العدوان الصهيونى مستمر.. والعجز الدولى عن ردعه أيضاً مازال مستمراً! "حياة الفلسطينيين مهمة أيضاً، وصواريخ حماس لم تشعل الأزمة"، هكذا صرخ السيناتور "بيرني ساندرز" فىالكونجرس الأمريكى.. فبعد محاولات مستميتة لوقف إطلاق النار وإقرار تهدئة متعسرة، وانتهء عدوان الاحتلال الذى استمر لأكثر منعشرة أيام على قطاع غزة. تستمر آلة الحرب الصهيونية بالقدس فى إبادة ما تبقى من الضمير الإنسانى العالمى، فالجيش الإسرائيلى الذىتكون من مجموعة عصابات يهودية متشددة متطرفة، اعتقد أنه بامتلاك ذخيرة وآلة حرب يمكنه إبادة شعب بأكمله،أو حتى طمس هويته، لكن هناك شعب أبى أن يستسلم أو أن يتملكه اليأس أو العوز، هكذا انتفض المقدسيونوأهالى حى الشيخ جراح، تلاهم أهل غزة والضفة. انتفض المقدسيون نتيجة الانتهاكات الصهيونية المتطرفة ضدهم فى القدس الشرقية، وازدادت وتيرة تحرشاتالجماعات اليهودية المتشددة بالمصلين داخل الأقصى، مما أدى لحدوث اشتباكات شديدة بين الجانبين وتدخلتالشرطة الإسرائيلية لصالح تلك الجماعات المتطرفة، وسقط ضحايا فلسطينيين أبرياء، كما تم اعتقال المئات منعوائلهم. ومن ثم بدأت الفصائل الفلسطينية المسلحة بالرد على تلك الانتهاكات، بقصف بؤر محددة فى الداخل الإسرائيلىعبر صواريخ متطورة نوعياً. على الجانب الآخر بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلى فى عدوانه الغاشم على المدنيين فى غزة والضفة، بعدد لامتناهى من الغارات الجوية والبحرية التى خلّفت أعداد كبرى من القتلى والجرحى، الغالبية العظمى منهم أطفالونساء، وأدت إلى تدمير أكثر من 100 مبنى فى غزة، غالبيتها أبراج سكينة، منها 3 أبراج خاصة بالوكالاتالإعلامية والصحفية الإقليمية والدولية، دمرت بالكامل. لذا أعلنت كل من نقابة الصحفيين المصرية والفلسطينية، واتحاد الصحفيين العرب، ووكالة أسوشيتد برس، وقناةالجزيرة، ونادي الإعلاميات في الهند (وهو من أهم التجمعات الصحفية المهنية فى الهند)، رفضهم من الاعتداءاتالإسرائيلية على المكاتب الصحفية والصحفيين في غزة، فالاحتلال لا يريد نشر الحقائق، بل يريد تعتيم كامل علىالعبث بحياة المدنيين ومقدرات الشعب الفلسطينى. وعليه صرّحت نقابة الصحفيين الفلسطينيين: "نضع مقرنا ومقدراتنا في غزة تحت تصرف وسائل الإعلام والمكاتبالصحفية التي دمرت أو تضررت جراء القصف الاحتلالي الإجرامي". أما فى الضفة الغربية فقد سقط العديد من الضحايا بالرصاص الحى والمطاط المعدنى فى كل من (رام الله، بيتلحم، نابلس، سلفيت، جنين، الخليل). دمار كبير وتدمير شبكات المياه والكهرباء والإنترنت فى العديد من الأحياء السكنية بغزة، نتيجة الغارات الجويةالعنيفة، حيث أكدت منظمة "بيتسيلم" الحقوقية الإسرائيلية، على أن إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة عبر قتلالمدنيين وتدمير البنى التحتية، وذلك عبر عدد من الغارات الجوية التى نفذتها طائرات الاحتلال في قطاع غزة، يُذكر أن جيش الاحتلال استخدم نوعية قنابل في تدمير الأبراج السكنية من طراز 31 و 39 GBU المجنحة أو مايطلق عليها "مدمرة الملاجئ" وهي نوع خاص من القنابل الخارقة للأرض، تستخدم بالعادة لضرب مواقععسكرية شديدة التحصين، كما استخدم طائرات ال إف 16 أمريكية الصنع، واستخدم الصواريخ أرض أرض،كما تم أيضاً استخدام الرصاص المطاطى والحى، وأطلق القنابل والغاز السام المُحرّم دولياً. وقد أبدى كل من اليونيسيف والأممالمتحدة أسفهما الشديد، لمقتل كل هذا الكم من الأطفال الأبرياء في غزة،واعتبارها بمثابة جريمة حرب. وأعلنت "الأونروا" في غزة البدء فى تحويل المدارس المجهزة لديها إلى ملاجئ، لمن تضررت منازلهم جراء القصفلاحتواء الناس، حيث لجأ أكثر من 39 ألف شخص إلى مقراتها. كما تم نزوح جماعي لآلاف العائلات والأسر الفلسطينية، من مناطق شمال وشرق القطاع إلى مراكز المدن،وتحديداً مدينة غزة، بفعل الحرب الدامية. أما عن سيارات الإسعاف التى واجهت صعوبات في التحرك في ظل استمرار القصف المكثف، فى مشهدٍ دامٍيملئه الرعب والخوف، فقد أبدت وزارة الصحة الفلسطينية استنكارها من الأفعال اللاإنسانية التى يقوم بها جيشالاحتلال الإسرائيلى من عرقلة وصول سيارات الإسعاف للمصابين، وأيضاً استهداف الطواقم الطبيةوالمستشفيات. يأتى ذلك فى سياق تفشى فيروس كورونا فى فلسطين، وعدم قدرة وزارة الصحة من السيطرة عليه نتيجة ظروفالحرب والعدوان ونقص الأدوية واستهداف البنى التحتية. على الصعيد الإقليمى والدولى،، قامت جمهورية مصر العربية باستدعاء السفيرة الإسرائيلية " أميرة أورون" وتبليغها رفض مصر القاطع لأي عدوان صهيوني على القدس أو قطاع غزة، حيث أدانت مصر فى بيان رسميلها الاعتداءات الصهيونية ودعت لوقفها الفوري، ثم قامت بفتح معبر رفح رغم مطالبة الكيان الصهيوني والجانبالأمريكى بعدم فتحه مع دخول أطنان من المساعدات لقطاع غزة، كما اعتبر الجانب المصرى أيضاً سياراتالهلال الأحمر الفلسطيني التي تنقل المصابين سيارات عسكرية مصرية والتعرض لها هو بمثابة تعرض مباشرللجيش المصري. وبتكليف رئاسي مباشر،، تم فتح مستشفيات سيناء واستقبال المصابين فيها من جميع أنحاء فلسطين يقضيبعلاجهم على نفقة الدولة، مع إرسال فرق طبية مصرية مجهزة للمناطق المتضررة داخل قطاع غزة، وتوجهت أكثرمن 45 سيارة إسعاف على معبر رفح لاستقبال المصابين الفلسطينيين. كما تم تحذير الكيان الصهيوني بشكل مباشر من قلب تل أبيب من أن أي إقدام على عملية برية في قطاع غزةسيعتبر تهديد مباشر للأمن القومي المصري. وقامت مصر بإجراء محادثات متعددة الأطراف مع الأردن والسعودية وقطر وتونس ولبنان وأمريكا وفرنسا وروسيالبحث التحرك العربي من أجل إنهاء الهجوم الإسرائيلى. وصرح الرئيس المصرى " عبد الفتاح السيسي" بأن المهمة القصوى والعاجلة هي وقف العنف والقتل حتى يعودالهدوء إلى غزة مرة أخرى، والعمل على تثبيت هدنة طويلة الأجل والبدء فى التفاوض الفلسطينى أتى ذلك بعد وصول وفد مخابراتي مصري لغزة وتل أبيب لمحاولة إقرار هدنة برعاية مصرية، رفضها الجانبالإسرائيلى وأصر على التصعيد العسكرى المسلح. وبناء عليه قامت الخارجية المصرية بالضغط على دول أوروبية لإصدار بيانات إدانة ضد الكيان الصهيوني وحثهاعلى وقف العملية العسكرية، كما لوّحت مصر باستخدام ملفات الغاز والتجسس كورقة ضغط قوية على الكيانالصهيوني لوقف هجماته على قطاع غزة، وتهديد الكيان الصهيوني بقطع العلاقات والرجوع لنقطة الصفر فيالعلاقات بينهما إذا لم يتم الوقف الفوري للعمليات العسكرية الصهيونية ضد قطاع غزة. كما أعلنت نقابة أطباء مصر عن إرسال1200 طبيب من مختلف التخصصات، طلبوا التطوع لدعم غزة، حيثجرى التنسيق للسماح بدخولهم إلى القطاع. كما أدانت نقابة المحاميين المصريين العدوان الغاشم، وأبدت نيتها فى تفعيل التعاون المشترك مع نقابة المحاميينالفلسطيين من أجل ملاحقة العدو جنائياً على مستوى دولى. وأعلن شيخ الأزهر فى خطاب رسمى له تم ترجمته لعدة لغات، عن ضرورة الجهاد من أجل تحرير الأقصىوحمايته من التطرف الصهيونى، وضرورة توحيد الصف العربى والإسلامى من أجل هذا الهدف، وهكذا كانفحوى خطبة يوم الجمعة التى ألقاها " أحمد عمر هاشم". كما أعلن ملك المغرب وملك الأردن عن إرسال مساعدات طبية وغذائية إلى الضفة وغزة، وتوّجه آلاف الشبانالأردنيين واللبنانيين إلى الحدود مع فلسطين، دعماً للشعب الفلسطيني. وصرّح " أحمد أبو الغيط" أمين عام جامعة الدول العربية، بأن العدوان الإسرائيلى على غزة والقدس عرّىإسرائيل عالمياً، وعلى مجلس الأمن أن يضطلع بمسئولياته، فى حين أن مجلس الأمن الذى انعقد مؤخراً بعد تأخّرفى انعقاده، لم يُسفر عن قرار إيجابى قابل للتنفيذ، وذلك نتيجة تحيّز الجانب الأمريكى للجيش الإسرائيلى،متمسكاً بعبارة " من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"، لكنه تجاهل حق الفلسطينيين المدنيين فى الحياة! "نهج مشين وغير مسئول" كهذا تُقامر إسرائيل بإشعال الأوضاع في المنطقة كلها، بسبب تعمدها إراقة المزيد منالدم الفلسطيني تعزيزاً لمكانتها الداخلية. الحكومة الإسرائيلية بقيادة " بنيامين نتنياهو"، التى تتبنى أجندتهم إذكاء الأوضاع بالقدس، بما قاد إلى اشتعالالموقف على هذا النحو الخطير في الأراضي المحتلة، وبخاصة في قطاع غزة الذي يتعرض لهجمات غاشمة فياستعراض فجٍ للقوة، حيث يسعى لتحقيق انتصار وهمى وعبور آمن، وذلك وفق أجندة انتخابية داخلية، بمساعدةالمتطرفين من اليمين واليمين المتشدد. فالكتلة المعارضة لنتنياهو أكدت أكثر من مرة، على أن الاعتبارات الأمنية تختلط بالاعتبارات السياسية في هذهالعملية. على الجانب الآخر،،، وجدت حركة "حماس" أيضاً استثماراً إيجابياً فى تلك المعركة، حيث كسب تأييد داخلىوخارجى، فرض نفسها على الساحة السياسية المحلية باعتبارها قوة سياسية وعسكرية، وفقاً لمفهوم " عسكرةالانتفاضة"، وحجز مقعد دائم وثابت فى أى مفاوضات مستقبلية، حشد الأصوات التى تدفعها إلى الأمام فى أىانتخابات قادمة، استعراض الصواريخ والقوة العسكرية لديها. وصرّح " خالد مشعل" أحد أبرز قادة حماس، أن الفلسطينيين يقولون اليوم بأن النكبة أصبحت خلف ظهورهم،وأن إسرائيل تعتقد أن المنطقة دانت لها بعد بعض النجاحات في التطبيع. فرد عليه رئيس الأركان الإسرائيلي، بأن حماس "إرتكبت خطأ فادحاً بضربنا وأمامنا خطة للرد"، وكأن معركةالقدس والضفة تم نقلها إلى غزة لتتحول إلى معركة حماس ونتنياهو، فى استدارة مخيفة ومقلقة عن الهدفالرئيسى من الحرب، وهو وقف الاستيطان فى القدس والضفة ووقف الانتهاكات فى الأقصى، ووقف تهجير أهالىالقدس الشرقية. بينما أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي "د. محمد الهندي"، على أن لا عودة إلى معادلة (تهدئةمقابل تهدئة)، والعدوان بدأ في القدس ويجب أن ينتهي في القدس، لأنها قلب الصراع. فرد عليه زعيم حزب الصهيونية الدينية "بتسلائيل سموتريتش"، يجب ألا تنتهي العملية ضد غزة بأي حال من الأحوال باتفاق وقف إطلاق نار، يجب أن نوقفها فقط من جانبواحد بعد تدمير جميع مقار حماس في غزة وجميع قدراتها العسكرية، بطريقة تجعلها تستغرق عقودًا للتعافيمن الضربات، كل شيء من الجو، لا داعي لإرسال جندي واحد لغزة. وعليه أعلنت "كتائب القسام" أيضاً عن قصف أكثر من قاعدة إسرائيلية ، أحدهما في بئر السبع، التي ينطلقمنها الطيران الإسرائيلي للإغارة على قطاع غزة، لكن الإغارة على قطاع غزة لم تتوقف ولم تقل بل العكس ماحدث، كما تم إطلاق ثلاثة صواريخ من سوريا تجاه الأراضي الإسرائيلية، دون أى تأثير. فيما أعلنت "سرايا القدس" عن إدخال عدة صواريخ جديدة ومتطورة إلى الخدمة العسكرية، فالرؤوس الحربيةالتي تطلقها المقاومة ذات قدرة تدميرية كبيرة، والتحليلات الإسرائيلية أنها تحمل رأسا حربياً مزودج الانفجار. يُذكر أن الدبلوماسية العربية تلاحقت في الأيام الأخيرة، من أجل حشد المواقف الدولية في مواجهة السياساتالإسرائيلية المتهورة والمخالفة للقانون الدولي الإنساني، ومن أجل دعم ومساندة الفلسطينيين في القدس الذينحظوا باحترام العالم وتعاطفه. ودعت جامعة الدول العربية "الجنائية الدولية" بتحقيق العدالة حول المجازر بفلسطين. وهناك مجموعة من السفراء العرب في نيويورك واصلت اتصالاتها خلال الأيام الماضية، وبمشاركة ممثل الجامعةالعربية لدى الأممالمتحدة، مع كل من وكيلة السكرتير العام للأمم المتحدة، وعدد من ممثلي القوى المؤثرة لدي الاممالمتحدة، حتى يتحمل مجلس الأمن لمسئولياته حيال الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة. فالتحركات الدبلوماسية قد نجحت في إظهار عزلة الموقف الأمريكي الساعي إلى توفير مظلةٍ لحماية إسرائيل منالانتقادات الدولية المتصاعدة، وأن الجلسة الرسمية التى انعقدت بمجلس الأمن، لمناقشة العدوان الإسرائيلي علىالفلسطينيين في غزة، أكدت أيضاً على أن الجانب الأمريكى مشاركاً رئيسياً فى العدوان على الفلسطينيين ،سواء بدعمه العسكرى واللوجيستى والإعلامى لكيان الاحتلال الإسرائيلى، أو بمعارضته صدور أى قرار دولىيُدين أفعال هذا الكيان ضد المدنيين الفلسطينيين. حيث وواجهت الإدارة الأمريكية انتقادات محدودة في الكونجرس الأمريكي، للدعم غير المشروط لإسرائيل، رغمإجراء الرئيس الأمريكى " جو بايدن"، أول اتصال بالرئيس الفلسطينى "محمود عباس" منذ توليه منصبه، فيخضم الصراع المحتدم بين إسرائيل وغزة. وبحث الرئيس الروسى " فلاديمير بوتين"، الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع أعضاء مجلس الأمن الروسى،فيما اتهمت الصين الولاياتالمتحدة "بتجاهل معاناة الفلسطينيين" بعد عرقلة واشنطن إقرار إجماع دولى بمجلسالأمن الدولي يدين جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلى. وشدد الرئيس الفرنسى " إيمانويل ماكرون" على "الضرورة الملحة لعودة السلام" في الشرق الأوسط خلالمحادثاته مع نتانياهو. كما صرّح الرئيس الإيرانى "روحانى" بأن التصعيد الإسرائيلى فى فلسطين يحرج الحكومات العربية التي طبّعتمع إسرائيل. كما استنكرت الاتحادات العمالية العربية وغير العربية استهداف جيش الاحتلال لمقرات النقابات بقطاع غزة. وعمّت العديد من مظاهرات التأييد للفلسطينيين في معظم عواصم ومدن دول العالم، ففى أيرلندا شارك المئات فيدبلن في تظاهرة تضامنًا مع الفلسطينيين، بينما قامت الشرطة الألمانية بتفريق تظاهرة متضامنة مع فلسطين وتمالقبض على العشرات، أما فى فرنسا، فقد رفضت الشرطة الفرنسية إعطاء تصاريح لقيام تظاهرات في العاصمةالفرنسية باريس دعماً للشعب الفلسطيني، حيث قامت الشرطة بتفريق التظاهرات منذ بدايتها، بإطلاق القنابلالمسيلة للدموع، والطلقات المطاطية. وفى النمسا قام رئيس المجلس الوطنى للنمسا "نوربرت هوفر" بانتقاد رفع العلم الإسرائيلى فى فيينا.. وأكدّ علىضرورة الحياد، وفى بلجيكا شارك العديد من اليهود في تظاهرات تطالب أوروبا بإدانة إسرائيل ومقاطعةمنتجاتها. أما عن إيطاليا،، فقد كان لعمال مرفأ "ليفورنو" موقف شجاع وجرئ، حيث اعترضوا على تحميل شحنة أسلحةإلى إسرائيل. وإلى أثينا حيث قامت 100 نقابة عمالية يونانية بالتضامن مع "القدس".. وقامت العديد من البلديات برفع العلمالفلسطيني، لكن الشرطة اليونانية أطلقت الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه لتفريق متظاهرين مؤيدينللفلسطينيين ضد الهجمات الإسرائيلية، وفى سيدنى بإستراليا قامت مسيرات ضد الهجمات الإسرائيلية بعنوان"فلسطين الحرة". لكن هناك محللين سياسيين دوليين أكدوا بأن هذه المعركة مختلفة عن معركة عدوان عام 2014، وذكرت القناة 12الإسرائيلية، فى تقريرٍ مُفصّلٍ لها، أن تكلفة الحرب حتى الآن أكثر من مليار ونصف شيكل للجيش، وخسائرالحرب على الجبهة الداخلية، بلغت أكثر من نصف خسائر معركة 2014 كاملة، (تحويل الرحلات الجوية من مطاربن جوريون إلى رامون في صحراء النقب، وتحويل مسار ناقلات النفط من ميناء عسقلان إلى ميناء حيفا لدواعأمنية، كما تم الاستعانة ب"المستعربين" لضبط الاضطرابات الداخلية، وتم إغلاق المدخل الشرقى لبيت لحمبالبوابات الحديدية). فلم يحدث بتاريخ الصراع الإسرائيلى الفلسطينى أن يتوقف مطار بن غوريون عن الرحلات، كما يوجد في غزةقطع كهرباء يوجد أيضاً في البلدات المحتلة بإسرائيل، قطوعات فى كل من الكهرباء ومياه وشلل كبير في الحركة. ويبقى حق السؤال مشروعاً، "وإذا المَوؤدةِ سُئِلَت بأى ذنبٍ قُتِلت"؟! فأين العدالة المنشودة في مؤسسات المجتمعالدولي، )مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية وغيرهما من المنظمات الدولية الحقوقية)، عندما نرىالإبادة الجماعيه لأطفال ونساء، وتدمير مدارس ومؤسسات ووزارات مدنية ومباني حيوية ومقرات إعلامية وصحفيةعالمية، والتي تُعدّ جرائم حرب. فالمنطق يقول نعم إذا كانت العدالة هي أساس حوكمة المجتمع الدولي، فلماذا تستمر سياسة الكيل بمكيالين أوعدة مكاييل، وانتهاج التحيّز أو التجاهل، بدلاً من فرض واقع العدالة والحياد؟! الجيش الإسرائيلي الذى أطلق الرصاص الحي على المتظاهرين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ما أدىلاندلاع مظاهرات كبيرة تشمل جميع مدن الضفة والقدس وشملت أيضاً غزة، تمنّع عن وقف فورى لإطلاق الناربذريعة تأديب قادة حماس، فاتورة تحمل دفع تكلفتها المدنيين الفلسطينيين من النساء والأطفال. ومازالت المطاردات والمداهمات وعمليات الكر والفر بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين في حي الشيخ جراحبالقدس، ومازال القصف مستمراً على قطاع غزة، ومازال الأردن يحذر من بقاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني"دون حل" ومازالت مصر تنقل جرحى غزة إلى مستشفياتها، دون تهدئة.. فبعد قصف المنازل على رؤوس ساكنيها المدنيين العزل، وتشريد الناجيين من هول المعارك، ماذا تبقّى أمام العالموأصحاب القرار الدولى، لحسم قضية القدس وأزمة فلسطين ومقترح حل الدولتين؟! فهل تستمر المعارك الصغيرةبين الحروب أم أنه يمكن أن تتحول إلى حرب شاملة!!!