محمود قرني لا شيء معي أقدمه للرفاق لا نمط الإنتاج ولا فائض القيمة معي مصباح عالجته بزيت أجدادي وها أنا أسير في ظله لأبحث عن تلك الأوراق التي سقطت، عرضا، تحت أقدامي إنها وثائق أجدادي، فؤوسهم، وتشققات أقدامهم بعض السياط التي زرعها الغرباء في برزخ ما بين النهرين والتعاويذ التي تركها آلاف العبيد قبل أن يقضوا نحبهم في مقاطف ديلسبس. كانت القناة خطا متعرجا رسمه سكير على ورقة الحساب الآن صارت خروفا ثمينا في زجاجة شمبانيا سنسكر معها ونرقص على إيقاعات موجها أما الألعاب القديمة مع السفائن فستدفع الزوجات والأولاد لحضنا على النسيان فالرفاق تناكحوا وتناسلوا صاروا قساة ومخيفين. معذورون يا إخوتي يا أهل الأرواح المنكسرة والعيون الغائرة يا أحفاد العبيد.. دعونا نتبادل القبلات نستأنف الحب ورسائل الغرام نغني للعالم الذي يمتثل لغابات النور ويتحدث إلى مدينتنا كأرملة محترمة ربطت بطنها من الجوع حتى تربي أبناءها دعونا نقول لها: أيتها القناة يا مربية المدرعات والقاذفات والشهداء تحدثي إلينا نحن العشاق القدامى تعالي نؤلف أوبرا مفتوحة الأبواب لا يسرقها الجبناء أو القساة جباة الضرائب والبراطيل أما أنت أيها الأرغن يا حارس البرزخ ثمة أوراق ضاعت من الرفاق دع أحبارها بحالتها ولسوف يتعرف الأجداد الذين غمرتهم المياه على التعاريج في خطوط أحفادهم.