ما زالت مصر والسودان تصران على الوصول إلى اتفاق ملزم وقانوني بشأن ملء وتشغيل سد النهضة، إلا أن إثيوبيا تستمر في أعمال البناء والملء دون اتفاق أو مفاوضات، مما يعزز مخاوف دولتَي المصب، خاصة وانه لم يتبق على الملء الثالث سوى 90 يوماً، بينما يؤكد الخبراء أن أديس أبابا تحتاج إلى 70 يوماً للوصول إلى تعلية قدرها 20 مترًا لتخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب، وهو ما يجعل المشهد وتحديداً الملء الثالث "ضبابي"، موضحين أن فتح إثيوبيا بوابات السد لتمرير المياه وتجفيف الممر الأوسط ، خطوة جاءت بعد فشل كبير، لعدم القدرة على استغلال التوربين الوحيد بالسد في توليد الكهرباء. من جانبه، يرى دكتور محمد نصر الدين علام، وزير الموارد المائية والرى الاسبق، ان سد النهضة يحتوي حالياً على ما يقرب من 8 مليارات متر، مشيرا إلى أن أعمال البناء يتم تنفيذها بواقع 15 سنتيمتراً يومياً خرسانة، مؤكداً أن تخزين الكمية المدعاة تحتاج إلى ارتفاع 20 مترًا مع تعلية جانبي السد، مضيفا أن كل الشواهد والخطوات المتبعة تفيد نوايا إثيوبيا في الاستمرار في أعمال البناء والتخزين دون التواصل مع دولتَي المصب، مشددا على أن هذا الوضع لا يصب في صالح الجميع. وأوضح إن إثيوبيا انتهت من تفريغ منطقة وسط السد، استعداداً لعملية الملء الثالث، والمستهدف منه هذه المرة هو تخزين 10 مليارات ونصف مليار متر مكعب، الرقم الذى لا يؤكده الواقع، حيث إن ما تعلنه أديس ابابا شىء، وما سيتم تخزينه شيء آخر؛ وهو نفس ما حدث مع الملء الاول، حيث كانت تستهدف إثيوبيا 18.5 مليار متر مكعب من التخزين الأول؛ وهو ما لم يتحقق حتى الآن . وأشار الى انه من المتوقع أن تكون التعلية أقل من خمسة أمتار هذا العام بتخزين نحو 2 مليار متر مكعب، وفي حالة التعلية أكثر من ذلك لا بد من تعلية الجانبين بنفس القدر، وهو ما يصعب تنفيذه خلال المدة المتبقية، أقل من 4 أشهر، وتعلية المتر الواحد شاملة الجانبين والممر الأوسط تتطلب 60 ألف متر مكعب خرسانة، بالاضافة إلى أن أعمال الجانبين بها شغل فنى وليس رمى خرسانة فقط مما يتطلب وقتاً مضاعفاً، موضحا أن سرعة عملية البناء والتخزين التي من المتوقع أن تكون عشوائية وتفتقر إلى عوامل الأمان والسلامة تعود إلى التوجهات السياسية للحكومة الإثيوبية سواء للداخل أو للخارج . وكان قد كشفت صورا للأقمار الصناعية توقف تدفق المياه من أعلى الممر الأوسط لسد النهضة، وذلك يوم 15 مارس 2022 كما كان متوقعاً ، الامر الذى يوضح أن فتح البوابتين للسد هو أولى خطوات التخزين الثالث بعد أن عجزت التوربينات عن تجفيف الممر الأوسط.