كشفت معلومات رسمية داخل المملكة العربية السعودية عن وجود أزمة فى الموازنة العامة الجديدة فى عام 2021. وفسر مسؤولون كبار هذا العجز او الفجوة بأن سببه جائحة كورونا . وقد صرح الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز آل سعود عن إقرار موازنة العام 2021، مؤكدا "مواصلة تعزيز مسيرة التنمية والرخاء في البلاد". حيث "يبلغ الإنفاق المعتمد في هذه الميزانية 990 مليار ريال، كما تقدر الإيرادات بمبلغ 849 مليار ريال، بعجز يقدر بمبلغ 141 مليار ريال، ويمثل 4.9% من الناتج المحلي الإجمالي". وقال الملك أن "جائحة كورونا أثرت في نشاط الاقتصاد المحلي، بالإضافة إلى الآثار السلبية للركود الاقتصادي العالمي، وانخفاض الطلب خاصة في أسواق النفط التي شهدت انخفاضا حادا في الأسعار". واضاف العاهل السعودي بأن "المملكة جزء من العالم تؤثر في الأحداث والظروف العالمية وتتأثر بها، ولم تكن بمعزل عن آثار الأزمة في جانبي المالية العامة والاقتصاد". كما صرح وزير المالية السعودي محمد بن عبد الله الجدعان، مساء أمس الثلاثاء، إن أغلب قطاعات الاقتصاد في المملكة بدأت بالتعافي من تأثير جائحة فيروس كورونا.
واضاف وزير المالية في تصريح للتلفزيون الرسمي السعودي أن التعافي في الربعين الثالث والرابع يبشر بمؤشرات اقتصادية أفضل في 2021. وأكد محمد بن عبد الله الجدعان أن صندوق الاستثمارات العامة يلعب دورا محوريا في تحسين الاقتصاد السعودي وسيضخ المزيد من الاستثمارات بمئات المليارات من الريالات في 2021 والسنوات التالية.
وأوضح الوزير أنه لا يزال من المستهدف خفض العجز لأقل من 1% بحلول 2023.
وأفاد الجدعان بأن ضريبة القيمة المضافة ستخضع لمراجعة عندما تسمح الأوضاع الاقتصادية وليست هناك خطط لمراجعتها على المدى القريب.
وأشار إلى أنه يتوقع تضاعف عدد صفقات الخصخصة في قطاعات التعليم والصحة والمياه في 2021 مقارنة بما تبلغ قيمته 15 مليار ريال في 2020. وأكد وزير المالية السعودي أنه ليست هناك خطط لرفع الضرائب في الوقت الحالي ولا خطط لفرض ضريبة على الدخل. وأكد الجدعان على أن التحول الاحتياطيات إلى صندوق الاستثمارات العامة كان لمرة واحدة في عام استثنائي جدا ولا خطط لمزيد من التحويلات. وأوضح أن صندوق الاستثمارات العامة سيستثمر المزيد في الاقتصاد المحلي في العام المقبل ولأعوام قادمة، مشيرا إلى أن الحكومة تتوقع تلقي ما بين 15 و25 مليار ريال كتوزيعات من صندوق الاستثمارات العامة هذا العام. وقال الجدعان إن تحويل التوزيعات من صندوق الاستثمارات العامة هو لمرة واحدة في عام استثنائي ولا خطط لطلب توزيعات في المستقبل، موضحا في السايق أنه من المقرر تغطية العجز العام المقبل عن طريق سحب محدود من الاحتياطيات واقتراض محلي ودولي وعن طريق بيع أصول لوزارة المالية إذا لزم الأمر. وكانت وثيقة الموازنة السعودية قد أشارت إلى أن جائحة كوفيد-19 ربما تقوض تحقق بعض الأهداف التي كان مخططا لها قبل الأزمة مثل زيادة النمو وخلق وظائف
على الجانب الأخر صرحت وكالة رويترز أن السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، تواجه انكماشا اقتصاديا حادا هذا العام في ظل تراجع أسعار النفط، فيما حدت القيود المرتبطة بمكافحة فيروس كورونا من الطلب العالمي على النفط الخام وألحقت ضررا بالنشاط المحلي.
وقالت الهيئة العامة للإحصاء: "مع التسليم بأن الزيادة في ضريبة القيمة المضافة من خمسة إلى 15 بالمئة في يوليو 2020 كان لها تأثير شامل على أسعار المستهلكين في أنحاء المملكة، فإن ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين جاء بشكل أساسي من زيادة في أسعار الأغذية والمشروبات (+13.0 بالمئة) والنقل (+8.0 بالمئة)".
واضاف: "كانت الزيادة ملحوظة على وجه الخصوص في أسعار اللحوم (+14.8 بالمئة)والخضروات (+22.2 بالمئة)"، مشيرة إلى أن زيادة أسعار الغذاء هي العامل الرئيسي في ارتفاع المؤشر.
وساهم رفع ضريبة القيمة المضافة في زيادة الإيرادات غير النفطية في الربع الثالث من 2020، لكن خبراء اقتصاد قالوا إن هذا سيؤثر سلبا على النشاط الاقتصادي على الأرجح.