أزمة السكن لعنة تطارد الغلابة "أحياء وأموات"…. هل أصبح الموت تجارة رابحة؟!

*"مقابر الصدقة" تنقذ الفقراء من مافيا الجبانات
*" كومباوندات الموتى بالسويس" تبدأ من 500 ألف .. و140 ألفًا ببورسعيد و"دوبلكس" أسيوط معضمة للبسطاء
*"بيزنس" خدمة ما بعد الموت يشتعل والسوق السودا تدخل المشهد
*مدافن ال" خمس نجوم" تجاوزت ال 900 ألف جنيه و"الجبانة"..لمن استطاع إليها سبيلا
لم يعد البحث عن شقة للسكن هو المعضلة الوحيدة التي تواجه الكثيرين، بل ظهر ما هو أصعب في الحصول عليه، فالمدافن أصبحت مشكلة أكبر تواجه كل من يبحث عن ثري يواري جثمانه، فتحول حلم المواطن البسيط في مكان صغير يدفن فيه بعد موته إلي " كابوس"، بعد أن اشتعل "بيزنس" المقابر، وأصبح يتحكم فيه سماسرة ورجال أعمال، يرفعون الأسعار بشكل مبالغ فيه، لدرجة جعلت إمكانية توفير مدفن بعد الموت "مهمة أشبه بالمستحيلة" علي قطاع كبير من الغلابة.
الوضع الذى كان من المهم أن نخترق معه عالم "التُربَية"، والوقوف على حقيقة "بيزنس الموت"، الذى لا يختلف عبئه كثيرا عن البحث عن شقة، حيث يبدأ من عشرات الآلاف من الجنيهات ويصل إلى الملايين.
إعلانات المدافن
بمجرد أن تتصفح أى صحيفة أصبحت تصطدم ب "نصف تشطيب".. تشطيب " سوبر لوكس".. "أرضيات رخام".. "أرضيات بلاط" .. " تصميمات عقارية مميزة بأحواش كاملة التشطيب"، لحظة من فضلك !، هذه المواصفات ليست إعلانات شقق ومحلات، لكنها أصبحت مصطلحات متداولة بإعلانات المدافن، فمن ينوي شراء مدفن عليه تحديد المستوي الذي يستطيع تحمل نفقاته وتشطيباته أولًا، خاصة وانه خلال العامين الماضيين، قفزت أسعار المقابر بنسبة تجاوزت ال 100% في المدن الجديدة، حيث يوجد حالة من الربط بين أسعار الشقق والمقابر، والتى تتراوح من 400 ألف إلي مليون جنيه حسب المكان والتشطيب، الواقع الذى يدعو إلي السخرية الممزوجة بالشفقة، علي واقع أصبحنا نعيشه، يؤكد أن الموت أصبح تجارة رابحة.
خدمات لوجستيات
" انت كرمت حياتهم.. ونحن سنكرم رحيلهم".. هذه الكلمات ليست عبارة عظة تقرأها على باب منشأة أو وسيلة مواصلات، ولكنها اعلان لاحدى الشركات، التى أسسها "ابن رجل اعمال" لتقديم خدمات مراسم الجنازة، لأول مرة في مصر، وهي تقدم كافة الخدمات اللوجستيات خلال الفترة التي يمر بها أي شخص عندما يفقد عزيزا لديه، وتهدف لتقديم خدمة متكاملة تغطي جميع مراحل تكريم المتوفى، ويتضمن ذلك على سبيل المثال لا الحصر؛ إنهاء إجراءات تصريح الدفن والإجراءات الرسمية، والغُسل وتجهيز الجثمان، وتحضير المقابر والمدافن، والنقل، وحجز قاعات العزاء والتأبين، ونشر النعي في الجرائد والوسائل الرقمية، وتوزيع هِبات الصدقة على روح المتوفي، والعديد من خدمات الدعم ما بعد الوفاة، وهنا نقف "دقيقة حداد" على أرواحنا ونحن ما زالنا على قيد الحياة، وليس حدادا على أرواح موتانا، فهم قد فارقوا الحياة قبل أن يصطدموا بالواقع المرير، والاتجار الذى أصبح بالانسان "حيا وميتا".
ورغم كلمات الرثاء والنعى التى تصدرت صفحة الشركة على جوجل، والتى كانت كفيلة أن تلمس قلوبنا " نحن نقدر ونعى جيدا شعور فقدان الاخباء"، ولكن بمجرد استكمال ما تنويه عنه الشركة فى صفحتها، تصبح سجين الدهشة من تلك الارقام التى كادت تصل بل وتفوق أرقام حجز قاعات الافراح فى فنادق ال خمس نجوم، حيث تقدم الشركة عددا من الباقات الاساسية والخدمات التى تتعلق بالميت، بداية من فريق عمل من الخبراء فى هذا الشأن لمساعدتك على القيام بكل خطوة من خطوات الجنازة وانهاء الاجراءات المطلوبة، الباقة الاساسية والتى تشمل تجهيز الجثمان والتكفين وخدمات النقل فى احدى السيارات جيدة المستوى وتبدأ من 1000 جنيه خارج القاهرة الكبرى وتصل ل 4500 جنيه للقاهرة، وهناك باقات متكاملة وتضم استخراج تصاريح الدفن وحجز قاعة العزاء وحفظ جميع الأوراق القانونية وسعرها 1000 جنيه خارج القاهرة وتصل ل 7000 جنيه داخل القاهرة، وهناك الباقة المتميزة وتشمل مساعدة خاصة ومتميزة فى استخراج تصريح الدفن وانهاء الاجراءات القانوية والنقل فى احدى السيارات الفخمة مع افضل سائقى الشركة !!، بالاضافة الى تواجد أفراد من فريق الشركة بالزى الرسمى طوال اليوم لتسهيل جميع مراسم الجنازة ومساعدة مميزة فى تجهيز المقابر وتوفير كراسى لكبار السن وتوفير مياه ومشروبات تصل ل 9000 جنيه بالقاهرة، وهناك قسم " الخدمات الاضافية"، والذى يتضمن النعى والصدقة الجارية والهدايا التذكارية وصناديق الدفن وتجهيزات الزهور واعادة الجثمان من الخارج، وكلا من هذه الخدمات لها سعر.
مقابر الواحات
قبل القيام بجولة، حاولت سؤال بعض الاقارب والاصدقاء عن ما عرفته من معلومات حول "اسعار المدافن"، وهل ما سمعته حقيقا أم يحمل شيئا من المبالغة، وكانت الانطلاقة مع مقابر طريق الواحات بمدينة السادس من أكتوبر، والتي تعتبر من المقابر الحديثة وتختلف أسعارها علي حسب المساحات والموقع وعدد الغرف الموجودة أسفل المدفن، هذا إلي جانب مستوي التشطيب، وتتوقف كل هذه الكماليات علي حسب طلب "الزبون"، فهناك من يطلب تشطيبًا "مخصوصًا" وهناك من يطلب تشطيبًا "عاليًا"، وهناك من يبحث عن مدفن بحري أو قبلي بمساحة كبيرة، أو بحري بمساحة صغيرة، وقد يتوفر الطلب وقد يكون غير متوفر نظرًا لزيادة الطلب وعدم توافر مدافن.
طريق الواحات
الطريق الذى تقع وتطل عليه مدافن السوبر لوكس، ومساحات الغالبية العظمي منها 40 مترًا ولكن تختلف في أسعارها علي حسب الوجهة والموقع، فإذا كانت قبلية وعلي شارع جانبي سعرها يكون أقل من البحري التي تقع علي الرئيسي وتتراوح أسعارها بين ال 800 ألف والمليون جنيه، وهناك مدافن أخري ذات 3 نواصٍ وذات واجهة بحري وتبعد عن الشارع الرئيسي بعدة مفارق فيتراوح سعرها بين 500 ألف و700 ألف، أما المدافن ذات المساحات الكبيرة فهناك مدافن تتكون من 8 غرف وصالة وتطل علي شارع جانبي ذي وجهة قبلي فيتراوح سعرها بين 2 و3 ملايين، وبطبيعة الحال تندرج تحت مقابر الهاي سوبر لوكس، وهناك مدافن طريق العين السخنة والتي تسمى "وادي الراحة"، والأسعار تراوحت بين ال 400 وال 500 ألف، حيث حداثة البناء المخصص للمقابر بالمنطقة وحداثة تشطيباته واغلب مساحة المقابر يصل إلى 40 مترًا، فمقابر الطريق الرئيسي تصل إلى 800 وحتى 900 ألف جنيه، لكن المقابر الموجودة في الشوارع الداخلية يتراوح سعرها بين 550 وحتى 700 ألف جنيه، ويتم تحديد السعر النهائي للمقبرة وفقا لطلب الزبائن، ويوجد مقابر يتم تنفيذها بشكل مخصوص ومساحة كبيرة تسع 8 غرف وصالة كبيرة، وتطل على شارع رئيسي يتخطى أسعارها مليوني جنيه.
وضع يد
أما مقابر الوزير بصلاح سالم، والتي مر عليها أكثر من مائة عام، واستولت عليها مجموعة من السماسرة، وضعوا أيديهم علي بعض المقابر والأحواش القديمة وقاموا بتجديدها وإبعاد الرفات القديمة منها وبناء هياكل المقابر عليها، ووضعوا تسعيرة خاصة بهم، يبدأ سعر المتر في الأحواش والمقابر الصغيرة ب 4000 جنيه، حسب طبيعة الشارع والجهة التي تطل عليها المقبرة أو الحوش، وفى الشوارع الضيقة القريبة من المدافن، نجحت مجموعة اخرى من السماسرة فى السطو علي المساحات المخصصة للسير علي الأقدام وبنوا عليها مجموعة من المقابر بهدف بيعها بأسعار مرتفعة وتحقيق أرباح دون مراعاة لأي قوانين، بل وقاموا بتدوين أرقامهم علي حوائط الأحواش، معلنين عن مدافن داخل الأحواش يبدأ سعر المتر فيها من 4 آلاف جنيه وصولا إلي 8 آلاف جنيه حسب مكان الحوش في شارع رئيسي أو شارع داخلي.
مقابر الإسكان الأرخص
لكن في مدينة 6 أكتوبر تطرح هيئة المجتمعات العمرانية ممثلة في جهاز مدينة 6 أكتوبر، للمقيمين بمدن (6 أكتوبر – حدائق أكتوبر – 6 أكتوبر الجديدة – الشيخ زايد)، ب84 ألفا و760 جنيها، أما ثمن المقبرة للمقيمين في محافظة الجيزة وضواحيها، فهو 127 ألفًا و140 جنيهًا، كما تتم إضافة 5 آلاف جنيه مصاريف صيانة وحراسة، وتقع المقابر المخصصة للحجز للمسلمين، على طريق الواحدات عند الكيلو 61 بعد مطار 6 أكتوبر.
المحافظات
وشهدت المحافظات ارتفاعا كبيرًا فى أسعار المقابر بنسب متفاوتة من 40% إلى 50%، وتختلف كل مقبرة أو حوش عن نظيرتها من حيث اعتبارات الموقع والتشطيبات، فتحولت المقابر لتجارة رائجة واستثمار، رغم أن تجارة المقابر قديمة لكن المثير للجدل ارتفاع أسعارها بشكل جنونى حتى على المستوى الحكومى، فبمحافظة بورسعيد ارتفعت ارتفاعًا ملحوظًا خلال السنوات الخمس الأخيرة، وتضاعفت أسعارها فى ظل سيطرة عدد من السماسرة على سوق المقابر بالمحافظة، مما دفع البعض لإطلاق مسمى "مافيا المقابر"عليهم، حيث تجاوز سعر المدفن بالمقابر الجديدة المجاورة لمنطقة عزبة أبوعوف ال140 ألف جنيه، بينما تراوحت أسعار المدافن بالمقابر القديمة ما بين 90 و120 ألف جنيه تبعًا لموقعها وشكلها، بعدما كان سعرها 2400 جنيه فقط عندما طرحتها الأجهزة المعنية بالمحافظة عام 2005، وهو الأمر الذى دفع الكثير من المواطنين ممن لا تملك عائلاتهم مقابر إلى الاعتماد على الجيران والأصدقاء والمعارف وتوصيتهم بدفنهم فى مقابرهم الخاصة لعدم مقدرتهم على شراء مدافن لهم.
ولم يختلف الأمر كثيرًا فى مدينة بورفؤاد، حيث تجاوز سعر المقبرة ال80 ألف جنيه بمساحة 12 مترا تقريبًا، والسبب فى الارتفاع، انها لم تعد تستوعب الزيادة السكانية التى تشهدها المدينة خاصة أنه تم توزيعها بالكامل.
وفى كل مدن ومراكز محافظة القليوبية، ارتفعت أسعار الأراضى المخصصة للبناء وكان سببا رئيسيا ودافعا للعديد من الأهالى لبناء مقابر متعددة الأدوار، خاصة فى مراكز طوخ، وقها، وقليوب والخانكة، فضلا عن التضخم السكانى الذى تعانى منه المحافظة، فكانت تلك الفكرة هى الأفضل لدى أهالى المحافظة، لتكريم موتاهم، وعدم البحث عن مقابر أخرى فى مناطق نائية، وهناك جمعيات شرعية فى حلوان تقدم عرضا مختلفا عما سبق، حيث يلتزم كل فرد داخل الاسرة بسداد مبلغ 150 جنيها شهريا، مدى الحياة، الى ان تأتى ساعته، فيتم دفنه فى المقابر التابعة للجمعية.
سكن الغلابة
أن تسكن فى منزل دوبلكس من دورين، فأنت من الأثرياء، الذين يمكنهم شراء منزل يفوق سعره ال مليون جنيه، لأنه أشبه ب "فيلا"، أما أن تُدفن أو تدفن موتاك فى مقبرة بدورين أو أكثر، فأنت من المعدمين الذين لا يملكون رفاهية شراء أرض جديدة لبناء مقبرة لإكرام الميتين، أزمة السكن التى تطارد الفقراء احياءً وأمواتًا،هناك اسباب دفعت الأهالى فى بعض المحافظات لإنشاء مقابر جديدة على طريقة شقق الأغنياء "الدوبلكس"، عن طريق تعلية المقابر القائمة بالفعل، إلى أكثر من دور، حتى وصلت ل 4 أدوار، بحيث يتم تجميع رفات وعظام الموتى "القدامى"، ونقلها إلى الطابق العلوي، لإفساح المقبرة الأرضية لجثث الموتى الجدد، منها انتشار المياه الجوفية فى جبانات القرى بالمحافظات، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأراضى المخصصة لبناء مقابر، وبيعها بالمتر، الذى وصل إلى 20 ألف جنيه، فى بعض المحافظات وعدم توافر تلك الأراضى لبناء مقابر جديدة فى محافظات أخرى، وأقرب نموذج لذلك، أهالى مركز الفشن، حيث لجأوا لاستحداث هذه الحيلة لتقليل نفقات شراء أرض جديدة وبنائها، وذلك عن طريق بناء دور ثانٍ، بعد ان ارتفعت الاسعار وتتراوح بين 10 إلى 12 ألف جنيه للمتر، نظرا لضيق المكان واستغلال أصحاب الأراضى المجاورة للمقابر ورفع سعر المتر فيها، ما دفع البسطاء للجوء إلى تلك الحيلة.
كومباوندات
يعد كومبوند مقابر الموتى، آخر صيحة فى "بيزنس" ما بعد الحياة حيث تتميز هذه الكومبوندات بكونها "تشطيب لوكس، ومبينة بالرخام المستورد والزخارف والسيراميك والإنارة، وتناسب على الأذواق حيث أنها ذات مساحات متنوعة.
الغريب أن المعلنين عبر وسائل التواصل الإجتماعى وفى مطبوعاتهم التى يوزعونها على المواطنين، يعددون مميزات هذه المقابر، حتى يسوقوا بضاعهتم، ما جعل هؤلاء التجار يتنافسون على إرضاء الزبون وتوفير أماكن متميزة، والبعض الآخر حوّلها لسبوبة لبيع الأحواش والمقابر بدون تراخيص من المحليات، يأتى ذلك فى ظل ارتفاع أسعار المقابر فى السنوات الأخيرة، لتوازى الشقق السكنية ولها سوق يماثل سوق العقارات وتجارة وبيزنس مربح بشكل كبير.
وتتنوع أنماط المقابر، فقد تحيط بها النجيلة الخضراء ويكون لها باب يتم التحكم فيه من خلال الريموت كنترول، وهو حال المقابر الموجودة في مدينة 6 أكتوبر والتي تبدأ أسعارها من 500 ألف جنيه وتتجاوز المليون حسب المساحة التي تبدأ من 40 مترا، ويليها في القيمة الأعلى الموجودة في مدينة نصر، ويتراوح سعرها بين 300 إلى 500 ألف جنيه، ويتراوح سعر المدافن الموجودة في أول طريق السويس بين 180 إلى 300 ألف جنيه، ويصل سعر المدفن في مدافن مصر الجديدة بالقرب من كلية البنات إلى 500 ألف جنيه، في حالة وجود عين فارغة، لأن أغلبها مزدحم وتتواجد بها مدافن كبرى العائلات بالمجتمع.
وتتدنى الأسعار في المدفن الموجود بالقرب من منطقة "الوفاء والأمل" في الحي العاشر في مدينة نصر، وتبدأ الأسعار فيها من 60 ألف جنيه، وتصل سعر المدافن في منطقة المرج الجديدة إلى 45 ألف جنيه، قابلة للتقسيط، ومساحتها 40 مترا ومقسمة إلى عينين واحدة للسيدات والأخرى للرجال، وهي سعة 6 جثامين في كل عين، وموجود بعمق متر ونصف، والمثير للدهشة أنه لا يوجد بها سلم يؤدى إلى المقبرة، بخلاف ما هو معتاد، وفي طريق القاهرة- بلبيس توجد مقابر لحد شرعي، ومساحتها 45 مترا، وتبدأ قيمتها من 50 الف جنيه.
جهات حكومية
اما الحصول على مقبرة من أي جهة حكومية مثل محافظة القاهرة على سبيل المثال له خطوات؛ تبدأ بتقديم طلب ودفع رسوم 500 جنيه فى خدمة فورى، ثم يتم إجراء قرعة، وتسديد المبلغ وفقا لنظام السداد المعلن عنه، وهذه المقابر تكون بحق الانتفاع غير محددة بمدة، وذلك طبقا لقانون الجنايات رقم251 لسنه1966 الذي يمنع تملكها ويتيح للدولة نقلها إلي مكان آخر بشرط توفير بدائل لأصحابها وذلك عند طريق تعمير مناطق الجبانات القديمة، وتعرف مساحات المدافن التي تطرحها المحافظة انها ذات ال 20 مترًا فقط، بينما المساحات الأربعينية والستينية توقف طرحها، وتتراوح الاسعار من 135 ألفا اذا كان المدفن خلفيا، اما اذا كان اماميا فيصل ل 150 الف جنيه، وهناك من يقوم بالحصول علي مدفن ويتم بيعه ب " السوق السودا" ليصل سعرها ل 650 الف جنيه بعد ذلك، وتصل المدافن فى وسط البلد وترب المشير ل مليون جنيه.