تلقى حزب الوسط بقيادة إيمانويل ماكرون ما أسماه أحد نوابه "صفعة في الوجه" في الانتخابات الإقليمية والمحلية, الأحد الماضي. فلقد فشل الرئيس وحكومته في حشد المؤيدين, حيث أشارت النتائج أن 68 ٪ من الناخبين يتجنبون مراكز الاقتراع-وهو معدل غير مسبوق للامتناع عن التصويت. وأشارت النتائج الأولية كذلك إلى أن التجمع الوطني اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان فشل في حشد دعمه المتوقع. أشارت النتائج المبكرة إلى أن الفائزين الرئيسيين كانوا من أحزاب يمين الوسط الأخرى، بما في ذلك مرشحي الجمهوريون الذين حصلوا علي 39 ٪ من الناخبين, بينما حصل التجمع الوطني (مارين لوبان) علي 19.1 ٪ والحزب الاشتراكي 16.5٪. و حصل حزب ماكرون علي 10.9 ٪ فقط من الأصوات. كما تعزز وضع مرشح يمين الوسط فاليري بيكريس في منطقة إيل دو فرانس التي تضم مدينة باريس. جاءت هذه النتائج في منافسة علي 13 مجلسا إقليميا جديدا تضم 96 إدارة, وهذه المجالس الإقليمية تتحكم في ميزانيات تتراوح من بين 100 إلى200 مليار يورو, وهي مختصة بالمدارس والنقل والتنمية الاقتصادية.وكان مجموع المرشحين علي هذه المجالس 786 15 مرشحاً يتنافسون علي 108 4 مقعدا. و تدوم الدورة الانتخابية في هذه المجالس ل6 سنوات. لم تترشح لوبان في هذه الانتخابات لكنها شنت حملة قاسية علي حزب ماركون، خاصة في المناطق الريفية, حيث لا يزال نفوذ لليمين المتطرف مرتفعاً. وقالت في تعليقها الأول علي هذه النتائج من معقلها في هينين بومونت في شمال فرنسا:" لم يخرج ناخبونا…أدعوهم للتحرك على وجه السرعة". في منطقة باريس ، تتنافس 11 قائمة انتخابية – حيث يقدم المرشحون قائمة من المستشارين المقترحين- من بينهم قائمة الائتلاف يميني بقيادة فاليري بيكريس، وقائمة يقودها الصحفي السابق أودري بولفار عن الاشتراكيين، وجوليان بايو عن حركة أوروبا الخضراء، وكليمنتين أوتين قائد قائمة أقصي اليسار. تأمل الجبهة الوطنية بقيادة لوبان في السيطرة على منطقة "كوت دازور" المهمة لتعزيز جهودها التي استمرت عشر سنوات لإضفاء الشرعية على حزبها, وهي منطقة تشهد منافسة شرسة الآن بين حزب الجبهة الوطنية بقيادة لوبان والجمهوريون. نتائج يوم الأحد والجولة الثانية من الأسبوع المقبل، سيكون التركيز على التحالفات التي تتم بين القوي المتنافسة. والسؤال الرئيسي المطروح الآن هو ما إذا كان المرشحون الفرنسيون بمختلف توجهاتهم- اليسار ويمين الوسط- سيتمكنوا من التكتل مرة أخرى لإبقاء حزب لوبان خارج السلطة كما فعلوا في الانتخابات الماضية. هناك اتفاق عام على أن نتائج انتخابات المجالس البلدية الإقليمية لا تعني حسم ما سيحدث في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل, حيث يشير المراقبون أنه لا اليمين السائد (الحزب الجمهوري)، ولا اليسار السائد (الحزب الاشتراكي) ، لديهم أي مرشح رئاسي قادر علي حسم الانتخابات الرئاسية القادمة. فمستوى الامتناع في هذه الانتخابات يضع كل تحليل أو تنبؤ في موضع الشك. وبحسب استطلاع رأي حديث لصحيفة لو ديمانش, يعتبر 49 ٪ من الفرنسيين أن أي فوز إقليمي لحزب لوبان هو بمثابة "خطر على الديمقراطية". وتشير معظم استطلاعات الرأي إلى أن سباق 2022 الرئاسي سيكون جولة ثانية بين ماكرون و لوبان. تجري الجولة الثانية من انتخابات المجالس البلدية الإقليمية في الأحد المقبل, وسيكون السباق محتدماً بين كل القوي السياسية لحشد الناخبين نحو المشاركة في التصويت بعد هذا العزوف التاريخي في الجولة الأولي.