية كان لها دورها في مقاومة الاستعمار في العديد من البلدان العربية والاسلامية وذلك في اندونيسيا وفي مالي ونيجر والمغرب ومصر وغيرها .. وانها كانت موجودة وفاعلة في أوروبا .وهو مااستدعى سؤاله من مؤسس الملتقى ومدير هذا الجزء من الحوار عن ماذا كانت ممكنا مناقشة العلاقة بين التصوف والسلطة ؟
وفي سياق اجابته اكد أن الطرق الصوفية المصرية لها خصوصيتها في علاقتها بالسلطة ، عدا الطريقة العازمية، مشيرًا إلى عدد من هذه الطرق الصوفية التى حملت لواء النضال ضد الاستعمار ، ومنها النقشبندية التي قاومت الاستعمار الهولندي لاندونيسيا ، والبكداشية التى حافظت على الاسلام في روسيا، والتيجانية فى غانا والنيجر والسنغال ومالى وشدد على أن الطرق الصوفيه هى التي كانت تصنع التحول في اووربا نحو الاسلام ، حتي جاء إخوان العنف والارهاب فأفسدوا بممارساتهم كل شيء، وقدموا بأنفسهم طوق الانقاذ للكنيسة الاوربية .
واوضح ان المجتمع المصري هو الحامي لفكرة التصوف ويدافع عنها ويساهم فى زيادة الانخراط فيها ، ويعني ذلك للمصريين زيادة فى الأمان، ففكرة الطرق الصوفية متصالحة مع البيئة المصرية ، فأول متصوف ظهر في مصر هو ذو النون ، ثم إن مصر اخترعت الرهبنة وأول دير اقيم فى الصحراء الشرقية .
وقال ان الطرق الصوفيه لها قدرة على الجذب وتتماشي مع فنية ووجدان مصر
ومع هذا فإن الدكتور عمار لايري مستقبلًا مزدهرًا للطرقية لان الطبيعة المصرية لن تتقبل غياب التمويل السخي ، فغيابه سوف يؤثر ..كما لاحظ أن الطرق يدخلها الشباب بالاختيار وليس بالتجنيد .
وتحدث عمار عن اربعة أركان تميز التصوف وهي الزهد والولاية والمعرفة الحدسية والمحبة مشددًا على أننا بحاجة إلى التصوف في ظل عالم التشيؤ والإغراق في المادية ،وذلك في ظل دعاوي التشوه التي باتت توجه إلى الانسان المسلم ، الغارق في المادية والأتمتة ، وسيطرة الآله على الذهن ومن ثم نحن بحاجه إلى التصوف والدعوة إلى عودة الانسان إلى المسلك الروحي ، وتفرض علينا حالات التطرف الديني العودة إلى إحياء هذا المسار.
وانتقل عمار من هذا التمهيد إلى حديث العلاقة بين الادب والتصوف وقال ان هناك همزات وصل او مشتركات يمكن أن نتلمسهاوتحتاج الى تأمل ، ، إولها يتعلق بالحدس اوالالهام أو الاستبطان أو البصيرة وهنا يكون الصوفي في اغراقه الروحي أشبه بالشاعر ، ويكون الشاعر فى اغراقه الفني أشبه بالمتصوف..
النقطة الاخري هي الميراث اللغوي للتصوف وهو غاية في الثراءومن الاشياء التى بحاجة إلى اكتشاف طيلة الوقت ، لان بعضه كامن في المتصوف ، وهو في حالة الالهام يكتب مايستبطنه بصرف النظر عن علاقته بالسياق او بالطريق وفي هذه الحالة وفي بعض الاحيان كان هذا الميراث اللغوي مقصود لذاته ، ان يؤتي غامضا على هذا النحو مغرقًا فى البلاغة مفتوحا على تأويلات متعددة حتي ينجو المتصوف من العقاب المجتمعي او عقاب السلطة في ذلك الوقت كما حدث مع المتصوفة الكبار
نقطة ثالثة وهى التذوق فنحن نقول أن التصوف تذوق ،ليس علمًا وانما تذوق وهو فن ويقال من ذاق عرف ..ومدخل الفن قد يصلح ايضا لنعرف من خلاله العلاقة بين الأدب والتصوف.
ثمة همزة وصل أخري وهي الذاتية.. فالأدب ذاتي..فنقول أدب محفوظ ، وشعر أمل ، أو بودلير ، فلسفة كانت ، لكن لانقول اجتماع ابن خلدون أو سيد عويس ، لانه علم ليس فيه ذاتيه ، والتي توجد في الادب والفلسفة ، ولأن التصوف فيه قدر كبير من التفلسف، بل ان هناك رافدًا فلسفيا في التصوف الاسلامي لايمكن نكرانه على الاطلاق، استطيع أن اقول أنه كما ان الادب ذاتي فإن التصوف ذاتي كذلك ، ففيه خاصية الانطلاق من الالهى الى الانساني ، وبينهما مشترك عظيم ، فالادب والتصوف كلاهما يسعى الى تغيير الانسان نحو الأفضل ، فالطاقة الروحية الموجودة في التصوف تقابلها طاقة ابداعية موجودة فى الرواية والشعر والمسرح والموسيقى . ويضاف الى هذا ان الادب منفتح على على المعارف والعلوم كافة. ومن ثم لاي كاتب حقيقي لابد ان يكون لديه مخزون معرفي كبير ، وليس مجرد ذائقة او دربة فنيه عاليه ، وأن يكون لديك انفتاح على مشارب شتي ، وهذا مايميز بين كاتب يبقى وآخر يفني .
وقال عمار أن التصوف هو أقرب المعارف والمنتجات الى الادب ..شأنه شان الفلسفه ، فهما وحدهما المنتجين بينما البقية عالة على غيرهما ( التفسير عالة على النص، والفقه كذلك والبلاغة والعلوم الدينية وعلم العروض) وفي تاريخ العرب والمسلمين الانتاج الحقيقي كان في التصوف والشعر ، وهذا الاخير رغم تعدد المدارس وتوالد الشعراء ورغم التنوع مابين قديمه وحديثه ، الا أننا مازلنا بحاجه إلى هذا الشعر الذي أصبح جزءا من نسيجنا كالحكمة والحماسة والسياسة والدين ونستعيده فى عديد من المواقف.
الأدب العربي الحديث حاول تمثل التصوف في اشكال متعددة شعرا ثلما حدث مع شعر الحلاج والسهروردي وتمت استعارتهما مسرحيا ، اما فى الرواية فقد استعيد التصوف بعدة طرق ، فهناك مثلا رواية عبد الحكيم قاسم أيام الانسان السبعة وركز فيها على التجلي الاجتماعى للتصوف ، وهى تختلف عن رواية إليف شافاق قواعد العشق الأربعون ، وقد كتبتها بطريقة مبتكرة وحديثة وبتضفير عجيب واستعادت فيها من خلال علاقة المترجم بالسيدة شخصية الرومي وشمس التبريزي ، ورواية كيما لعلاء ولى الدين ، وهى شخصية مستلهما من رواية شافاق ، ، وتختلف عن رواية صبري موسي فساد الأمكنة ، حيث الشيخ الحسن الشاذلي موجود فى الخلفية بقوه .وقال عمار : كتبت في خبيئة العارف بنفس الطريقة ،مضيفا : والحقيقة أن الكاتب يمكنه أن يكتب عن شخصية صوفيه، او يخترعها ففي روايتي شجرة العابد ورواية جبل الطير شخصيتان صوفيتان مخترعتان ، ويشدد عمار على ان الكتابات عن التصوف بعضها تري فيه نقلا وبعضها تقليدا وتسطيحا أو تعويما ، ففي أحيان كثيرة يتمثل الاديب شخصية كبري كي يعوم بها نفسه.
وفى تقديري- والحديث لعمار- أن الافضل أن يكتب التصوف كتجربة ذاتية، فيمعن الكاتب في ذاته ومافيها من ذائقة ومافيها من نزوع روحي ويحاول إن يكتب هو هذه الحالة . ولايستعير حالة الأخرين.
واختتم عمار حديثة بقوله : لى كتاب في المجاز السياسي عن الشعر الغزلي العربي وكيف يمكن أن نستخدمه في الرد على على النزعة الاستشراقية التى تتحدث عن العرب والمسلمين بأنهم شهوانيون ،وتوضح أن الشعر الغزلي وأيضا التصوف في نزوعه الروحي هو رد على على الاغراق فى المادية الموجوده سواء في المنتج الفقهي أو النظره المتسلفة التى تنظر إلى الجسد الشهواني ،فيبقي التصوف طيلة الوقت هو أحد الاسهامات المهمة للعرب والمسلمين فى تاريخ الحضارة الانسانية ، ولذلك لا أستغرب ان يظل لانتاج الادبي او الفلسفي للمتصوفة المسلمين قائما حتى الآن .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.